اعتبر أن اشتعال فتيل الحرب أعاد المنطقة إلى المربع الأول
خبير موريتاني.. الدولة الصحراوية سد منيع ضد أطماع الرباط
- 1017
اعتبر الخبير الموريتاني في شؤون الساحل والصحراء، سليمان الشيخ حمدي، أن "قيام دولة صحراوية تفصل بين موريتانيا والمغرب سيشكل سدا منيعا ضد الأطماع التوسعية" للرباط في بلاده والى غاية ضفاف نهر السينغال.
وقال في حوار مع موقع "الصحراء الغربية 24" بخصوص تطورات الوضع الميداني في الصحراء الغربية وتموقع موريتانيا إزاء التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، إن الموريتانيين "أصبحوا مقتنعين بأن قيام دولة صحراوية تفصل بين موريتانيا والمغرب سيشكل سدا منيعا ضد الأطماع المغربية التوسعية" ضمن موقف اكد أنه "يحظى بدعم غالبية الاتجاهات الشعبية والرسمية" في بلاده. مما جعله يؤكد أن "المغرب أصبح عالقا" في قضية الصحراء الغربية والتي قد تكون "سببا في نهاية نظامه". ولدى تطرقه إلى أطماع المغرب في موريتانيا، استعرض الخبير في شؤون الساحل والصحراء جردا تاريخيا أظهر من خلاله "تربص المغرب منذ مطالب حزب الاستقلال ومن ورائه النظام المغربي وخرجات بعض الساسة المغاربة بهذا الخصوص"، مشيرا إلى أن "موريتانيا تتعرض بين الفينة والأخرى لحملات عدائية مغربية مقصودة".
وهو ما جعله يشدد على أنه "رغم توظيف المغرب للمخدرات للإيقاع بين الشعبين إلا أن العلاقات الصحراوية ـ الموريتانية أصبحت تقف على أرضية صلبة ولن تؤثر عليها التوترات"، مضيفا بأنه "إذا اشتدت وتيرة الحرب فإن موريتانيا لن تنجر إلى سياسات التوريط المغربي". وقال الدكتور سليمان الشيخ حمدي إن "الوضع الحالي" الناجم عن اشتعال فتيل الحرب بعد خرق المغرب لوقف إطلاق النار في الكركرات، شهر نوفمبر الماضي "أعادنا إلى المربع الأول ..مربع الحرب وإزاحة ما يعرف بمسلسل السلام الأممي".
وأكد أن مسار السلام، تعثر منذ لحظاته الأولى بدءا من عملية الإحصاء وتحديد الهوية ووقف اطلاق النار وتدهور حقوق الإنسان وفشل تهيئة ظروف تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي". وأرجع الخبير الموريتاني كل ذلك إلى كون "المغرب بدأ يتلاعب بالأمم المتحدة بسبب الدعم الفرنسي- الامريكي المساند والذي ظل متماهيا مع الموقف المغربي في تعارض واضح لقرارات الامم المتحدة إلى أن أقدم على خطوته المتهورة الناجمة عن غبائه السياسي في الكركرات والمتمثلة في خرق وقف اطلاق النار" الذي ظل ساريا منذ عام 1991.
ولدى إشارته إلى "أهمية" قرب الأحداث الحاصلة في الكركرات من ميناء نواديبو الذي أوضح بأنه هو عصب الاقتصاد الموريتاني، قال الدكتور سليمان الشيخ حمدي، إن "ثغرة الكركرات هي المنفذ الوحيد إلى السوق الموريتانية وأسواق مختلف البلدان الإفريقية.. كان المغرب يراهن على تداعيات توقف المنتجات الزراعية باعتبار أنها ستشكل ضغطا على الشعب والحكومة معا على أساس أن المعبر تجاري- دولي، متجاهلا يضيف الخبير أنها خرق لمقتضيات وقف اطلاق النار ومبادئ الامم المتحدة وقرارات مجلس الأمن" الدولي.
وأشاد الخبير في شؤون الساحل والصحراء في حواره بالعلاقات الموريتانية ـ الصحراوية التي قال إن "جذورها تاريخية واجتماعية واقتصادية وسياسية لأن الشعبين هما شعب واحد في دولتين"، مبرزا أن "الموقف الموريتاني من القضية الصحراوية ظل ثابتا". واعتبر "أن توقف الحرب بين الاشقاء سنة 1978 وانسحاب موريتانيا من تلك الحرب الجائرة كان موقفا سليما ولكن الأكثر سلامة هو اعتراف موريتانيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية سنة 1984".