في الذكرى الـ50 لإحراقه
عريقات يدعو إلى تحرك دولي لحماية الأقصى
- 740
مع تصاعد حجم الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلة وخاصة المسجد الأقصى المبارك، تتصاعد الأصوات الفلسطينية المطالبة بضرورة تحرك عربي وإسلامي وحتى دولي لحماية أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي يئن تحت وطأة المحتل الصهيوني.
فقد طالب صائب عريقات أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في بيان أصدره أمس بمناسبة الذكرى الـ50 لإحراق المسجد ”بوضع حد لجرائم التطهير العرقي بما فيها هدم المنازل والتهجير القسري، وتنفيذ الحفريات غير القانونية أسفل أسوار المسجد، ومحاولة تقسيمه مكانياً وزمانياً وتكثيف الاستيطان الاستعماري في القدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني التاريخي القائم للأماكن المقدسة”.
وقال عريقات إن ”القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية تقع في خطر شديد مما يتطلب صحوة عربية وإسلامية ودولية، خاصة بعد إطلاق الحكومة الإسرائيلية بدعم مطلق من الإدارة الأمريكية العنان لتهويد المدينة بشكل كامل والقضاء على الوجود الفلسطيني فيها”.
وحث عريقات دول العالم وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي على ”ضرورة إنزال العقوبات على سلطة الاحتلال”، مجددا دعوته للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا إلى ”فتح التحقيق الجنائي الدولي ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين”.
كما دعا المجتمع الدولي إلى ”الوقوف أمام مسؤولياته من أجل إنفاذ توفير الحماية الدولية العاجلة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334”، مشددا في هذا الإطار بـ«مواقف الأردن الثابتة في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.
ونفس الدعوة تبنتها جامعة الدول العربية التي أكدت من جانبها أن الجرائم المتواصلة التي تنتهك حرمة المسجد الأقصى يوميا تتطلب توفير الحماية الدولية اللازمة على طريق إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتطبيق قواعد القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة بصورة عاجلة. وشددت على أهمية ذلك من اجل وضع حدا للاستهتار الإسرائيلي بالشرعية الدولية والعدالة الدولية الذي يشكل استمرار تغييبها تشجيعا للاحتلال لمواصلة جرائمه وتغيبا للسلام العادل الذي تطلع إليه شعوب المنطقة.
واستذكر سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك قبل خمسين عاما تحت نظر وسمع سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وقال إن تلك ”الجريمة النكراء مستمرة ومتواصلة بأشكال عديدة بكل ما تمثله من عدوان على حقوق ومقدسات الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، ومن انتهاك جسيم لمبادئ وقواعد القانون الدولي وتحدٍ لإرادة المجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
وتأتي الذكرى الـ50 لإحراق المسجد الأقصى المبارك في ظل تصاعد اقتحامات اليهود إلى المسجد الأقصى بحماية قوات الأمن الإسرائيلية، وفي وقت دعا فيه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد أردان، إلى ”تغيير الوضع القائم فيه”.
وأمام هذا الوضع الخطير قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية إن ”المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونماً يتعرض للتهديد المباشر وغير المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يرعى ويحمي جميع الاقتحامات والانتهاكات له من قبل قطعان المستوطنين”.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن ”المسجد الأقصى هو وقف إسلامي خالص والسيادة عليه بكامل مساحاته وباحاته ومساطبه ومساجده هي للفلسطينيين فقط وبأن الانتهاكات المتكررة واليومية له لن تثنينا عن حمايته والدفاع عنه”.
وحث البيان الفلسطينيين إلى ”شد الرحال إلى الأقصى وإعماره بالتواجد فيه في أوقات الصلاة وغيرها لتفويت الفرصة على الاحتلال ومستوطنيه في محاولات جعل التقسيم المكاني والزماني واقعا مفروضا”.
وكان حريق ضخم شب في الجناح الشرقي للجامع القبلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى في 21 أوت 1969، حيث التهمت النيران كامل محتويات الجناح بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة.
ويواصل المحتل الصهيوني انتهاكاته لكل ما هو فلسطيني، حيث أسرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، سبعة فلسطينيين من الضفة الغربية من بينهم فتاة من القدس وطفلة تبلغ 13 عاما من مدينة قلقيلية شمال الضفة، كما اقتحمت بلدة ”سبسطية” شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية رفقة طاقم هندسي وشرعت بإجراء أعمال تخطيط في موقعها الأثري.