50 ألف مستوطن يستبيحون حرمة الأقصى الشريف

عيد "الفصح" اليهودي يؤجّج الوضع في القدس المحتلّة

عيد "الفصح" اليهودي يؤجّج الوضع في القدس المحتلّة
  • 998

عاشت مدينة القدس المحتلة أمس يوما استثنائيا وسط أجواء من الغضب الفلسطيني العام بعد اجتياح 50 ألف مستوطن يهودي لباحة حائط البراق المجاورة للحرم المقدسي لأداء طقوسهم الدينية في مشهد حمل بوادر انفجار جديد بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وأعلنت شرطة الاحتلال حالة التأهب القصوى منذ الساعات الأولى من فجر أمس بالبلدة القديمة ونشرت الآلاف من عناصرها بمحيط المسجد الأقصى المبارك والشوارع المؤدية إليه تفاديا لحدوث أي صدامات بين الفلسطينيين والمتطرفين اليهود الذي شرعوا في التوافد جماعات، جماعات على "حائط المبكى" للحصول على الغفران الذي "يضمنه" لهم الربيون اليهود.

ولكن ذلك لم يمنع المصلين الفلسطينيين من التصدي لمثل هذه الاقتحامات التي تصاعدت في السنوات الأخيرة بترديد هتافات التكبير التي كثيرا ما تزعج المتطرفين اليهود وتحملهم على مغادرة الحرم القدسي. ويتوقع أن تشهد فترة الاحتفال بهذا العيد العبري التي تدوم أسبوعا كاملا مواجهات وصدمات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي توفر الحماية لمجموعات اليهود لاقتحام أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وتدنيس حرمته. ويتأكد ذلك خاصة وأن الفلسطينيين يؤكدون أن حكومة الاحتلال تسعى من خلال هذه الاقتحامات المتكررة للأقصى الشريف فرض فكرة التقسيم الزماني والمكاني لأحد أقدس الأماكن الإسلامية تماما مثلما فعلت مع الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل. ورغم أن سلطات الاحتلال نفت سعيها لتنفيذ هذا المخطط على الأقصى إلا أن قرارها أمس بمنع المسلمين من دخول الحرم الإبراهيمي ليومين متتاليين بسبب عيد الفصح اليهودي دليل قاطع على مضيها قدما في تهويد الحرم القدسي.  

وهو ما جعل الحكومة الفلسطينية تصف الوضع في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بأنه "مأساوي" وقالت أن إسرائيل "تسعى لفرض سيطرتها الكاملة على المسجد وفرض واقع مختلف يتعارض مع الواقع الطبيعي لتثبيت الاحتلال زمانيا ومكانيا فيه". واعتبرت السلطة الفلسطينية أن "كل مساس بالمسجد الأقصى وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية يمثل عدوانا على الشعب الفلسطيني وعلى الأمتين العربية والإسلامية،،،وانتهاكا صارخا وتحديا للقوانين والمعاهدات الدولية التي تحظر على سلطات الاحتلال العبث بالوضع الراهن أو المساس به وتغييره".

وكان فراس الدبس المنسق الإعلامي في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أكد أن عشرات المستوطنين "اقتحموا منذ الصباح المسجد الأقصى على عدة مجموعات من جهة باب المغاربة، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته وسط حراسة مشددة من عناصر الوحدات الخاصة". من جانبها أكدت عدة جهات فلسطينية أن عيد الفصح الحالي "يعتبر أكبر حملة اقتحام عقب محاصرة الشرطة لمدينة القدس والمسجد الأقصى بعد موافقة محكمة العدل الإسرائيلية العليا العام الماضي على طلب المستوطنين عملية الاقتحام وأداء الصلوات". وتصاعدت منذ بداية شهر أكتوبر من العام الماضي اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وتشتد وتيرتها أيام الأعياد اليهودية كان يؤدي في كل مرة إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال تتطور عادة إلى انتفاضات للشباب الفلسطيني آخرها انتفاضة "فتيان السكاكين" التي أربكت حكومة الاحتلال ووضعتها في مأزق حقيقي.