يشرع، اليوم، رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، مرفوقا بوفد يضم 14 وزيرا  في زيارة إلى تركيا التي تعلب دور محوري في الأزمة الليبية في ظل الدعم العسكري الذي سبق وقدمته لحكومة الوفاق السابقة برئاسة الوزير الأول، فايز السراج.

وتعد هذه أول زيارة يقوم بها الدبيبة إلى أنقرة منذ تسلمه مقاليد الحكومة الانتقالية في طرابلس يوم 16 مارس الماضي لقيادة ليبيا ضمن مهمة  لتنظيم انتخابات عامة أواخر العام الجاري. وتأتي هذه الزيارة بعد تلك التي قام بها رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في 26 مارس الماضي بدعوة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وضم الوفد الحكومي الليبي 14 وزيرا من بينهم وزراء الخارجية والتعاون الدولي والداخلية والصحة والمالية والاقتصاد والتجارة والنفط والغاز والصناعة والمعادن إضافة إلى رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء وئام العبدلي.

وذكرت وكالة الأناضول التركية أن الوفد الليبي الذي سيحظى باستقبال الرئيس التركي سيناقش مع المسؤولين الأتراك المعاهدات الموقعة بين البلدين وتعزيز التعاون الثنائي بينهما. وأضافت أن من أبرز المواضيع التي ستناقش خلال الزيارة هي "مجموعة من الملفات المشتركة في قطاع الخدمات والطاقة والصحة وعودة الشركات التركية إلى ليبيا واستكمال المشاريع المتوقفة". ويرى متتبعون للشأن الليبي أن تشكيلة الوفد الليبي تعكس مدى الأهمية التي توليها طرابلس لعلاقاتها مع أنقرة التي سبق وأرسلت تعزيزات عسكرية إلى ليبيا بموجب اتفاق عسكري وقعته مع حكومة الوفاق الوطني السابقة بقيادة فايز السراج وكانت بمثابة السند الرئيسي له.

وتؤكد هذه الزيارات على الاهتمام التركي المتزايد بالطرف الليبي وخاصة ما يتعلق بالاستحواذ على الاستثمارات وعودة الشركات التركية إلى ليبيا لأخذ حصتها من الكعكة الليبية التي بدأت تسيل لعاب الدول الاقليمية والكبرى وسط تهافت العواصم الغربية على إعادة فتح سفاراتها وإرسال سفرائها في خطوات استباقية لوضع موطأ قدم لها في هذا البلد الذي يسير بخطوات متسارعة في الأسابيع الأخيرة لاستعادة استقراره وأمنه المفقود منذ أكثر من عقد من الزمن.