توترت العلاقات الروسية ـ الأوكرانية من جديد، بعد فترة هدوء حذر طبعها تبادل البلدين الاتهامات بشأن تأزيم الوضع على الحدود الدولية بينهما.

ولم يخف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي يقوم بزيارة إلى العربية السعودية أن بلاده جد قلقة إزاء تكثيف القوات الأوكرانية لعملياتها العسكرية في المقاطعات الشرقية المتمردة رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه كييف من جانب واحد الأسبوع الماضي.

ولم تستسغ السلطات الروسية تأكيد السلطات الأوكرانية على الاستمرار في مخطط السلم الذي تبنته في وقت كثفت فيه من عملياتها العسكرية ضد المتمردين الداعين إلى انفصال مناطقهم والانضمام الى فيدرالية روسيا.

وبدأت السلطات الروسية تأخذ هذه العمليات محمل الجد بعد سقوط قذائف مدفعية فوق أراضيها وإصابة عدد من المواطنين الروس وهو ما اعتبرته موسكو بمثابة تعد على سيادتها الترابية في نفس الوقت الذي تساءلت فيه عمن يتكفل بعشرات المصابين جراء هذا القصف.

ولم يكن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حالة تأهب قتالي في صفوف قوات بلاده في وسط البلاد إلا أكبر إنذار باتجاه أوكرانيا بأن بلاده لن تسكت على أي خرق لحدودها وأنها لن تتوانى في القيام برد عسكري ضد كل انتهاك لحدودها.

ولكن السلطات الأوكرانية سارعت إلى تبرير عملياتها في مناطق شرق البلاد وأكدت أن قواتها إنما ردت على هجمات شنها متمردون رغم قرار وقف إطلاق النار الأحادي الجانب الذي أقره الرئيس الأوكراني المنتخب بيترو بوروشنكو هذا الجمعة ويمتد على مدى أسبوع للسماح للمتمردين الانفصاليين بتسليم أسلحتهم ضمن خطة لتحقيق السلام في شرق البلاد.

ولكن السلطات الروسية لم تقتنع بمبررات نظيرتها الأوكرانية  وأكدت أن ما حدث يعد خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الأحادي الجانب وجعلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمر وزير الدفاع الجنرال سيرغي شويغو بوضع قوات القطاع العسكري لوسط البلاد في حالة تأهب بهدف تنظيم اكبر مناورات عسكرية.

وجاء قرار الرئاسة الروسية في وقت أكدت فيه أنها عززت تواجد قواتها العسكرية على طول حدودها الغربية مع أوكرانيا تحسبا لأي طارئ.

وحسب قائد هيئة أركان الجيش الروسي، الجنرال فاليري جيراسيموف، فإن القرار يشمل أكثر من 65 ألف عسكري وأكثر من 180 طائرة مقاتلة و60 طائرة مروحية وأكثر من 5 آلاف آلية عسكرية.