قادة أفارقة يؤكدون:

عدم استقلال الصحراء الغربية عار على جبين القارة

عدم استقلال الصحراء الغربية عار على جبين القارة
  • 1141

فرض النزاع في الصحراء الغربية نفسه على أشغال قمة الاتحاد الإفريقي السادسة والعشرين بالعاصمة الإثيوبية، وشكلت قضية حرص القادة الأفارقة على طرحها ووصف بعضهم استمرار مأساة الشعب الصحراوي بمثابة عار على إفريقيا التي لم تتمكن من إنهاء آخر قضية تصفية استعمار فيها. ولم يكن من الممكن تجاهل هذه القضية التي تحولت لقرابة نصف قرن إلى نشاز في قارة كافحت كل شعوبها من أجل الحصول على استقلالها ولم يكن من اللائق أن يبقى الجميع  ينظرون إلى الشعب الصحراوي وهو يعاني من ويلات احتلال مغربي استيطاني متواصل منذ أكثر من أربعين عاما دون بارقة أمل لإنهاء معاناته. 

وهو ما جعل رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، كوسازانا دلاميني زوما تطالب قادة الدول الإفريقية خلال هذه القمة ببذل جهود أكبر وإقامة تعاون وثيق مع الأمم المتحدة من أجل وضع حد للنزاع في الصحراء الغربية. وقالت زوما إنه لا يمكن لدول القارة أن تقبل ونحن في سنة 2016 بمثل هذا الوضع وأن تبدي لامبالاة تجاه وضع الشعب الصحراوي الذي يكافح من أجل تقرير المصير. ودافعت زوما عن قناعتها محذرة بأن استمرار الوضع في الصحراء الغربية من شأنه تأزيم الأوضاع التي ستؤدي حتما إلى زعزعة الاستقرار في كل المنطقة، معتبرة أن الدول الإفريقية مدينة للشعب الصحراوي بالعمل على تنظيم "استفتاء تقرير المصير لأن ذلك كان وعدا" قطعناه على أنفسنا لجعل مستقبل الشعب الصحراوي متوقفا على ما يجب أن نقوم به". 

وحثت دلاميني زوما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون الذي حضر جانبا من أشغال هذه القمة على "بذل جهود أكبر وتوثيق تعاون الهيئة الأممية مع الاتحاد الإفريقي من أجل تسوية هذا النزاع بعد أن حملت بطريقة ضمنية الأمم المتحدة مسؤولية هذا الاحتقان بدليل عدم تحقيق أي تقدم على طريق مسار تصفية الاستعمار في هذا الإقليم المحتل 20 عاما بعد التوقيع على قرار وقف إطلاق النار بين جبهة البوليزاريو وسلطات الاحتلال المغربية. وهي المقاربة التي دافع عنها رئيس دولة زيمبابوي ورئيس الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته، روبيرت موغابي الذي أكد أن "تبرير الاستعمار لدولة شقيقة يناقض مبادئ الاتحاد الإفريقي ومبادئ الآباء المؤسسين" متسائلا "متى نقرر استقلال الشعب الصحراوي".

وقال الرئيس موغابي خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح القمة "مازالت لدينا مسألة الصحراء الغربية وهي دين علينا يجب أن ندفعه لشعبها ويبقى السؤال متى ندفع هذا الدين.. ومتى نقرر استقلال الشعب الصحراوي". ودعا الرئيس موغابي شركاء الاتحاد بضرورة احترام مبادئه وخاصة فيما يتعلق بالقضية الصحراوية وموقف الاتحاد منها بقناعة أن ما يحدث للصحراويين "هو نفس ما يحدث في فلسطين". وفي هذا السياق، دعت خيرة بلاهي، ممثلة جبهة البوليزاريو بإسبانيا الحكومة الاسبانية إلى العمل من أجل استكمال مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية وأن تستغل عضويتها في مجلس الأمن الدولي للعب دور فعّال لتسريع تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية، آخر مستعمرة بالقارة الإفريقية". 

وأكدت الدبلوماسية الصحراوي أنه "يترتب على الدولة الإسبانية مسؤولية كبرى حاضرا ومستقبلا باعتبارها دولة جارة جغرافيا وتاريخيا. وتعالت الأصوات منادية باستقلال الصحراء الغربية في مختلف القارات حيث انضم وزير الخارجية النرويجي، بورغ بريند إلى هؤلاء عندما أكد أن بلاده على غرار دول العالم ترفض إعلان المغرب ضم الصحراء الغربية ولا يعترف بسيادته عليها كونها أراضي لازالت تنتظر تصفية الاستعمار. وطالب وزير الخارجية النرويجي النظام المغربي بـ«التزام الشفافية فيما يتعلق بزيارة الوفود" الأجنبية إلى المدن المحتلة في ظل تكرار منع الوفود الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

وكشف أن بلاده طالبت الرباط "بتوضيحات حول طرد وفود نرويجية" من المدن الصحراوية المحتلة، مؤكدا أن القضية الصحراوية بمختلف جوانبها ستكون إحدى المواضيع الرئيسية التي سيناقشها خلال الأيام المقبلة مع الوزيرة المغربية المنتدبة في الخارجية خلال زيارتها إلى النرويج.  وأبرز وزير الخارجية النرويجية أن بلاده تتابع الوضع في الصحراء الغربية عن كثب، وتتلقى تقارير من سفارتها بالرباط حول الوضع العام وخاصة انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها كل مواطن صحراوي يرفض منطق الأمر الواقع المغربي لضم الصحراء الغربية بقوة الحديد والنار.