اعتبره انتهاكا للقانون الدولي وتنكرا لحق الصحراويين في تقرير المصير.. ليسيراس:

لا تأثير للقرار الفرنسي على مسار التسوية الأممية للقضية

لا تأثير للقرار الفرنسي على مسار التسوية الأممية للقضية
  • القراءات: 459
ع. ح ع. ح

❊ موقف الجزائر من الاعتراف الفرنسي بما يسمى "خطة الحكم الذاتي" صائب

أكد خوان سورويتا ليسيراس، أستاذ محاضر في القانون الدولي العام والعلاقات الدولية في جامعة الباسك في إسبانيا، ورئيس الرابطة الدولية لمراقبة حقوق الإنسان، أن قرار الحكومة الفرنسية بالاعتراف بما يسمى خطة "الحكم الذاتي" ضمن السيادة المغربية المزعومة في الصحراء الغربية، يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولا يعدو أن يكون قرارا سياسيا لا إثر قانوني له على مسار التسوية الأممية.

أكد المختص في القانون الدولي تعقيبا على القرار الفرنسي في تصريح لوكالة الأنباء، أن قرار باريس بخصوص القضية الصحراوية تأكيد على أن فرنسا تنكر حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وعليه فإنها تنتهك القانون الدولي، وقال على أي حال فإن قرار الحكومة الفرنسية يبقى إعلانا سياسيا لا يترتب عليه أي أثر قانوني على مسار تسوية النزاع في الصحراء الغربية وسيكون مآله، مآل القرارات السابقة التي أعلنت عنها الحكومة الإسبانية وقبلها قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكدا أنه مهما كانت إرادة أو نية باقي الدول، فإن الصحراء الغربية تبقى إقليما خاضعا لعملية إنهاء الاستعمار، لم يستكمل بعد طبقا للفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة، وما سيتبع ذلك من اعتراف دولي بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال تماشيا مع قرار الجمعية العامة 1514(د-15) ومسؤولية الأمم المتحدة، كهيئة وأعضاء، تجاه الشعب الصحراوي ووضع الإقليم.
وأفاد المتحدث، أن فرنسا وإسبانيا لا يمكنهما أن يدخلا في اتفاقيات تتعارض مع القانون الدولي، وهو ما قد يعرضهما الى متابعات في المحاكم الدولية، مذكرا بخطة التسوية الأممية التي تفاوض عليها طرفا النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) سنة 1991، والتي نصت على تنظيم استفتاء لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية، غير أن المغرب طرح في 2007 ما يسمى "خطة الحكم الذاتي" التي تعني رفض حق تقرير المصير ودعم الاحتلال العسكري المغربي للأراضي الصحراوية.
وعاد الأستاذ خوان سورويتا ليسيراس ليؤكد في ذات السياق إن فرنسا لطالما قدمت الدعم للمغرب لتثبيت احتلاله للأراضي الصحراوية، حتى وإن لم تعلن عن ذلك صراحة، وهنا كشف المختص في القانون الدولي، عن أحد الاسباب التي تدفع بفرنسا، مثلها مثل إسبانيا، لدعم هذا الاحتلال العسكري، لافتا الى أن الدولتين كانتا لسنوات عديدة ضحية لابتزاز المغرب الذي يتصرف كدولة خارجة عن القانون أي ك "دولة مافيا"، مضيفا أن هناك أسباب أخرى، لها علاقة أكثر ببرنامج التجسس الصهيوني بيغاسوس، الذي يستخدمه المغرب لابتزاز السياسيين الإسبان والفرنسيين، والذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضا لفهم الطبيعة العامة للنزاع.
وقال الأستاذ الإسباني إنه على الرغم من كل محاولات هذه الدول لتبييض صورتها أمام العالم على أساس أنها تدافع عن القيم والديمقراطية وحقوق الانسان والحريات، غير أنه من الواضح أن كل من إسبانيا وفرنسا هما الدولتان اللتان تنتهكان القانون الدولي في هذا المجال.
وخلال تعليقه على ردة فعل الجزائر من الدعم الفرنسي لأطروحة الحل المغربية الوهمية في الصحراء الغربية، والتي أعربت من خلالها عن أسفها الكبير واستنكارها الشديد لقرار باريس، قال الخبير القانوني إن هذا الموقف صائب، لافتا الى أنه من الناحية القانونية، فإن حالة الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية مشابهة للاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية.