تواصل انتفاضة الأقصى لليوم الثاني عشر

تصعيد إسرائيلي ضد قطاع غزة تمهيد لعدوان جديد

تصعيد إسرائيلي ضد قطاع غزة تمهيد لعدوان جديد
  • القراءات: 1078 مرات
استشهدت سيدة فلسطينية حامل وابنتها التي لم تتعد العامين من عمرها في غارة جوية استهدفتهما في قطاع غزة، ضمن تصعيد عسكري جديد أكد على همجية الاحتلال وسعيه لإشعال فتيل الانتفاضة التي يدّعي أنه لا يريدها، مع أنه عمل كل شيء من أجل إضرام لهيبها. واستشهدت نور حسان، البالغة من العمر 30 عاما وابنتها رهاف، التي لم تتعد سن الثانية من العمر في تدمير منزلهما فوق رأسيهما بحي الزيتون في جنوب القطاع، بينما لا يزال ثلاثة أشخاص آخرين تحت أنقاض نفس البناية.
وتأتي جريمة الحرب الجديدة التي تقترفها قوات الاحتلال غداة غارات خلّفت استشهاد تسعة شبان فلسطينيين في قطاع غزة منذ مساء الجمعة، ضمن أخطر انزلاق عسكري قد يعصف بالهدنة المتوصل إليها بين حكومة الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية حماس في نهاية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف العام الماضي. ويبدو أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" استشعرت أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى شن عدوان جديد على سكان القطاع وهم الذين لم يضمدوا جراح مجازر العام الماضي، مما جعلها تحذّر الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من مغبّة أية مغامرة عسكرية قد تفتح المنطقة على جحيم تجهل تبعاته.
وأرجعت سلطات الاحتلال قصفها بدعوى الرد على إطلاق صاروخ تقليدي من قطاع غزة باتجاه جنوب فلسطين المحتلة، قبل أن تعترض سبيله بصاروخ مضادة للصواريخ. وعكس رد فعل حركة المقاومة الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة درجة الخوف من احتمال خروج الوضع عن إطار السيطرة، وخاصة وأن تنظيمات جهادية متطرفة خرجت عن طاعتها وأصبحت تهدد سلطاتها في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية بعد أن أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية، وعدم خضوعها لسلطة الحركة التي دخلت مع عناصرها وفي العديد من المرات في مواجهات مسلحة.
وحذّر سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس الاحتلال من مغبة مواصلة عدوانها على قطاع غزة، وقال إن معاودة قصف مدن القطاع ينم عن رغبة إسرائيلية في تصعيد الموقف العسكري. وفي ظل حالة الترقب التي يعرفها قطاع غزة مازالت الضفة الغربية تعيش على صفيح ساخن مع تجدد المواجهات بين شباب فلسطينيين وتعزيزات قوات الاحتلال التي تريد بشتى السبل إسكاتهم بما فيها الرصاص الحي الذي حصدت بواسطته أرواح 25 شهيدا منذ اندلاع انتفاضة السكاكين في القدس الشريف والضفة الغربية بداية الشهر الجاري. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال لم تتوان لحظة أمس، في إطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على متظاهرين هاجموا نقطة تفتيش عسكرية في منطقة الهوارة بمدينة نابلس في شمال الضفة الغربية، مما أدى إلى إصابة العديد من بينهم بجروح متفاوتة.
وهي حملة لا يريد الشباب الفلسطيني وقفها بسبب درجة القمع التي يتعرضون لها وأصبحوا يفضلون الموت على أن يبقوا رهائن لمنطق عنصري صهيوني يريد أن يجعل منهم مجرد آدميين تفعل فيهم ما تشاء بما فيها القتل. وعندما تصبح تصفية كل عربي وفلسطيني رهينة فتوى لحاخامات فإن ذلك يؤكد على درجة الحقد التي يكنّها رجال دين يهود ضد المسلمين ويؤكد أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية يتم على خلفية حقد ديني رغم زعم حكومة الاحتلال بأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد عصيان فلسطيني يتعين القضاء عليه بشتى الوسائل بما فيها القتل على المباشر وببرودة دم.
وأصدر حاخام ارثوذوكسي، فتوى أباح من خلالها قتل عناصر المقاومة الفلسطينية بمجرد إلقاء القبض عليهم  بهدف كبح الانتفاضة الشعبية التي تشهدها مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وهو المنطق الإجرامي الذي تبنّاه الوزير الأول الإسرائيلي وخلّف منذ الفاتح أكتوبر، أكثر من 25 شهيدا فلسطينيا وجعل فلسطينيي ما يعرف بفلسطين 48 يقررون شن إضراب عام يوم غد، ضمن تأييدا لسكان الأراضي المحتلة وحتى لا يبقوا خارج موجة الرفض الفلسطيني، والتأكيد على أنهم رغم وصفهم بعرب إسرائيل إلا أنهم لم يتنكروا لأصلهم وقضيتهم، وأن الاحتلال مهما كان يبقى احتلالا.