فيما قتل 15 ألف مدني وشرد الآلاف في الفاشر بالسودان
سعى أممي لمنع تكرار سيناريو دارفور في كردفان
- 261
ق .د
اعتبرت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان، ماري هيلين فيرني، أن الوضع الميداني في السودان لا يدعو للتفاؤل في المدى القريب في ظل عدم وجود مؤشرات لاحتواء الصراع المسلّح المستمر في حصد مزيد من الأرواح خاصة مع اشتداد المعارك في عدد من المناطق.
ففي تصريح لها على هامش مشاركتها في اجتماع "التقييم المرحلي الثاني للمنتدى العالمي للاجئين"، في جنيف السويسرية بالشراكة بين الأمم المتحدة والحكومة السويسرية الذي اختتمت فعاليته أمس، أشارت المسؤولة الأممية، إلى أن المنظمة تسعى لمنع تكرار ما حدث بدارفور في كردفان.
وأعربت عن قلقها البالغ إزاء اشتداد المعارك خلال الشهرين الماضيين، خاصة في إقليمي دارفور غربا وكردفان جنوبا، حيث تشهد مناطق واسعة موجات عنف جديدة وهجمات متزايدة، لافتة إلى أحداث وصفتها بـ "الدراماتيكية" وقعت بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور أواخر أكتوبر الماضي، تخللتها "انتهاكات جسيمة بحق المدنيين الفارين من المدينة"، وحذّرت فيرني، أن النزاع لم يتوقف عند شمال دارفور بل امتد إلى مناطق في كردفان، حيث سجلت خلال الأسبوعين الأخيرين هجمات بطائرات مسيرة.وبشأن الأوضاع في الفاشر قالت فيرني، إن الأمم المتحدة لا تملك إمكانية الوصول إلى المدينة التي باتت تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن المفوضية ووكالات أممية أخرى تعمل في مناطق تستقبل النازحين من الفاشر مثل منطقة طويلة.
وأفادت بأن النزاع المستمر منذ 2023، تسبب في نزوح ما بين 12 مليونا إلى 14 مليون شخص داخل السودان وخارجه، مضيفة أن نحو مليوني شخص يعتقد أنهم عادوا إلى مناطقهم معظمهم إلى العاصمة الخرطوم، التي تعاني دمارا واسعا في البنية التحتية والخدمات الأساسية. وقالت إن السودان ما يزال يشكل أكبر أزمة إنسانية في العالم، داعية المجتمع الدولي إلى الوفاء بتعهداته ودعم جهود الإغاثة وإعادة الإعمار حتى في ظل استمرار النزاع.
وكانت مسؤولة الإعلام بوزارة الصحة في شمال دارفور، لنا عوض سبيل، كشفت بأن ما لا يقل عن 15 ألف مدني قتلوا فيما شرد آلاف آخرون عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور. وأكدت أن "الأوضاع الإنسانية داخل المدينة والمناطق المحيطة بها تشهد انهيارا واسعا"، مشيرة إلى أن "الاعتقالات التعسفية والتعذيب والجوع والمرض داخل المعتقلات لا زال مستمرا منذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة".
ووجهت اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق ومنظمة شملت استهداف المنشآت الصحية والفرق الطبية وتدمير نظام الرعاية الصحية في الولاية وحرمان المواطنين من العلاج، إضافة إلى منع وصول المساعدات الإنسانية، وأوضحت أن "هذه الانتهاكات امتدت إلى القتل المتعمّد للمرضى والمصابين الذين لا يستطيعون الحركة، بما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية في الفاشر ومحيطها". كما كشفت مسؤولة الإعلام، عن احتجاز قوات الدعم السريع لعدد كبير من الكوادر الصحية والإدارية بما يعرقل بشكل كبير أي جهود لإعادة تشغيل المرافق الصحية أو تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
وأوضحت أن تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، إلى جانب شهادات الناجين، أكدت حدوث تدهور كبير في أوضاع النساء والأطفال بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، مضيفة بأن موجات النزوح الجماعي شملت أعدادا كبيرة من النساء والأطفال الذين فروا إلى مناطق مختلفة داخل السودان أو عبر الحدود إلى دول مجاورة.وحذّرت من أن الأطفال المفقودين يمثلون "جانبا مأساويا آخر للأزمة، حيث عثر على أطفال وحيدين ومفقودين لا يعرفون هوياتهم أو ذويهم في عدد من مخيمات النزوح نتيجة تفرق العائلات أثناء الفرار الجماعي"، وهو ما "يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي خلّفتها قوات الدعم السريع في الفاشر، وما ترتب عنها من تفكك اجتماعي ومعاناة واسعة بين الفئات الأكثر ضعفا".