الأمم المتحدة تعتبر عام 2023 الأكثر دموية

غزة أخطر الأماكن في العالم للعاملين في المجال الإنساني

غزة أخطر الأماكن في العالم للعاملين في المجال الإنساني
  • 1697
 ق. د ق. د

يتعرض العاملون في المجال الإنساني في غزة إلى استهداف صهيوني ممنهج لإجبارهم على مغادرة القطاع الذي يتعرض للتطهير العرقي العنصري ولكارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث أن غزة هي الآن واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الانساني.
وبينما تعتبر الأمم المتحدة أن عام 2023 هو الأكثر دموية بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني تتوقع أن يكون عام 2024 "أسوأ"، لاستمرار انتهاكات القوانين الدولية لتنظيم سلوك الصراع المسلح والحد من تأثيره، فان الوضع الإنساني في غزة "وصمة عار أخلاقية علينا جميعا"، يقول الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريش.وحذر غوتيريش من أن هناك ما يقرب من نصف مليون شخص في غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد والأمراض المعدية المتزايدة.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على  ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع وتسليمها إلى جميع أنحاء غزة. وقال " آن الأوان منذ وقت طويل لتوفير بيئة تمكينية آمنة لعمليات إنسانية فعالة في غزة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني".
وأصبح العاملون في المجال الانساني في يومهم العالمي الذي يدعو الى "العمل من أجل الإنسانية"، أهدافا لهجمات متعمدة ومباشرة  للاحتلال  الاجرامي، الذي يستمر في انتهاك  للقانون الدولي الانساني بشأن ضمان حمايتهم  وسلامتهم بصفتهم مدنيين.
ويواجه موظفو الإغاثة الإنسانية في غزة مخاطر مميتة حيث يرتفع عدد ضحاياهم إلى أكثر من 250 عامل إغاثة منذ بدء العدوان، وفقا للأمم المتحدة. وتعترضهم تحديات شديدة لاستحالة الاستجابة الإنسانية جراء الحصار المشدد على دخول الإمدادات الانسانية الأساسية المنقذة للحياة داخل القطاع الذي أصبح "غير صالح للعيش". 
وعلى الرغم من مخاوف المنظمات الإنسانية من الاستهداف العمدي والممنهج لكونها تعمل في بيئة غير آمنة في القطاع الذي يتصدر" قائمة الأماكن الاكثر دموية" بالنسبة لعمال الإغاثة وفي وضع يعد "الاكثر من كارثي" جراء خطر المجاعة والأمراض الفتاكة التي تتهدد حياة الاهالي، فإن أيا منها لم تعلن أنها تخطط للانسحاب من غزة على الرغم من الهجمات المتكررة التي تستهدفها.
وقال رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، صلاح عبد العاطي، في تصريح لوكالة الأنباء، أنه يوجد داخل القطاع المحاصر، عشرات المؤسسات الفلسطينية والتابعة منها للأمم المتحدة و المنظمات غير الحكومية الدولية الاخرى، التي تعمل في المجال الإنساني للتخفيف من معاناة السكان منذ سنة 2007 وهي تواصل نشاطها حتى الآن.
وأضاف أن هذه الجمعيات والمنظمات الإنسانية تعمل حاليا في بيئة غير آمنة، حيث لا يوجد مكان آمن في غزة، لا للمدنيين ولا لأولئك الذين يحاولون تزويدهم بالمساعدات الأساسية. وأشار الى تفاقم الوضع الإنساني وانعدام الامن الغذائي وانتشار الامراض الفتاكة لانهيار المنظومة الصحية، وسط صعوبة واستحالة العمل الإنساني لإنقاذ حياة الفلسطينيين لاسيما منهم النساء والأطفال.
وكانت رئيسة منظمة "أطباء بلا حدود"، إيزابيل ديفورني، ذكرت أن المنظمات الإنسانية غير الحكومية الموجودة في القطاع لا تخطط للمغادرة في هذه المرحلة، حتى لو كان هذا السؤال يطرح يوميا، وأكدت أن شروط تقديم المساعدة الإنسانية غير مستوفاة ولكنها شددت "لن نتوقف عن العمل في غزة"، حيث يعمل مع منظمة "أطباء بلا حدود" 300 متعاون فلسطيني وعدد من الأجانب.وقالت منسقة مشروع "أطباء بلا حدود" في غزة، ليزا ماكينير "المروع حقا هو الغياب الصارخ للمساحة الإنسانية ونقص الإمدادات الذي نشهده في غزة. إذا لم يقتل الناس بالقنابل، فإنهم يعانون من الحرمان من الغذاء والمياه ويموتون بسبب نقص الرعاية الطبية".بدوره مارتن غريفيث، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قال أن القصف على غزة حول القطاع الفقير الخاضع للحصار إلى جحيم على الأرض، وأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكانه الذين يقفون على حافة المجاعة أمر شبه مستحيل، مضيفا أن العاملين في المجال الإنساني والأمم المتحدة في غزة قتلوا بأعداد غير معقولة.