على خلفية انتقادات السفير البريطاني في واشنطن للرئيس الامريكي
سكتلانديارد تتوعد بملاحقة وسائل الإعلام التي تنشر تسريبات سرية
- 682
وجدت السلطات البريطانية نفسها في مأزق حقيقي بخصوص إشكالية المحافظة على حرية التعبير ونشر المعلومات وبين المحافظة على سرية المعلومات الرسمية التي قد تؤثر على صورة المملكة المتحدة في أوساط الرأي العام الداخلي والأجنبي في بلد يعد مهد حرية التعبير والصحافة وحرية الرأي.
وأثار التحذير الذي وجهته الشرطة البريطانية لمختلف وسائل الإعلام التي تقوم بنشر وثائق سرية موجة انتقادات لاذعة ضد هذه المؤسسة الأمنية ومن ورائها الحكومة البريطانية اللتين اتهمتا بالمساس بمبدأ حرية التعبير المقدس في التشريعات البريطانية.
وطالب نيل بازي نائب مدير شرطة سكوتلانديارد كل شخص أو صحيفة أو صحفي أو رئيس تحرير أو مدير نشر وسيلة إعلامية تقليدية أو اجتماعية بحوزته وثائق حكومية سرية أن يمتنع عن نشرها والقيام بدلا عن ذلك بتسليمها الى السلطات المعنية.
وقال بازي إن نشر معلومات مسربة بطريقة غير قانونية من مصادر حكومية رسمية يمكن أن تلحق أضرارا أو من المحتمل إحداثها ضد صورة المملكة المتحدة سيعرض صاحبها الى ملاحقة جنائية على خلفية نشر هذه الوثائق أو المراسلات الدبلوماسية المحرجة.
وتحركت آلة التضييق الإعلامي ضد مختلف وسائل الإعلام البريطانية بعد الضجة التي أحدثتها صحيفة "مايل اون صنداي" التي نشرت الأسبوع الماضي مراسلات سرية بعث بها السفير البريطاني في الولايات المتحدة، كيم داروش وحملت انتقادات لاذعة لشخص الرئيس الامريكي، دونالد ترامب ضمن قضية حتمت على الدبلوماسي البريطاني تقديم استقالته من منصبه وأدخلت لندن في أزمة دبلوماسية مع واشنطن.
وعارض بوريس جونسون، زعيم حزب العمال والمرشح لخلافة تريزا ماي في منصب الوزير الأول البريطاني خلال تجمع شعبي تهديدات مسؤول شرطة سكتلانديارد وأكد أنه من غير الطبيعي متابعة صحيفة أو أية وسيلة إعلامية أخرى أمام العدالة لمجرد نشر معلومات سرية، نافيا في نفس الوقت أن تشكل هذه الوثائق تهديدا للأمن القومي البريطاني.
وذهب وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هونت ومنافس جونسون في تولي منصب الوزير الأول إلى نقيض هذا الموقف وأكد على ضرورة محاسبة كل من تثبت مسؤوليته في تسريب رسائل سرية مثل تلك التي انتقد من خلالها السفير البريطاني لدى واشنطن كيم داروش الرئيس الامريكي بقناعة ان تلك التسريبات أضرت بالعلاقات البريطانية ـ الأمريكية وكلفت السفير المخلص وظيفته لذا ينبغي محاسبة الشخص المسؤول عن ذلك.
وقال هونت بحق العدالة ملاحقة كل صحيفة أو صحفي يقوم بنشر تسريبات سرية في نفس الوقت الذي دافع فيه عن حرية التعبير ضمن موقف اخذ بالشيء ونقيضه في وقت واحد.
وجاءت هذه المواقف المتناقضة في نفس اليوم الذي فتحت فيه فتحت الشرطة البريطانية تحقيقا امنيا لتحديد الجهة أو الجهات التي قامت بتسريب مراسلات السفير كيم داروش المستقيل.
ووصف وزير المالية السابق المحافظ جورج اوسبورن الذي يتولى حاليا رئاسة تحرير صحيفة "افننغ ستندار" تصريح مسؤول شرطة سكتلانديارد بـ«الساذجة وغير المجدية" حاثا نيل بازي إلى الابتعاد عن مثل هذه المواقف حتى لا يفقد مصداقيته.
يذكر أن السفير البريطاني لدى واشنطن اضطر الى تقديم استقالته بعد انتقادات لاذعة وجهها له الرئيس الأمريكي الى حد وصفه بـ«السخيف" ردا على وصفه له بالرئيس المتقلب الأطوار وغير المؤهل لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.