مع ارتفاع حصيلة عدوانه على جنين إلى 10 قتلى و40 جريحا
تحذيرات من ارتكاب الكيان الصهيوني إبادة في الضفة الغربية

- 392

بدأت الأصوات تتعالى من قلب الأمم المتحدة مخافة ارتكاب الكيان الصهيوني إبادة جديدة في الضفة الغربية، على غرار تلك المروعة التي ارتكبها على مدار 470 يوم في قطاع غزةّ، في ظل ما تقترفه قواته من عدوان جائر على مدينة جنين ومخيمها، خلف إلى غاية أمس 10 شهداء من بينهم أطفال وما لا يقل عن 40 جريحا.
حذّرت المقرّرة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، من احتمال ارتكاب الكيان الصهيوني إبادة جماعية في الضفة الغربية على غرار تلك التي ارتكبها في قطاع غزة.
جاء ذلك في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، تعليقا على العدوان الذي أطلقته قوات الاحتلال الصهيوني على مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية، حيث قالت "جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين لن تقتصر على غزة إذا لم يتم إجباره على التوقف".
نفس المخاوف عبر عنها المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، الذي أكد أن الأمين العام الأممي يشعر بالقلق البالغ بشأن العنف المستمر في الضفة الغربية المحتلة وبشكل خاص العملية العسكرية واسعة النطاق في جنين. وهي العملية التي دخلت أمس يومها الثاني وسط ارتقاء عشرة شهداء من بينهم أطفال وإصابة العشرات الآخرين في ظل إعلان وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا" بأن نحو 2000 أسرة قد شردت من المخيم خلال هذه العملية.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" عن القلق البالغ بشأن سلامة الفلسطينيين في مدينة ومخيم جنين للاجئين في ظل العملية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيونية .
وبينت التقارير الأولية أن الغارات الجوية وأعمال التجريف الثقيلة وعمليات القوات السرية أدت إلى سقوط عدد من الشهداء وإصابة العشرات من بينهم عاملون في المجال الطبي. وأدت العمليات الصهيونية السابقة في مخيم جنين إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية الحيوية، مما أسفر عن انقطاع الخدمات الأساسية عن المخيم بشكل كبير بما فيها المياه وخدمات الكهرباء وإدارة النفايات الصلبة.
وواصل المحتل الصهيوني لليوم الثاني على التوالي عدوانه على جنين حيث أرسل في الساعات الأولى من صباح أمس تعزيزات عسكرية إضافية إلى المدينة ومخيمها الواقع شمال الضفة الغربية المحتلة.
وحسب مصادر إعلامية فإن آليات عسكرية وصلت إلى المدينة عبر حاجز الجلمة العسكري، حيث دمرت جرافات صهيونية عددا من الشوارع. كما تمركزت قوة صهيونية في حي جبل أبو ظهير برفقة جرافة عسكرية.
وانقطع لتيار الكهربائي، مساء أول امس، عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها بالتزامن مع سماع دوي انفجار كبير في المخيم، فيما واصل طيران الاحتلال الحربي التحليق بكثافة في سماء المدينة وسط حصار لمداخل مخيم جنين والدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة.
بعد التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان.. "حماس":
مرحلة جديدة لإعادة إعمار غزّة
أكدت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" أن قطاع غزّة أمام "مرحلة جديدة لإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار" بعد التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان الذي شنّه الاحتلال الصهيوني على هذا الجزء المنكوب من الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
قالت الحركة في بيان في اليوم الثالث من وقف إطلاق النّار، إن القطاع أمام "مرحلة جديدة لإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار ما دمرته الإبادة الجماعية الصهيونية على مدى أكثر من 15 شهرا". وأضافت "نحن الآن أمام مرحلة جديدة في غزّتنا الأبيّة هي مرحلة البناء والمواساة وإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار".
وأوضح البيان، أن هذه المرحلة تشمل "التضامن والتعاطف التي من خلالها نؤكد للعالم أننا شعب حر يبني ولا يهدم ويعمّر ما يخربه الاحتلال الصهيوني".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النّار المبرم بين "حماس" والكيان الصهيوني في غزّة حيّز التنفيذ الأحد الأخير، بعد أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية في القطاع خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى وتدمير كلي للبنية التحتية.
وبموجب هذا الاتفاق تمت في المرحلة الأولى أول عملية تبادل الأسرى بين الجانبين، في حين تتم العملية الثانية هذا السبت، بإطلاق المقاومة لأربع أسيرات اسرائيليات مقابل إفراج الاحتلال الاسرائيلي عن 30 أسيرا فلسطينيا عن كل أسير صهيوني.