فعاليات سياسية وبرلمانية أمريكية تستنكر قرار الرئيس ترامب
- 708
توالت ردود الفعل المستنكرة لقرار الرئيس الأمريكي بمقايضة الأراضي الصحراوية المحتلة باعتراف المغرب بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معه حتى من أقرب الشخصيات الفاعلة في حزبه "الجمهوري".
وأكد السيناتور، جيمس إنهوف، رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن موقف الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته، الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، لن يغير من الوضع القانوني للصحراء الغربية، وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير،
معتبرا أن القرار مثير للصدمة ومخيب للآمال دون أن يخفي "حزنه لإنكار الرئيس الأمريكي لحقوق شعب الصحراء الغربية" الذي اعترفت له ـ كما قال ـ الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ 1966 بحقوقه الأساسية بما فيها حقه في تقرير المصير.
وأضاف أنه ومنذ ذلك التاريخ ما يزال للمجتمع الدولي سياسة واحدة واضحة ومحدّدة بخصوص قضية الصحراء الغربية التي تنتظر تنظيم استفتاء لتقرير المصير لتحديد مستقبلها.
وأوضح السياسي الأمريكي، أن الولايات المتحدة أيدت هي الأخرى هذه السياسة منذ عقود وعملت من أجل أن يتم تنظيم استفتاء لتقرير المصير واستمرت إداراتها المتعاقبة على نفس المنوال الذي ظل ثابتا إلى الآن.
وأكد أن هذا الموقف هو نفسه الموقف الذي يتبناه الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والاتحاد الأوروبي الذين يعترفون بالحق المشروع للشعب الصحراوي في تحديد مستقبله. وأضاف أن الكشف عن هذه الصفقة لن يغير من مواقف هذه الهيئات الدولية التي أكدت ومازالت تؤكد على ضرورة تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية.
وأرجع السيناتور، قرار الرئيس ترامب إلى تلقيه نصيحة بشكل سيء من قبل فريقه، الذي كان بإمكانه أن يجعل هذه الصفقة دون إنكار لحقوق الشعوب، وعدم إهدار حقوق لاجئين صحراويين راحوا ضحية هذا النزاع، وهو ما جعله يؤكد على ضرورة "مواصلة الدفاع عن الشعب الصحراوي والتصدي لمحاولات إنكار حقوقه".
و حث السيناتور جيمس إينهوف "كل الهيئات الدولية والإقليمية على الوقوف بقوة لدعم حق الصحراء الغربية في تقرير المصير"، معبرا عن "ثقته في قدرة الولايات المتحدة على استعادة العملية السياسة التي عقدتها منذ 1966".
وفي نفس السياق انتقد السيناتور الأمريكي، باتريك لاهيي، قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالسيادة المزعومة للاحتلال المغربي على الصحراء الغربية، مؤكدا أنه لا يمكن القفز على القانون الدولي، وأضاف أن ترامب بعد أن خسر محاولة إعادة انتخابه، فلا يمكنه من خلال إعلانه أن ينفي القانون الدولي أو حقوق شعب الصحراء الغربية".
واختتم السيناتور الأمريكي بالقول إن الصحراويين "يستحقون ما وعدوا به منذ فترة طويلة وهو تمكينهم من تصويت حرّ ونزيه لتقرير مصيرهم".
واعتبر النائب إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، أن قرار إدارة الرئيس، ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على أراض متنازع عليها في الصحراء الغربية "يهدّد جهود الدبلوماسية الدولية لحل النزاعات طويلة الأمد".
وحذر النائب الديمقراطي في غرفة النواب من أن كل "تجاوز لسبل الشرعية المتعددة الأطراف لحل النزاعات ووضعها جانبا لن يؤدي إلا إلى تشجيع دول على مواصلة الدوس على القواعد والأعراف الدولية ومكافأة أولئك الذين ينتهكون الحدود وحقوق الشعوب الحرة".
ولم يخف النائب الديمقراطي "قلقه" من "عواقب" هذا الإعلان على العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تحظى بدعم دولي لمعالجة النزاع الإقليمي حول الصحراء الغربية والتي أيدتها الإدارات المتعاقبة".
وأدانت النائب بمجلس النواب الأمريكي، بيتي ماكولوم، من جهتها قرار الرئيس ترامب مؤكدة أن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره معترف به دوليا و"يجب تنفيذه". واعتبرت في تغريدة لها أن القرار "الأحادي الجانب مرفوض"، مؤكدة أن الشعب الصحراوي "له حق معترف به دوليا في تقرير المصير ويجب احترامه". وأكدت أن "تصرفات ترامب توسع وبشكل خطير دائرة شرعنة الضم غير القانوني للأراضي الصحراوية".