للقبض على قاتلي مستوطنَين قرب نابلس

حملة مطاردة إسرائيلية مكثفة في الضفة الغربية

حملة مطاردة إسرائيلية مكثفة في الضفة الغربية
  • القراءات: 859
ص. محمديوة ص. محمديوة
صبت قوات الاحتلال الإسرائيلي جام غضبها على العزّل من أبناء الشعب الفلسطيني؛ انتقاما لمقتل مستوطنين إسرائيليين أول أمس رميا بالرصاص، عندما كانا على متن سيارتهما في مستوطنة نرياه بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وبدعوى البحث عن المسؤولين عن قتل هذا الزوج الإسرائيلي، أطلق جيش الاحتلال، فجر أمس، عمليات بحث مكثفة، شملت مختلف مدن وشوارع الضفة الغربية. وستعتقل سلطات الاحتلال ما يمكن اعتقاله من الشباب الفلسطيني، وستنتهي في النهاية إلى القول إنها ألقت القبض على "مرتكبي" هذه العملية؛ ليس تحقيقا للعدالة الغائبة عن قاموسها عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، ولكن انتقاما وإرضاء لمستوطنيها الذين يحق لهم ارتكاب ما يحلو لهم من الجرائم في حق الفلسطينيين، وعندما ينتفض هؤلاء يصبحون مجرمين في نظر قانونها الجائر.
ولا يخرج وعيد وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون بالقبض عن مرتكبي هذه العملية والواقفين وراءهم، عن هذا المنطق الإسرائيلي، الذي يُحل لنفسه كل شيء حتى استباحة دماء الأطفال والنساء الأبرياء، لكنه يحرّم على الفلسطينيين حتى الدفاع عن أنفسهم. وككل مرة، وجدت الحكومة الإسرائيلية في عملية قتل هذا الزوج الإسرائيلي، فرصة أخرى لمحاولة تقديم الفلسطينيين أو المقاومين منهم، على أنهم "إرهابيون" ينبذون السلام، والتعايش معهم مستحيل.
وراحت تروّج للصورة المأساوية بقتل الزوجين أمام أعين ولديهما، اللذين لم يتعد سنهما التاسعة والرابعة على التوالي؛ في مشهد أدانته بشدة كتابة الدولة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، اللذان لم تتحرك مشاعرهما في جريمة حرق عائلة الدوابشة على يد مستوطنين متطرفين الكل يعرفهم، ولكن حكومة الاحتلال ادعت أنها لم تتمكن من تحديد هويتهم وأنهم لايزالون طلقاء أحرار إلى اليوم، وربما يحضّرون لجريمة أخرى في حق عائلة فلسطينية أخرى. لكن عندما يتعلق الأمر بالقبض على الفلسطينيين فأجهزتها الأمنية تصبح فعالة، ولا يمر يوم أو يومان حتى تعلن أنها تمكنت من القبض على "المجرمين" وسيتم الاقتصاص منهم.
وتصر حكومة الاحتلال على التعامل وفق منطق الغاب؛ القوي يأكل الضعيف ضمن مسعى لخنق الفلسطينيين وحملهم على تقبّل الأمر الواقع الاحتلالي، لكنها تناست عن قصد أنه عندما يصل الأمر إلى حد القتل فمعناه أن الطرف الآخر قد ضاق ذرعا من احتلال همجي وقيوده العنصرية والاستفزازية. وكلما تعمدت أكثر وفق منطقها الاستيطاني والتهويدي خنق الفلسطينيين وتعذيبهم وقتلهم والمساس بأراضيهم ومؤسساتهم الدينية، فإنها بذلك تزيد من تعزيز مشاعر الضغينة والغضب التي تولّد الانفجار، طال الزمن أم قصر.