إثر العثور على جثث ستة من الأسرى في نفق بغزة

غضب عارم في إسرائيل يضيق الخناق على نتنياهو

غضب عارم في إسرائيل يضيق الخناق على نتنياهو
  • القراءات: 130
 ص. محمديوة ص. محمديوة

أثار إعلان جيش الاحتلال، أمس، العثور على جثث لستة من أسراه في نفق في قطاع غزة موجة غضب عارمة اجتاحت الشارع الإسرائيلي الذي يواصل ضغطه بشدة على رئيس حكومته من أجل إبرام صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وتفجّرت موجة مظاهرات غاضبة في مدن الكيان الصهيوني للمطالبة بالإفراج عن الأسرى المتبقين لدى المقاومة عبر إبرام صفقة التبادل. وكانت جد ساخطة على رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي لا يزال يراوغ ويواصل بيع الوهم لشعبه بأنه سيتم تحريرهم جميعا وقد مضى 11 شهرا من عدوانه على قطاع غزة ولم يتمكن جيشه من استعادة سوى خمسة أسرى أحياء في وقت تشير التقديرات إلى أنه لا يزال أكثر من 100 أسير في يد المقاومة.
وطالبت "هيئة عائلات المختطفين" نقابة العمال والمؤسّسات بالإضراب والتظاهر وشلّ الحركة في إسرائيل، بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن على المجلس الوزاري الأمني أن يجتمع فورا ويتراجع عن القرار الذي اتخذه يوم الخميس المتعلق بإبقاء السيطرة على محور فيلاديفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، والذي يؤكد غالانت أنه يعيق التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة التبادل.
من جهته، دعا زعيم معسكر ما يسمى "الدولة"، بيني غانتس، من وصفهم بالجمهور للخروج إلى الشارع "فالوقت حان لاستبدال حكومة الفشل المطلق"، في إشارة لحكومة نتنياهو الذي قال بأنه "خائف ومتردد ويلعب على الوقت لاعتبارات سياسية بدلا من إنقاذ المختطفين"، وأكد، غانتس، أنه على نتنياهو "حماية المحتجزين لا ائتلافه الذي يسيطر عليه المتطرفون"، مضيفا أن "المختطفين يموتون ويتم إجلاء أطفال الشمال والمجتمع الإسرائيلي ينهار".
وتشتد حدة غضب الشارع الاسرائيلي في كل مرة يعود عدد من هؤلاء الأسرى جثثا هامدة وقد قتلوا جراء القصف الدامي والمكثف الذي لا يتوقف الطيران الحربي ومدفعيته على إمطار قطاع غزة بالصواريخ والقنابل المحرمة دولية التي أودت حتى الان بحياة ما لا يقل عن 40 ألف شهيد غالبتهم من النساء والاطفال.
وحتى وإن حاول جيش الاحتلال الترويج إلى أن الأسرى الذين عثر على جثثهم، قد قتلوا قبل ساعات قليلة من وصول القوات الاسرائيلية في مسعى لتلفيق التهمة للمقاومة بأنها تقتل الأسرى، فتبقى هذه واحدة من روايته الكاذبة التي يستخدمها للتملص من مسؤولياته في حماية أسراه.
ويبدو أن مثل هذه الرواية المستهلكة قد فقدت تأثيرها على عائلات الأسرى الإسرائيليين التي ترى أنه كان بالإمكان إعادة ذويهم أحياء وسالمين لو أن نتنياهو لم يعطل صفقة تبادل الأسرى، موجهة أصابع الاتهام لهذا الأخير الذي حمّلته مسؤولية حياتهم وحمايتهم.
والمؤكد أن الشارع الإسرائيلي يدرك حرص المقاومة على حياة الأسرى باعتبارها ورقة رابحة تتفاوض عليها، وبالتالي هي ليست بحاجة لقتلهم مثلما يفعل الاحتلال الغادر والمنتهك لكل الاتفاقيات والقوانين الدولية والأممية.
وكما نزل خبر العثور على جثث هؤلاء الأسرى كالصاعقة على الشارع الاسرائيلي، سارع  عدد من القادة الغرب للتعبير على ما وصفوه بـ "الصدمة" متبنين الرواية الصهيونية الكاذبة ولكن لم تحزنهم أو تحرك ضمائرهم حصيلة الضحايا من الفلسطينيين التي تخطت عتبة 40 ألف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء العزل ضمن نفاق غربي أقل ما يقال عنه مفضوح.
فمن الرئيس الأمريكي، جو بادين، الذي أصبح بلا منازع المتواطئ رقم واحد مع الكيان الصهيوني في حرب الابادة ضد سكان غزة مرورا برئيس الوزراء البريطاني إلى رئيس الدبلوماسية الأوروبية، راح الجميع يتباكى على هؤلاء القتلى الإسرائيليين من دون أن يشيروا لا من قريب ولا من بعيد إلى الضحايا الفلسطينيين والمأساة الإنسانية الهائلة التي فجرتها حرب إبادة صهيونية تتواصل فصولها منذ 330 يوم في غزة على المباشر.