أكدت أنها تمارس ضبط نفس عال
"حماس" تتمسك باتفاق وقف إطلاق النّار في غزّة
- 224
ص. محمديوة
أكد ممثل مكتب حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الجزائر، يوسف حمدان، أمس، أن هذه الأخيرة تمارس ضبط للنفس رغم الانتهاكات المتواصلة والقتل اليومي الذي يمارسه جيش الاحتلال في حق الفلسطينيين بقطاع غزة في خرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ منذ العاشر أكتوبر الماضي.
حذّر حمدان في تصريح صحفي من محاولات الاحتلال المتواصلة لاستفزاز المقاومة بغرض جرها إلى رد الفعل الميداني والاشتباك مع قواته في أمر سيفضي إلى تهديد استمرار الاتفاق الذي رعاه وصاغه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال إن "الحركة تمارس ضبط عاليا للنفس رغم الانتهاكات المتواصلة والقتل اليومي داخل الخط المؤقت الذي نص عليه الاتفاق، حيث قتل فقط منذ صباح اليوم قرابة 5 شهداء وتقوم قوات الاحتلال بتدمير ونسف مباني وفرض التهجير القسري على شعبنا في مناطق مختلفة مع القطاع".
وعاد المسؤول في "حماس" إلى الزيارة التي أجراها وفدها أول أمس إلى القاهرة، حيث التقى بالمسؤولين المصريين وناقش معهم الانتهاكات الصهيونية المتواصلة وتأثيرها على صمود الاتفاق مع تأكيده على التزام الحركة بما عليها منه. وأوضح بأن الوفد بحث في القاهرة القيود التي يضعها الاحتلال على دخول المساعدات والمركبات الخاصة بإزالة الأنقاض وفتح معبر رفح وكافة استحقاقات المرحلة الأولى، حيث وأكد على أهمية المضي قدما في تطبيق الاتفاق والمرور إلى المرحلة الثانية منه.
ولأن حمدان أكد استمرار الحركة في التواصل مع كل الوسطاء ومطالبة الطرف الأمريكي بالضغط على الاحتلال لوقف الانتهاكات والالتزام بالآلية المتفق عليه لمعالجة أي تجاوزات قد تحدث في الميدان من أي طرف، فقد حذّر مجددا من أن سياسة الانفراد بالخطوات التصعيدية تقوض الجهود والمساعي الرامية لتطبيق واستمرار الاتفاق.
وأكد على أهمية المواكبة الإعلامية وفضح خروقات وجرائم الاحتلال في غزة والضفة والقدس، واعتداءاته خارج فلسطين كما جرى أمس، في لبنان، مجددا الدعوة لكل الضمائر الحية بتكثيف الجهود الإنسانية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت وطأة ومخلفات عامين من العدوان والتدمير وفي ظروف بيئية قاسية نتيجة لدخول فصل الشتاء. وختم حمدان بالتأكيد على أن القطاع يحتاج لتكثيف الجهود والتدخل الإنساني العاجل الذي يرقى لحجم المعاناة التي يعيشها أبناء جلدته نتيجة للعدوان واستمرار الحصار لقطاع غزة.
من جانبه أكد الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم، أن وجود وفد الحركة في القاهرة يشكل دليلا على أن "حماس" جادة في التعاون مع الوسطاء للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح قاسم، في تصريح صحفي أمس، أن مسارات المرحلة الثانية "معقّدة"، مشيرا إلى أن الحركة "قامت بما هو مطلوب منها" في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل انتهاكاتها وخروقاتها.
وحذّر من أن استمرار الاحتلال في خروقاته التي "قد تقوّض اتفاق وقف إطلاق النار"، لافتا إلى أن الحركة أوضحت ذلك للوسطاء خلال محادثات القاهرة. وفي ما يتعلق بالقوات الدولية شدد المتحدث، باسم "حماس "على أن مهامها يجب أن تشمل "الفصل بين شعبنا الأعزل وجيش الاحتلال الذي يواصل عدوانه". كما أشار إلى أن الاحتلال "يواصل يوميا مسلسل إزاحة الخط الأصفر داخل القطاع". ووصل وفد قيادي في حركة "حماس" أول أمس، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول ترتيبات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأيضا لوضع الوسطاء أمام مسؤولياتهم بخصوص استمرار الخروقات الصهيونية الخطيرة التي تهدد وقف إطلاق النار في غزة.
بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية
مركز "حقوقي إسرائيلي" يتهم الكيان بارتكاب التطهير العرقي
اتهم مركز حقوقي إسرائيلي، أمس، الكيان الصهيوني بارتكاب التطهير العرقي في حق الفلسطينيين، كاشفا عن قتل جيش الاحتلال لما لا يقل عن 1003 فلسطيني منذ السابع أكتوبر 2023 في الضفة الغربية المحتلة، مع غياب آلية داخلية وخارجية فاعلة تمنعه.
وأوضح المركز، المعروف باسم "بتسيلم" في بيان أمس، أن المستوطنين يهاجمون الفلسطينيين يوميا في الضفة الغربية مع إفلات تام من العقاب، مشيرا إلى أنه لم تصدر أي إدانة إسرائيلية في 21 حالة قتل نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى أن سلطات إنفاذ القانون الإسرائيلية نادرا ما تفتح تحقيقا رغم توثيق معظم هجمات المستوطنين. وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلّح وجنّد آلاف المستوطنين في مستوطنات الضفة الغربية، كما أنه ينتهج سياسة إطلاق نار متساهلة وغير مقيدة في الضفة منذ أكتوبر 2023.
وتزامن اتهام المركز الحقوقي الإسرائيلي مع إقدام مستوطنين يهود، صباح أمس، على إحراق أشجار زيتون وسرقة معدات زراعية في بلدة "عطارة" شمال رام الله بالضفة الغربية. وأوضحت مصادر فلسطينية محلية، أن المستوطنين داهموا المنطقة الزراعية القريبة من البؤرة الاستيطانية الجديدة التي أقاموها قبل عدة أشهر وأشعلوا النيران في عدد من أشجار الزيتون وأراضي المواطنين، بما تسبب بأضرار كبيرة. كما اقتحم المستوطنون أرضا زراعية وسرقوا معدات وأخشابا تعود ملكيتها للمواطن فلسطيني، قبل أن ينسحبوا من المكان. وأشار تقرير هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان"، إلى أن الاحتلال والمستوطنين نفذوا ما مجموعه 2350 اعتداء خلال شهر أكتوبر الماضي في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.
وبيّن التقرير أن جيش الاحتلال نفذ 1584 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 766 اعتداء، وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات رام الله والبيرة بـ542 اعتداء ونابلس شمال الضفة بـ412 اعتداء والخليل جنوبا بـ401 اعتداء. وكانت "وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية" قد اعتبرت أن اعتداءات المستوطنين الصهاينة في الضفة الغربية تأتي ضمن سياسة ممنهجة لإرهاب المواطنين الفلسطينيين وتهجيرهم قسريا. وحملت حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائم المستوطنين، مؤكدة أن سياساتها المتطرفة تشجع المستوطنين على ارتكاب المزيد من الجرائم وتغذي العنف والإرهاب المنظم ضد أبناء الشعب الفلسطيني في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
وطالبت الخارجية الفلسطينية من مجلس الأمن الدولي بـ«ضرورة تحمل مسؤولياته والعمل على تشكيل قوة حماية دولية وحفظ السلام لحماية الشعب الفلسطيني في كافة الأرض الفلسطينية المحتلة" وحثت المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فورية وملزمة لوقف الاعتداءات وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين بالطرق القانونية والدبلوماسية ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم البشعة وفق قواعد القانون الدولي".
وفي نفس السياق، أشارت "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" إلى أن اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية منذ عامين أدت إلى استشهاد المئات وإصابة نحو 11 ألف فلسطيني واعتقال أكثر من 20 ألف من بينهم أطفال ونساء. وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في اعتداءات المستوطنين، التي تتنوع بين إحراق المنازل والمركبات والاعتداء على المزارعين وسط حماية كاملة من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.