الكيان الصهيوني يدّعي بأن جثمان الأسيرة "بيباس" لا يتطابق بفحص "دي أن أي".. "حماس":
لا مصلحة لنا في الاحتفاظ بالجثامين لدينا

- 266

حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس، عن استغرابها من الضجة التي أثارها الاحتلال الصهيوني في أعقاب ادّعائه بأن جثمان الأسيرة الاسرائيلية، شيري بيباس، الذي سلمته المقاومة الفلسطينية أول أمس، لا يتطابق مع فحص الـ"دي أن أي".
قالت الحركة في بيان أمس، إنها "ترفض التهديدات التي أطلقها بنيامين نتنياهو في إطار محاولاته لتجميل صورته أمام المجتمع الصهيوني وفي سياق الخلافات الداخلية الإسرائيلية"، مؤكدة على ضرورة المضي قدما في تنفيذ استحقاقات اتفاق وقف إطلاق النّار على كافة المستويات.
وجددت جديتها والتزامها الكامل بجميع التزاماتها، مشيرة إلى أنها أثبتت ذلك من خلال سلوكها خلال الأيام الماضية، حيث قالت "فلا مصلحة لنا في عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأي جثامين لدينا".
وأضافت بأنها تلقّت من الوسطاء "ادعاءات ومزاعم الاحتلال.. وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة.. وسنعلن عن النتائج بوضوح" دون أن تنفي احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين قد يكون ناتجا عن استهداف الاحتلال وقصفه للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين.
وقالت "سنعلم الإخوة الوسطاء بنتائج الفحص والتحقيق من جانبنا، وندعو في الوقت ذاته إلى إعادة الجثمان الذي يدّعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية قتلت أثناء القصف الصهيوني".
وأثارت حكومة الاحتلال، أمس، ضجة بالزعم أن "حماس" سلمت جثمان امرأة فلسطينية بدل جثمان الأسيرة بيباس التي تؤكد المقاومة أنها قتلت هي وطفلاها في القصف الصهيوني العشوائي على قطاع غزّة.
واتخذت من هذه المسألة ذريعة للتنصل من التزاماتها لمواصلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النّار الذي من المفروض أن تنقضي مرحلته الأولى في الثاني مارس القادم، لتنطلق المرحلة الثانية منه بهدف تثبيت وقف إطلاق النّار في غزّة وإعادة إعمارها.
وراح نتنياهو يتباكى على مقتل العائلة بيباس وطفليها في محاولة مفضوحة منه لاستعطاف الرأي العالمي الدولي، وتشويه صورة "حماس" التي تسعى اسرائيل لتقديمها على أنها "منظمة إرهابية" تتلذذ بقتل الأطفال.
وكعادته وعادة المسؤولين الصهاينة وحلفائهم من الغرب، تناسى نتنياهو ومن معه عن قصد ما اقترفه جيشه الهمجي من جرائم ومجازر يندى لها جبين الإنسانية جمعاء على مدار 15 شهرا كاملا من حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزّة، وقد قتل أثناءها من أطفال فلسطين أكثر من 18 ألفا من بينهم الرضّع وحتى الأجنّة في بطون أمهاتهم، ولم يتحرك ضمير هذا العالم المنافق الذي يتضح دائما أنه يقدّس حياة الاسرائيلي ويضرب عرض الحائط بحياة الفلسطيني.
ومن دون أي حرج خرج نتنياهو ليدعو العالم لإدانة ما راح يصفه بـ"القتل المروّع" لأطفال بيباس الذين قتلهم طيرانه الحربي ومدافعه عندما كانت تمطر قطاع غزّة بالقنابل والصواريخ المحرّمة دوليا، والتي حذّرت سلطات غزّة في أكثر من مرة بأنها تؤدي إلى ذوبان الجثامين وتبخرها، وسبق للمقاومة أن حذّرت من أن القصف الصهيوني المكثّف والعنيف على غزّة يتسبب أيضا في خسارة أرواح الأسرى الاسرائيليين والذين تعمل على حمايتهم قدر المستطاع.
وإذا كان هذا العالم بكل دوله التي تدّعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ومؤسساتها الحقوقية والإنسانية والقضائية عليه أن يدين جريمة ما فهو مطالب بإدانة جرائم الإبادة الصهيونية في حق الفلسطينيين في قطاع غزّة، والتي وثقت مختلف الكاميرات عبر العالم مدى بشاعتها وفظاعتها.
وشاهد الجميع وعلى المباشر، كيف يقتل جيش نتنياهو الأطفال الفلسطينيين الذين تناثرت أشلاءهم في الهواء وعلى أرصفة الطرقات والشوارع والتصقت بجدران المنازل. وكيف كان أطفال غزّة هدفا مباشرا للطيران الحربي الصهيوني وقنّاصته والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة، ولا يكفي إعداد فيلم وثائقي تتطلب ربما مشاهدته أسابيع وحتى شهور للتعريف بكل طفل فلسطيني راح ضحية جنون نتنياهو في هذه الحرب الصهيونية غير المسبوقة على غزّة.