مخاوف من تحول العاصمة طرابلس إلى ساحة معارك بين المليشيات
ليبيا تمر بأخطر أزمة أمنية منذ عامين
- 1367
ارتفعت حصيلة قتلى المواجهات الدامية التي عرفتها العاصمة الليبية، منذ مساء الجمعة، إلى 43 قتيلا وقرابة 500 جريح، في أعنف عملية إطلاق نار بين مليشيات مدججة بالأسلحة.وتواصلت المواجهات بشكل عنيف، طيلة نهار أمس، بين مسلحين بعضهم من العاصمة طرابلس وآخرين وصلوا من مدينة مصراتة من أجل الانتقام لميليشيا "ثوار" ينحدر عناصرها من هذه المدينة والتي اتخذت من العاصمة طرابلس معقلا لها مباشرة بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.
واندلعت المواجهات، فجر أمس، بعد أن وصل مسلحون من مدينة مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق العاصمة طرابلس لنصرة أبناء بلدتهم باقتحام ثكنة للجيش الليبي سيطر عليها ثوار العاصمة طرابلس، مما خلف مصرع أحد المسلحين.
وحسب مصادر عسكرية ليبية، فإن عناصر مليشيا مصراتة نهبوا كل محتويات الثكنة من سيارات عسكرية وأسلحة وذخيرة في نفس الوقت الذي وصلت فيه تعزيزات إضافية حاولت اقتحام عاصمة البلاد من شرقها في نفس الوقت الذي حاول رتل آخر مدجج بمختلف الأسلحة الثقيلة اقتحامها من جنوبها.
ومخافة انفلات الوضع واستحالة التحكم فيه بسبب محاولة مليشيات أخرى التحرك باتجاه طرابلس، سارع رئيس الحكومة، علي زيدان، إلى التحذير من محاولة دخول أية قوات أخرى العاصمة بقناعة أن ذلك "سيؤدى إلى مذبحة".
وجاء هذا التحذير بعد أن كشف زيدان عن اندلاع مواجهات في منطقة تاجوراء خلال محاولة مجموعات مسلحة قادمة من مصراته الوصول إلى طرابلس عبر الطريق الساحلي ـ الشرقي.
ويعد هذا أخطر انزلاق أمني تعرفه ليبيا منذ نجاح ثورة 17 فيفري وخاصة وأن المواجهات وقعت بين "ثوار" سابقين ممن اتحدوا في مختلف المناطق من أجل الإطاحة بالنظام السابق.
وتكمن خطورة ما حدث أن المواجهات اندلعت على خلفية جهوية بين مليشيات من العاصمة وأخرى من مصراتة بما يؤكد درجة الصراع القائمة بين هذه الفصائل التي تريد فرض منطقها على الكل بقوة ما تملكه من أسلحة استحوذت عليها من عمليات النهب التي طالت ثكنات الجيش الليبي السابق.
ولم يجد الوزير الاول الليبي علي زيدان في ظل عجز أجهزة حكومته الامنية من وسيلة للتحكم في الوضع سوى توجيه نداء باتجاه المتقاتلين "الى التعقل ووقف المعارك" بينهم. وقال إن الوضع سيزداد تعقيدا في حال سعت فيه مليشيات أخرى لدخول العاصمة طرابلس. وكشف في هذا الإطار عن مفاوضات تجرى حاليا من أجل إقناع مقاتلي مصراتة بالعودة من حيث أتوا.
وأكدت الحكومة الليبية في بيان أصدرته أمس ان الساعات والايام القادمة ستكون حاسمة في تاريخ ليبيا ونجاح ثورتها.
وطالبت لأجل ذلك كل الفصائل المسلحة وقف إطلاق النار حتى تتمكن من اتخاذ التدابير الضرورية لإعادة الهدوء في العاصمة كما دعت السكان إلى"عدم حمل الأسلحة وعدم الاقتراب من منطقة غرغور"، حيث دارت المواجهات بين الكتائب المسلحة والسكان مساء الجمعة.
ومن جهته، أكد هاشم بشر، رئيس اللجنة الأمنية العليا بطرابلس أن ما حدث بمنطقة "غرغور" بالعاصمة طرابلس دليل على ضرورة تفريغ الكتائب والتشكيلات والمقرات من المسلحين غير المنضويين بصورة كاملة تحت سلطة الجيش والشرطة الليبية.
وقال إن الشيء الوحيد الذي سيجنب ليبيا عدم تكرار ما وقع هو انضمام المسلحين كأفراد إلى مؤسستي الداخلية والدفاع ويكونون موزعين على أساس وطني في عموم أرض الوطن وبدون أي انتماء جهوي أو قبلي أو مناطقي.