اختتمت مجموعة دول السبع الكبار أمس، قمتها المنعقدة بمدينة بياتريس الفرنسية، وقد هيمنت عليها زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، المفاجئة إلى فرنسا والمخاوف الناجمة عن الحرب التجارية المستفحلة بين الولايات المتحدة والصين، كما لم تتبن نتائج ملموسة على صعيد مكافحة النيران المشتعلة في غابة الأمازون البرازيلية والتي تعد رئة العالم.

وفي ختام القمة أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أن المشاركين كانوا حريصين حقًا على إرسال رسالة إيجابية ومشتركة في أعقاب نقاشاتهم التي تطرقت إلى العديد من الموضوعات.

وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه ”على الرغم من أن فعاليات القمة تخللتها بعض المضايقات والعديد من التوقعات والتوترات والنزاعات، إلا أن جميع رؤساء الدول المشاركة قاموا بالعمل وقدموا نقاشات مثمرة للغاية”.

وفي اليوم الأخير من القمة حث الأمين العام الأممي غوتيريس، خلال مشاركته في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى قادة المجموعة على الموافقة خلال قمة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بنيويورك في 23 سبتمبر القادم، على خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة أكبر من النسبة التي تم الاتفاق عليها بموجب اتفاقية باريس للمناخ في عام 2015، وذلك بعد أن أكد أن العالم يواجه حالة طوارئ مأساوية فيما يتعلق بالمناخ.

وقال غوتيريس ”إننا في حالة أسوأ بكثير مما كنّا عليه في باريس.. ولذا من المهم جدا أن تلزم الدول أنفسها بزيادة ما وعدت به في باريس”. وأضاف غوتيريس، أن الغطاء الجليدي في غرين لاند يذوب بشكل هائل، قبل أن يشير إلى أن الفترة من عام 2015 إلى عام 2019 كانت ”الأعوام الخمسة الأكثر ارتفاعًا في درجة الحرارة”.

وبالتزامن مع ذلك تعهدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بتقديم مساعدات عاجلة لمكافحة الحرائق المروعة في غابات الأمازون بأمريكا الجنوبية بقيمة 20 مليون دولار.

وأعلن ذلك الرئيسان التشيلي سيباستيان بينيرا والفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقر انعقاد قمة الدول السبع الصناعية بمدينة بياريتس الفرنسية. وقال ماكرون، إنه من المقرر كخطوة ثانية بدء مبادرة للأمازون خلال الجمعية العام للأمم المتحدة، موضحا أن المبادرة ستدور حول إعادة تشجير المنطقة.

وقد تصدرت قضية حرائق الغابات في الأمازون قائمة جدول أعمال القمة في اللحظات الأخيرة قبل انعقادها.

وتشتعل في البرازيل حرائق غابات تعتبر الأشد منذ سنوات، وحسب بيانات وكالة الفضاء البرازيلية ”أي إن بي إيي” فإن عدد الحرائق ارتفع منذ بداية هذا العام بنسبة 83 بالمئة مقارنة بنفس الفترة الزمنية من العام الماضي.

وتعد الحرائق التي تدمر غابات الأمازون الأكبر من نوعها على مستوى العالمي منذ عقود، لكنها سجلت تزايداً غير مسبوق في الأشهر الأخيرة، فقد أعلن المعهد القومي لأبحاث الفضاء في البرازيل أنه تم تسجيل نحو 80 ألف حريق بتلك الغابات منذ جانفي الماضي وحتى 21 أوت الجاري.

وانطلقت أشغال قمة مجموعة السبع التي تقام هذا العام تحت شعار ”مكافحة عدم المساواة” السبت الماضي، في مدينة بياريتز بجنوب غرب فرنسا، حي تضمن جدول أعمالها مناقشة القضايا الدولية الراهنة من بينها قضايا الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف، مواجهة استخدام الإنترنت للأغراض الإرهابية وسبل مواجهة الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وكذا مكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة خاصة في أفريقيا، فضلا عن قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي وتطورات النظام الاقتصادي والمالي العالمي.

ويشارك في القمة رؤساء دول وحكومات أغنى سبع دول في الكتلة الغربية هي فرنسا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة، وتمثل هذه البلدان وحدها 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و10 في المائة فقط من سكان العالم.