المقاومة أوقعت خلالها العديد من الجنود الصهاينة
"بيت حانون".. ضربة جديدة لـ"هيبة" جيش الاحتلال

- 166

لا تزال المقاومة الفلسطينية وبعد مرور 640 يوم من الحرب الاستئصالية التي يشنها الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تكبد قوات هذا الأخير خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في صفعات متلاحقة عرت عورة "الجيش الذي لا يقهر" وأكدت للعالم مرة أخرى كيف يقاوم صاحب الحق بالنفس والنفيس من أجل أرضه.
تعد عملية بيت حانون المركبة شمال غزة ضربة إضافية وجهتها المقاومة لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراما في ميدان ظنه الاحتلال آمنا بعد أن حوله الى ارض منكوبة غير صالحة للعيش وقضى على الاخضر واليابس فيه.
وانفجرت عبوتان ناسفتان وضعتا على الطريق، واحدة تلو الأخرى، مستهدفتين القوة الراجلة من كتيبة "نتساح يهودا"، رغم أن جيش الاحتلال أشار إلى أن هذه المنطقة تعرضت في الأسابيع الأخيرة لهجمات جوية مكثفة ضمن عمليات "تهيئة" قبل الهجوم البري، ومع ذلك، أقرت مصادر عبرية، أن العبوتين اللتين زرعتا هناك انفجرتا بدقة لحظة مرور القوة.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، حيث أنه وأثناء إجلاء المصابين من موقع الانفجار، أطلقت عناصر المقاومة النار من كمين نحو قوات الإنقاذ الصهيونية، ما أسفر عن سقوط مزيد بين قتلى وجرحى وأصبح الإجلاء معقدا وطويلا، ليتم استدعاء قوات إنقاذ إضافية.
واعترف جيش الاحتلال، أمس، بمقتل خمسة من جنوده وإصابة 16 آخرين بعضهم وصفت حالتهم بالخطيرة فيما وصفه رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بـ«صباح صعب" من توقيع المقاومة الفلسطينية التي استهدفت قوة عسكرية صهيونية مدرعة بأربع عبوات ناسفة متتابعة، عجزت على اثرها عمليات الإسناد والإنقاذ إخلاء الجنود القتلى والمصابين بعد أن شابها التعقيد بفعل نيران المقامة الكثيفة.
من جانبها، أكدت تقارير اعلامية عبرية ان كمائن إطلاق النار وبعد تفجير العبوات، أصبحت سمة متكررة في الأسابيع الأخيرة، مشيرا الى ان عناصر المقاومة نفذوا نفس النمط في حوادث سابقة، منها الحادث الذي وقع مؤخرا في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأثارت عملية بيت حانون ردود فعل واسعة لدى النخبة السياسية الإسرائيلية في دعوات إلى إنهاء الحرب على غزة "من أجل إسرائيل"، في حين حافظت الأصوات اليمينية التقليدية على نغمة التشدد، داعية إلى مواصلة القتال والدفع باتجاه التضييق على المقاومة التي تبهر في كل مرة.
أما المتحدث باسم "كتائب عزالدين القسام" الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية "حماس"، أبو عبيدة، فقد توعد بأن "معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبده كل يوم خسائر إضافية، ولئن نجح مؤخرا في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة، فلربما يفشل في ذلك لاحقا ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون".
وشدد أبو عبيدة على أن "صمود الشعب الفلسطيني وبسالة مقاوميه الشجعان هما حصرا من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة، محذرا من أن "القرار الأكثر غباء الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع".
وفي بيان لها امس، قالت "حماس" بانه "وبعد مرور 640 يوم من الحرب الاستئصالية التي يشنها العدو الصهيوني على شعبنا، فإن الحقائق الميدانية والسياسية باتت جلية للعالم أجمع بأن الاحتلال قد فشل فشلا ذريعًا في كسر إرادة غزة أو إخضاع مقاومتها".
وأضاف البيان بأن شعارات "الهزيمة الساحقة" و«الاجتثاث الكامل" لحركة حماس، قد سقطت على أعتاب الأنفاق المتفجرة وكمائن المقاومة المركبة وتحطم وهم "تحرير الأسرى بالقوة" تحت وقع الضربات المتلاحقة.
وجاء في البيان "لقد احترقت عربات "جدعون" في بيت حانون وخان يونس ومن فيها قُتلوا، فيما يواصل أسود المقاومة المواجهة بندية وبسالة رغم الجوع والحصار، بينما يرتكب الاحتلال المجازر بحق المدنيين والأبرياء".
وأكدت "حماس" بأن المقاومة أجبرت الاحتلال على الاعتراف بعجزه واستحالة الجمع بين تحرير الأسرى وهزيمة المقاومة، وقد تحولت محاور توغله إلى حقول موت لا يخرج منها جنوده سالمين. ولفتت إلى أن محاولاته الدؤوبة في تهجير الشعب الفلسطيني وفرض التطهير العرقي، اصطدمت "بصمود أسطوري من أهلنا في غزة، الذين وقفوا في وجه القتل والجوع والقصف ورفضوا أن يُرسم مستقبلهم من مقار الاستخبارات أو موائد الإملاء السياسي".
وختمت الحركة بيانها بالتأكيد على أن "هذا الفشل المركب، عسكريا وسياسيا وأخلاقيا، يفضح زيف آلة الدعاية الصهيونية ويبرهن مجددا على أن معركتنا لم تكن يوما معركة صواريخ وسلاح فقط، بل معركة وعي وإرادةٍ وصبر".
وصف الوضع الصحي بالكارثي.. مفوض "الأونروا":
غزة "تحتضر" ويجب وقف إطلاق النار الآن
"غزة تحتضر ويجب وقف إطلاق النار الآن"، بهذه الجملة القصيرة لخص المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، الوضع الكارثي والمأساوي الذي بلغه القطاع، جراء استمرار العدوان والحصار الصهيوني منذ ما لا يقل عن 21 شهرا.
قال لازاريني، في رسالة نشرتها الوكالة الأممية ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، بأن أكثر من 1500 عامل في المجال الطبي وأكثر من 600 شخص ممن يتضورون جوعا أثناء محاولتهم اليائسة للحصول على مساعدات غذائية، قتلوا في غزة، مضيفا أنه "خيار قاس بين موتين".
ودعت الوكالة الأممية إلى وقف إطلاق النار الآن في قطاع غزة وبضرورة رفع الحصار عنها التي يمنع الاحتلال وصول المساعدات إليها، لافتة إلى الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في هذا الجزء المنكوب من الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت "الوقت ينفد بالنسبة للناس في غزة.. الطعام ينفد بالنسبة للناس في غزة.. الأدوية تنفد.. الأماكن الآمنة نفدت"، مشيرة إلى أن آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر من أجل غزة وأن هناك ما يكفي من الغذاء لكل السكان.
ووصلت المنظومة الصحية في قطاع غزة إلى عتبة الانهيار جراء العدوان الصهيوني المتواصل خاصة بعد نفاد أكثر من 85 بالمئة من الأدوية والمستلزمات الطبية، في وقت تشهد فيه المستشفيات تزايدا منقطع النظير في عدد الجرحى والمصابين بأمراض مزمنة أو أمراض فيروسية ازداد انتشارها في الآونة الأخيرة.
ومع استمرار منع إدخال المستلزمات الطبية والوقود وفرض حصار على المستشفيات القليلة التي ما تزال تقدم خدمات طبية وإمعان الجيش الصهيوني في استهدافها وقتل طواقمها، آخرهم استشهاد مدير المستشفى الأندونيسي مروان السلطان، فإن الوضع الصحي بلغ "مرحلة كارثية مأساوية" جعلت المرضى والجرحى يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة.
وكشف المتحدث باسم السلطات الصحية في غزة، الدكتور خليل الدقران، في اتصال مع "وأج" بأن "الوضع الصحي سيء جدا وكارثي"، حيث قال "نحن على أعتاب انهيار المنظومة الصحية لأن أكثر من 85 بالمئة من الأدوية والمستلزمات الطبية قد نفدت".
وأضاف" لدينا الآن أكثر من 300 ألف مصاب بأمراض مزمنة منها ضغط الدم وداء السكري وكذا مرضى السرطان البالغ عددهم حوالي 11 ألف مريض.. هؤلاء جميعا معرضون لخطر الموت نتيجة عدم وجود الأدوية الخاصة بهم".
كما أشار الى تسجيل حوالي 15 ألف مريض بحاجة إلى العلاج بالخارج، غير أن جيش الاحتلال الصهيوني يمنع سفرهم دون أسباب بما يزيد من خطورة الوضع في وقت يواصل فيه المحتل قصف المستشفيات والمراكز الصحية وقتل الطواقم الطبية يوميا بهدف تدمير جميع مقومات الحياة في القطاع.
وحذر من أن مواصلة الاحتلال منع إدخال الوقود سيؤدي إلى توقف جميع المستشفيات التي بقيت في الخدمة. وهو ما يعني الحكم بالإعدام على جميع المرضى والمصابين الذين تكتظ بهم أقسام المرافق الصحية، علاوة على توقف خدمة غسيل الكلى وتعريض حياة المصابين بها إلى الخطر.
وأشار إلى أنه نتيجة لهذا الوضع الكارثي، انتشرت في الأيام القليلة الماضية عدة أمراض فيروسية ومعدية، بما فيها مرض التهاب السحايا أو الحمى الشوكية الذي يصيب الأطفال بدرجة كبيرة، حيث تم توثيق 337 إصابة به حسب السلطات الصحية.
وطالب المسؤول الصحي بضرورة الضغط على الاحتلال الصهيوني لإرغامه على إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والسماح بدخول فرق طبية متخصصة إلى القطاع لتقديم يد العون وكذا توفير الوقود والمياه وإدخال المساعدات الإنسانية وحليب الأطفال للتصدي لخطر المجاعة وسوء التغذية الذي يفتك يوميا بأرواح الرضع والنساء الحوامل وكبار السن.
وفي إطار حربه المستمرة بلا هوادة على المنظومة الصحية، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس، توقف العمل في إحدى عياداتها الطبية شرق مدينة غزة بعد سقوط عدة قذائف صهيونية في المنطقة المحيطة بها. وهو ما شكل تهديدا لسلامة الطواقم الطبية والمرضى.
وأفادت الجمعية في بيان لها بـ«توقف العمل في عيادة الزيتون الطبية التابعة للجمعية في مدينة غزة وذلك بعد سقوط القذائف في المنطقة المحيطة بالعيادة. الأمر الذي يهدد سلامة الطواقم الطبية والمرضى"، مشيرة إلى أن هذه العيادة كانت تقدم خدماتها لـ"آلاف المرضى لا سيما مع ازدحام المنطقة بالنازحين من مناطق شرق غزة بعد إصدار الاحتلال أوامر بالإخلاء".
أدانت تحريض المسؤولين الصهاينة ضد أبناء الشعب الفلسطيني
الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، حملة التحريض المتواصلة التي يشنها مسؤولون صهاينة ضد الشعب الفلسطيني سواء تلك التي تتعلق بدعواتهم لتعميق جرائم الضم التدريجي للضفة الغربية ومظاهر الإبادة في قطاع غزة، أو تلك التي توفر الحماية لاعتداءات المستوطنين وعصاباتهم وعناصرهم الإرهابية ضد الفلسطينيين.
أكدت الخارجية الفلسطينية، في بيان لها، أن "الكيان الصهيوني يكرس نظام فصل عنصري ينتهك حقوق الفلسطينيين ويفرض عليهم المزيد من العقوبات الجماعية وأشكال مختلفة من التنكيل والقمع، في حين لا يقوم بأي إجراء لوقف هجمات المستوطنين وإرهابهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني". وطالبت بإجراءات وردود فعل دولية ترتقي لمستوى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، بما يضمن إجبار الاحتلال على وقف جميع إجراءاته أحادية الجانب غير القانونية.
وفي سياق متصل، أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، أن ما تقوم به قوات الاحتلال في مخيم طولكرم جريمة تطهير عرقي وعدوان ممنهج يندرج في إطار سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء.
وقال فتوح، في بيان صدر عن المجلس الوطني، إن "شروع الاحتلال منذ صباح الاثنين بهدم حوالي 400 منزل سكني في حي المربعة داخل المخيم، ضمن خطة تهدف إلى هدم مبان، ليس سوى خطوة جديدة ضمن مخطط التهجير القسري وتغيير الواقع الديمغرافي في سياق استكمال مشروع الضم والتهويد".
وأكد أن هذه الجرائم التي ترتكب لليوم الـ162على التوالي ضد مدينة طولكرم ومخيمها، تتكامل مع ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة وتطهير جماعي تنتهك فيها كافة القوانين والاتفاقيات الدولية. وشدد على أن استهداف المخيمات الفلسطينية وهدم منازل اللاجئين هو استهداف مباشر لجوهر القضية الفلسطينية وحق العودة ويدل على أن الاحتلال يسعى بكل الوسائل إلى محو الوجود الفلسطيني التاريخي من أرضه.
ودعا المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية ووقف هذه الجرائم فورا ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.