تحول إلى عقبة في طريق تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا

حفتر يحدث الشقاق بين أعضاء المجلس الرئاسي

حفتر يحدث الشقاق بين أعضاء المجلس الرئاسي
  • 1048

أجرى الوزير الأول الليبي، فايز السراج محادثات مع الجنرال خليفة حفتر، قائد القوات الليبية الموالية لحكومة طبرق في أول لقاء بينهما بحثا خلاله الأزمة السياسية في ليبيا وسبل الخروج منها. واضطر السراج إلى عقد هذا اللقاء مع الجنرال الليبي بمدينة المرج، شرق البلاد بعد أن اقتنع أن تمكنه من تشكيل حكومة الوفاق الوطني تمر حتما عبر هذا الضابط العسكري الذي فرض نفسه كرقم فاعل في الأزمة الليبية بفضل القوات الموالية له في مدينة بنغازي وحربه المعلنة منذ جوان 2014 ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد.

ودخل رئيس حكومة الوفاق الوطني في سباق ضد الساعة على أمل تشكيل حكومة وحدة وطنية مصغرة، كما اشترط عليه نواب برلمان طبرق خلال الاجتماع الذي عقدوه الأسبوع الماضي ومنحوه مهلة عشرة أيام للإعلان عنها. ويجهل لحد الآن محتوى المحادثات التي دارت بين السراج وحفتر وما إذا كانت تناولت مكانته في المشهد السياسي وما إذا كان الجنرال يصر على الظفر بحقيبة وزارة الدفاع، والتي شكلت أكبر معضلة حالت دون مباشرة حكومة الوفاق مهامها بعد اتفاق المصالحة الوطنية في 17 ديسمبر الماضي. 

ورغم أن بيان حكومة الوفاق الوطني الذي كشف عن هذه المحادثات أكد أن اللقاء عادي ويندرج ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها فايز السراج لمعرفة "مواقف ومخاوف وحتى قلق الأطراف المؤثرة في الأزمة الليبية". وهي إشارة واضحة إلى الجنرال حفتر وحتى نواب في برلمان طبرق الذين أكدوا على مكانة الجنرال المتقاعد في حكومة الوفاق الوطني وكان غيابه عن أول حكومة يشكلها السراج سببا في انهيارها بعد أن رفضها هذا البرلمان بحجة عدد وزرائها المبالغ فيه. وشكل مستقبل الجنرال حفتر الذي تم ترقيته إلى رتبة لواء ـ ركن من طرف حكومة طبرق وتعيينه قائدا أعلى للقوات الوطنية الليبية أكبر معضلة بالنسبة لاتفاق المصالحة الليبية بعد أن اعترضت عليه الحكومة الليبية في طرابلس واشترطت إبعاده من أية مسؤولية مقابل تأييدها لاتفاق المصالحة السياسية الليبية.

وأدرك السراج صعوبة التوصل الى آلية لتفكيك هذا "اللغم" بكيفية لا تثير حفيظة هؤلاء ولا توجس هؤلاء في طبرق وطرابلس ضمن مقاربة متوازنة، عبر عن أمله من خلالها في التقدم بمقترح قال إنه "واقعي" يأخذ بعين الاعتبار الواقع الميداني قصد التوصل إلى إجماع يخرج البلاد من المأزق السياسي الذي آلت إليه. ويبدو أن المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر اقتنع هو الآخر أن خليفة حفتر يشكل عقبة أمام نجاح المسار السياسي في ليبيا مما جعله لا يبدي أي معارضة للقائه مع السراج، وقال إن ذلك لا يعد خرقا لاتفاق المصالحة الليبية ـ الليبية بقناعة أن الحوار يبقى وحده الوسيلة الوحيدة لتحقيق التقدم. وهي قناعة لم يشاطره فيها أحمد معيتيق، عضو المجلس الرئاسي ونائب فايز السراج الذي نظر بعين الريبة إلى هذا اللقاء وقال إن  رئيس الحكومة لم يستشر أعضاء المجلس الآخرين ولم يخطرهم بهذا اللقاء.  وبلغ به الحد إلى القول إن السراج عندما قرر لقاء حفتر لا يمثل سوى نفسه وكل ما ترتب عن اللقاء لا تلزم الأعضاء الآخرين في المجلس الرئاسي، وهي رسالة رفض قوي لشخص الجنرال حفتر وكل تقارب معه.