ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس دونالد ترامب، ألغى في وقت متأخر أول أمس الخميس، ضربة عسكرية وشيكة ضد إيران ردا على إسقاط طائرة عسكرية أمريكية بدون طيار.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن العديد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، أن ترامب وافق في البداية على شن هجمات على عدة أهداف إيرانية مثل بطاريات الرادار والصواريخ.

ولفت مسؤول كبير بالإدارة إلى إن ترامب، ألغى العملية التي كانت جارية في مراحلها الأولى، قائلا "كانت الطائرات في الجو والسفن في مواقعها لكن لم تطلق أي صواريخ عندما جاء الأمر بإلغاء العملية".

ولم يعرف سبب تغيير ترامب، لرأيه في اللحظة الأخيرة من الضربات العسكرية، إذ أن البيت الأبيض والبنتاغون رفضا التعليق وفقا للتقرير.

وأكد الجيش الأمريكي أمس الخميس، أن صاروخ أرض-جو إيرانيا أسقط طائرة بدون طيار من طراز (آر كيو -4 ايه غلوبال هاوك) في حوالي الساعة 23:35 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء الماضي، وأكدت أن الطائرة التي أسقطت في الجزء الجنوبي من البلاد عبرت الحدود الإيرانية.

وقال ترامب، للصحفيين في وقت لاحق "لقد ارتكبت إيران خطأ سيئا للغاية"، مضيفا أن إسقاط الطائرة بدون طيار كان "مشكلة جديدة" لن تتسامح الولايات المتحدة معها.

وأثار هذا الحادث مزيدا من التوترات المستمرة بين واشنطن وطهران التي تزايدت منذ أن قررت واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني واستأنفت العقوبات "القصوى" ضد طهران.

ودعت روسيا أمس، واشنطن إلى تقييم العواقب وعدم اتخاذ خطوات متهورة.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية أن "معظم النيران في الشرق الأوسط تشتعل بسبب نهج واشنطن.. خطر النزاع ما يزال قائما، ومرة أخرى ندعو المسؤولين ـ إذا كان هناك مسؤولون في واشنطن ـ إلى تقييم عواقب الخطوات المتهورة".

من جانبها حثت الأمم المتحدة  واشنطن وطهران على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس  وتجنب أي عمل من شأنه تأجيج الموقف.

كما دعت الولايات المتحدة أمس الجمعة، مجلس الأمن الدولي إلى اجتماع مغلق بشأن التطورات المتعلقة بإيران، في أعقاب إسقاط القوات الإيرانية طائرة أمريكية مسيرة فوق مضيق هرمز.

ودعت واشنطن المنظمة الدولية  ـ وفقا لقناة (سكاي نيوز) ـ إلى عقد الاجتماع المغلق يوم الإثنين المقبل لبحث آخر التطورات المتعلقة بإيران.

ونقلت القناة عن البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة تأكيدها في مذكرة لأعضاء  المجلس أنها "ستطلع المجلس على أحدث التطورات فيما يتعلق بإيران، وتقدم المزيد  من المعلومات بناء على تحقيقنا في وقائع ناقلات النفط التي حدثت مؤخرا".

وكان الجيش الأمريكي قد أعلن أمس، أن إيران أسقطت طائرته المسيرة بينما كانت  تحلق على ارتفاع كبير في المجال الجوي فوق مضيق هرمز، على بعد 34 كيلومترا  تقريبا من أقرب نقطة يابسة على الساحل الإيراني. من جهتها استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، السفير السويسري لدى طهران من أجل تقديم مذكرة احتجاج له على خلفية "انتهاك"  المجال الجوي الإيراني من طائرة مسيرة أمريكية. للإشارة تمثل السفارة السويسرية في طهران المصالح الأمريكية في إيران.

وتم الطلب من السفير السويسري، ماركوس ليتنري خلال اجتماعه مع مسؤولين من وزارة الخارجية الإيرانية، إبلاغ واشنطن أن إيران لا تسعى للحرب مع أي دولة ولكن القوات المسلحة الإيرانية سترد بشكل قوي على أي عدوان"، حسبما ذكر  تلفزيون (برس).