7 قتلى في المسيرة المليونية بالعاصمة السودانية
تبادل التهم بين المجلس العسكري وقوى التغيير
- 673
تبادل المجلس العسكري الانتقالي وحركة قوى التغيير والحرية في السودان أمس، الاتهامات بخصوص تطورات الأحداث التي رافقت المظاهرات المليونية التي شهدتها العاصمة الخرطوم أول أمس، وخلفت مقتل 7 متظاهرين وإصابة 200 بجروح متفاوتة.
وحمل الجنرال جمال عمر رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس العسكري الانتقالي قيادة التغيير والحرية المسؤولية كاملة في ما أسماها التجاوزات والخسائر البشرية التي تكبدتها قوات الأمن والمتظاهرين. وقال المسؤول العسكري السوداني إن المسيرة انحرفت عن مسارها وأهدافها المعلنة بعد تعمّد بعض العناصر إطلاق أعيرة نارية أدت إلى سقوط قتلى وإصابات، في وقت قام فيه متظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة وأصابوا بعض أفرادها.
ونفت قيادة قوى التغيير والحرية اتهامات المجلس العسكري الانتقالي تجاهها وحملت جنرالات الجيش بقمع المتظاهرين في مسيرة سلمية كان هدفها إرغام المجلس العسكري الانتقالي على الانسحاب من المشهد السياسي لصالح هيئة مدنية انتقالية. من جهته، قال محمد ناجي الأصم، العضو القيادي في حركة قوى التغيير والحرية إن المجلس العسكري يتحمل كامل المسؤولية في سقوط قتلى خلال مسيرات أول أمس، في نفس الوقت الذي حيا فيه المتظاهرين الذين لبوا نداء المسيرة المليونية.
وتعد هذه أكبر حصيلة قتلى تشهدها العاصمة السودانية بعد مجزرة الثالث جوان الماضي التي عرفت تدخلا عنيفا لقوات الأمن، أدى إلى مقتل 128 متظاهرا، حملت قوى التغيير مسؤوليته للمجلس العسكري الانتقالي الذي اتهمته بإعطاء أوامر لوحدات الشرطة بإطلاق النار على متظاهرين سلميين.
ونجحت قوى التغيير في حشد أكبر عدد من المتظاهرين في مسيرات أول أمس، التي شكلت امتحانا حقيقيا لحراك رغيف الخبز، الذي تعيشه السودان منذ 18 ديسمبر الماضي، عندما تسبب قرار الحكومة حينها برفع سعره في خروج المواطنين في مسيرات احتجاجية لإلغائه قبل أن تتحول تلك المظاهرات إلى حراك سياسي رفع من سقف مطالبه إلى غاية الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير وهو الآن يطالب برحيل العسكريين وتسليم السلطة إلى هيئة مدنية.
يذكر أن الوضع انزلق بعد أن قرر المتظاهرون تغيير مسار مظاهراتهم باتجاه القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم في خطوة للضغط على قيادة الجيش للانسحاب من واجهة المشهد السياسي وترك مكانها لسلطة مدنية.
وكان المجلس العسكري أصدر ليلة الإعلان عن هذه المسيرة بيانا حذر فيه حركة قوى التغيير والحرية التي تضم التنظيمات المهنية الفاعلة في السودان من مغبة وقوع تجاوزات في المسيرة في خطوة استباقية لما قد تؤول إليه الأحداث.