جو بايدن يختار أول سيدة آفرو ـ أسيوية نائبا له في انتخابات الرئاسة

كامالا هاريس تدخل التاريخ في الولايات المتحدة

كامالا هاريس تدخل التاريخ في الولايات المتحدة
كامالا هاريس
  • 901
م. مرشدي م. مرشدي

اختار جو بادين، مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث نوفمبر القادم، كامالا هاريس، كنائب له لهذا الموعد التاريخي لتكون أول سيدة أمريكية من أصول إفريقية ـ هندية يتم اختيارها لشغل هذا المنصب السيادي في الولايات المتحدة.

وكتب بايدن، على صفحته على موقع تويتر يشرفني أن أعلن أنني اخترت كامالا هاريس، المدافعة الشرسة عن الضعفاء وأحد أفضل من عملوا في الخدمة العامة نائبا لي، وأفتخر بها شريكة لي في الحملة لترد عليه في تغريدة مماثلة بقولها يشرفني أن أنضم إلى بايدن، و سأفعل كل ما يتطلبه الأمر لكي يصبح قائدنا الأعلى بقناعة أن الرجل القادر على توحيد الشعب الأمريكي وسيجعل أمريكا ترتقي إلى مستوى تطلعاتنا جميعا.

واختار جو بايدن كمالا هاريس، زهرة اللوتس باللغة التامولية و البالغة من العمر 55 عاما، والمنحدرة من أبيها الجمايكي وأستاذ الاقتصاد جون هاريس، وأمها الهندية ـ التامولية، شايمالا غوبالان الطبيبة المختصة في مرض سرطان الثدي، لتكون مساعدته في سباق الانتخابات الرئاسيات القادمة، نظير الخبرة التي اكتسبتها خلال التجمعات الانتخابية يوم كانت منافسة له في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي قبل أن ترمي المنشفة شهر ديسمبر الماضي، وإعلان انضمامها إلى حملة بايدن شهر مارس الأخير.

وحظي القرار بتأييد شخصيات فاعلة في الحزب الديمقراطي من بينهم الرئيس السابق باراك اوباما ووزيرة الخارجية والمرشحة لرئاسيات 2016 هيلاري كلينتون، والتي قالت إنها مبتهجة لهذا الثنائي التاريخي وحتى في أوساط لاعبي الدوري الأمريكي لكرة السلة من أصول سوداء والذين اعتبروا هذا الاختيار بمثابة عرفان بجميل السود والملونين الأمريكيين سواء المنحدرين من أمريكا اللاتينية أو من أصول أسيوية على أمريكا بكل تركيبتها البشرية

ووقع اختيار مرشح الحزب الديمقراطي على كامالا هاريس، محاولة منه أيضا لكسب تأييد ناخبي الأقليات السوداء والأمريكو ـ لاتينيين والآسيويين الذين يشكلون وعاء انتخابيا حاسما في الولايات المتحدة وذلك ضمن خطة استباقية لسحب البساط من تحت أقدام المرشح الجمهوري، الرئيس دونالد ترامب.

ويكون هذا الأخير قد استشعر مثل هذه الخطة الأمر الذي جعله يوجه انتقادات لاذعة لمنافسه الديمقراطي ولهاريس، التي نعتها باليسارية التي لا تليق لحكم الولايات المتحدة.

وقال الرئيس ترامب، إنه فوجئ بهذا الاختيار بالنظر إلى نتائجها الانتخابية الباهتة خلال الدور الأولي لانتخابات الحزب الديمقراطي والتي تعد بمثابة سبر للآراء حيث أجبرت على رمي المنشفة شهر ديسمبر الماضي. وطرح اسم كامالا هاريس من بين أسماء عدة سيدات من أصول إفريقية وأمريكو ـ لاتينية لتكون نائبا للمرشح الديمقراطي، الذي أبدى مثل هذه الرغبة ولكنه احتفظ بقراره إلى آخر لحظة وذلك في سياق التطورات التي خلفها مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد، يوم 25 ماي الماضي، تحت أقدام شرطي أمريكي أبيض رغم توسلاته بأنه يختنق ويكاد يموت.

وأشعلت الحادثة الشارع الأمريكي في سابقة لم تعهدها الولايات المتحدة ضمن شعار السود يريدون الحياة والتي مازالت تداعياتها قائمة على المشهد الأمريكي وألحقت ضربة قوية بصورة الرئيس ترامب، وخاصة بعد محاولته إقحام قوات الجيش والشرطة الفيدرالية لاحتواء تلك المظاهرات الصاخبة.

وتدرجت هاريس في مناصب المسؤولية القضائية منذ سنة 2003 والى غاية 2010 كمدعية عامة بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، قبل أن ترتقي إلى نفس المنصب على هذه الولاية التي تعد من أكبر الولايات الأمريكية كثافة سكانية بأكثر من 40 مليون نسمة إلى غاية انتخابها عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي سنة 2016.

ويحتفظ سكان كاليفورنيا لكمالا هاريس صرامتها في إدارة جهاز العدالة في ولايتهم وبتشددها في مسالة تكييف القوانين المعمول بها وخاصة مسالة الترخيص للتداوي بالقنب الهندي أو في مجال قضايا الإجرام مما جعل منتقديها يصفونها بالسائرة إلى عكس تيار التاريخ.

كما أنها بقيت أقرب إلى الحياد في قضايا تجاوزات عناصر الشرطة حتى ضد أبناء جلدتها من الأمريكيين المنحدرين من أصول إفريقية وأسيوية.

كما التزمت الصمت سنة 2015 رافضة اتخاذ موقف صريح من مسألة فتح تحقيقات مستقلة في قضايا استخدام الشرطة الرصاص الحي ضد المشتبه فيهم وقتلهم وخاصة من السود الأمريكيين، وهو ما أثار حفيظة هؤلاء والذين يشكلون قرابة 40 بالمئة من سكان ولاية كاليفورنيا.

ولكن النقطة الإيجابية التي تركتها هاريس فتحها لبوابة الكترونية مكنت من خلالها سكان ولايتها من تصفح كل المعلومات الخاصة بتجاوزات عناصر الشرطة خلال عمليات اعتقال المشتبه فيهم.

وهي مبادرة جعلت ملينا عبد الله مؤسسة حركة بلاك ليفز ماتر أو السود يريدون الحياة التي أنشئت بعد مقتل جورج فلويد، تؤكد أن البوابة ساعدت الحركة على الاطلاع على كل الأرقام الخاصة بالاعتداءات التي يتعرض لها الموقفون على أيدي عناصر الشرطة.