دعاهم إلى الاقتداء بفقيد الإنسانية نيلسون مانديلا

كيري يعتقد بقرب تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين

كيري يعتقد بقرب تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
  • 1617

أعرب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس، عن اعتقاده بأن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي أصبحا اليوم اقرب إلى السلام أكثر من السنوات الماضية. وقال كيري في ختام جولة جديدة قادته للمرة الثامنة إلى منطقة الشرق الأوسط منذ تسلم مهامه شهر مارس الماضي "أعتقد أننا أصبحنا أقرب للسلام والازدهار والأمن الذي يستحقه كل سكان هذه المنطقة ونحن أقرب ما يكون إلى ذلك منذ عدة سنوات".

ولم يقدم رئيس الدبلوماسية الأمريكية أية توضيحات حول دواعي تفاؤله وما الذي تحقق من مفاوضات السلام الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي استؤنفت تحت الرعاية الأمريكية نهاية شهر جويلية الماضي.

وجاءت تصريحات رئيس الدبلوماسية الأمريكية بعد أن التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كل على حدة، واللذان حثهما على حذو نفس نهج الرئيس الجنوب افريقي الراحل نيلسون مانديلا أيقونة التحرر في إفريقيا الذي انطفأت شمعته أول أمس في عقده التاسع.

وقال كيري إنه "أمام التحديات القادمة في الأشهر المقبلة يجب علينا الاقتداء بنيلسون مانديلا ليس فقط في العودة إلى مقالاته المؤثرة وإنما من خلال الاقتداء بأفعاله". وأضاف أن المتشائمين هم وحدهم الذين يعتقدون أن تحقيق السلام بهذه المنطقة أمر مستحيل".

لكن تفاؤل كيري يطرح العديد من التساؤلات خاصة وانه ردد الموقف الأمريكي الثابت في دعم إسرائيل وحماية أمنها بعد أن أكد بلهجة قوية أن "التزام الولايات المتحدة إزاء أمن إسرائيل من الاسمنت المسلح". قبل أن يستدرك موقفه بالقول انه "لا سلام وازدهار ممكن دون الأمن والولايات المتحدة لا تدعم أي اتفاق نهائي يحمل مزيدا من الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين".

ثم أن صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أكد أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "لم يعرض أي شيء بشكل نهائي" خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس الأخير في مدينة رام الله بالضفة الغربية.

ونفى الأخبار التي تسربت بعد لقاء عباس وكيري والتي مفادها بأن الفلسطينيين رفضوا أفكارا طرحها وزير الخارجية الأمريكي بشأن ترتيبات أمنية في إطار اتفاق سلام محتمل مع إسرائيل وقال إن هذا "غير صحيح على  الإطلاق".

وأكثر من ذلك، فتصريحات كيري بإمكانية تحقيق السلام تتناقض وتلك التي أدلى بها مسؤولون فلسطينيون وعلى رأسهم الرئيس عباس والتي عكست أن مفاوضات السلام الجارية لن تأتي بالنتيجة المرجوة. ودليل ذلك استمرار الانتهاكات الإسرائيلية على جميع الأصعدة من تهويد ومساس بالمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك ومزيد من الأنشطة الاستيطانية على حساب مصادرة مزيد من الأراضي الفلسطينية وتهديم بيوت الفلسطينيين وطردهم وتشريدهم ناهيك عن الاعتقالات اليومية التي تستهدف الشباب الفلسطيني في كل شبر من الأراضي المحتلة.

وكلها انتهاكات لا توحي بأن السلام قريب تحقيقه وتجعل تفاؤل جون كيري مجرد ذر للرماد على حقيقة مأساوية يتخبط فيها الفلسطينيون منذ عقود ولا تجرؤ لا الولايات المتحدة ولا كل المجموعة الدولية على معاقبة الطرف المتسبب فيها.

وإذا كان وزير الخارجية الأمريكية يعتقد فعلا بقرب تحقيق السلام، فالمؤكد أن هذا السلام سيكون على حساب إهدار مزيد من الحقوق الفلسطينية المغتصبة.