برنامج الأغذية العالمي يدقّ ناقوس الخطر

مجاعة شاملة تضرب شمال غزة وتتجه نحو جنوبه

مجاعة شاملة تضرب شمال غزة وتتجه نحو جنوبه
  • 828
ص. م ص. م

حذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، أمس، من مجاعة شاملة تعصف بشمال قطاع غزة وتنتقل نحو الجنوب، في وقت لا يزال فيه العدوان الصهيوني يحصد المزيد من أرواح الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني العزل لليوم 211 على التوالي. 

أوضحت ماكين، بحسب تقرير نشر على الموقع الرسمي للمنظمة، أن "السكان في قطاع غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء وانعدام الأمن الغذائي" بعد مرور سبعة أشهر من العدوان الصهيوني، مشيرة  إلى أن أقوالها تأتي بناء على ما رآه البرنامج على أرض الواقع.

وقالت إن "هناك رعب حقيقي ومن الصعب جدا النظر إليه أو سماعه"، معبرة عن آمالها في أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار والبدء في إطعام هؤلاء الناس خاصة في الشمال بطريقة أسرع بكثير".

وكانت المنظمات الإنسانية قد حذّرت منذ أشهر بأن العدوان الصهيوني على غزة دفع القطاع نحو حافة المجاعة في ظل مواصلة الكيان الصهيوني لحصاره المطبق على هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة وحرمان سكان على مدار الأشهر الماضية من أدنى متطلبات العيش من ماء وغداء ودواء ووقود.

وفي نفس السياق، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس، من الأضرار النفسية التي يتعرض لها أطفال غزة نتيجة العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع.

وأوضحت الوكالة في منشور على حسابها الرسمي بمنصة "إكس" بأن "الأطفال في غزة يعانون مستويات مدمرة من التوتر"، مشيرة في هذا السياق إلى أن فريقها يعمل مع الأطفال والمراهقين للتخفيف من تأثير أهوال الحرب الصهيونية، وأضافت مستشارونا يقدمون لأطفال غزة الأمل والراحة وعلينا أن نحمي حاضرهم ومستقبلهم"، مجدّدة تأكيدها على ضرورة "الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة".

كما أكدت أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة خلّف أكثر من 10 آلاف امرأة شهيدة وأصاب 19 ألف امرأة أخرى جراء الهجمات الصهيونية المستمرة، وقالت إن قوات الاحتلال تواصل استهداف النساء في عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، وأوضحت الأونروا أن ظروف الحياة "مروعة" بشكل خاص لأكثر من 155 ألف امرأة حامل أو مرضعة في القطاع المنكوب، حيث يواجهن صعوبات في الوصول إلى المياه والمرافق الصحية.

وقد استشهد عدد من المدنيين وأصيب آخرون في قصف شنته طائرات الاحتلال الصهيوني فجر أمس على عدة مناطق في قطاع غزة المدمر المنكوب.

وقالت مصادر إعلامية محلية، بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا في "حي الصفطاوي" شمال مدينة غزة بما أدى إلى استشهاد عدد من ساكنيه لم يعرف عددهم على وجه التحديد حتى الآن، فيما لا يزال عدد من المفقودين تحت الأنقاض.

كما شنّت طائرات الاحتلال غارة أخرى استهدفت منزلا في شارع الفالوجة في "حي الجنينة" شرقي مدينة رفح بما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين من بينهم أطفال. في غضون ذلك، استشهد مواطنان بسبب استهداف طائرات الاحتلال منزلا شرق "مخيم النصيرات" وسط قطاع غزة.

وأمام استمرار مجازر الاحتلال، طالبت السلطات الصحية في غزة محكمة الجنايات الدولية ولجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بفتح تحقيق فوري وعاجل في جريمة تعذيب واغتيال الطبيب، عدنان البرش، داخل سجون الاحتلال بالإضافة إلى 491 شهيد من كوادر القطاع الصحي.

وفي تقريرها الإحصائي اليومي، أفادت وزارة الصحة في غزة بارتكاب جيش الاحتلال لثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 32 شهيدا و41 إصابة خلال 24 ساعة الماضية، بينما لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، وهو ما رفع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني الجائر إلى 34 ألف و654 شهيد وقرابة 78 ألف جريح منذ السابع أكتوبر الماضي.

 


 

بحضور وفد عن "حماس" ورئيس المخابرات الأمريكية.. انطلاق جولة جديدة من مفاوضات الهدنة بالقاهرة

حلّ، أمس، وفد عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العاصمة القاهرة لاستكمال المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق هدنة يفضي بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، ويسمح بتحقيق صفقة لتبادل الأسرى.

أكدت حركة "حماس" في بيان عشية انطلاق الجولة الجديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار على الروح الإيجابية التي تعاملت قيادتها عند دراستها مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلَّمته مؤخراً"، وقالت "إننا ذاهبون إلى القاهرة بنفس هذه الروح للتوصل إلى اتفاق".

وشدّدت "حماس" أنها وقوى المقاومة الفلسطينية "عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقّق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال وعودة النازحين وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار وإنجاز صفقة تبادل جادة". وهو نفس الموقف الذي جدّده أمس، مستشار رئيس مكتبها السياسي، طاهر النونو، الذي قال إن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال وبدء عملية الإعمار.

وبينما يقود وفد "حماس" إلى القاهرة نائب رئيسها في قطاع غزة، خليل الحية، وسط حديث عن حضور رئيس الاستخبارات الأمريكية، وليام برنس، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية بأن الاحتلال لن يرسل وفدا إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات بشأن صفقة تبادل قبل وصول ردّ "حماس".

وانطلقت جولة جديدة من المفاوضات بوساطة مصرية وقطرية لبحث مقترح الهدنة المطروح على طاولة النقاش والذي تقدمت به إسرائيل ووصفه حلفاؤها من الغرب بالعرض "السخي جدا" كونه يتضمن وقفا لإطلاق النار لمدة أربعين يوما يتخلله تنفيذ صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين.

وقبيل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات، رمى وزير الخارجية الأمريكية، انطوني بلينكن، مجددا الكرة في مرمى "الحماس" التي لا يزال يسعى لجعلها "العقبة الرئيسية" أمام سكان غزة ووقف إطلاق النار الذي تريده "حماس" مستدام وليس مؤقتا كما تسعى لذلك حكومة الاحتلال.

وفي هذا السياق، أكد مصدر في الفصائل الفلسطينية لم يكشف عن هويته، بأن قيادة المقاومة تبدي مرونة عالية في إطار إنجاز اتفاق يحقق مطالب شعبنا بوقف شامل للعدوان وانسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة، وتعاملت بإيجابية مع ورقة الإطار التي قدمها الوسطاء في إطار الوصول لاتفاق وصفقة جادة.

وقال إن الاتصالات دائمة بين قيادة المقاومة، والمشاورات والمفاوضات مستمرة مع الوسطاء للوصول لاتفاق جاد وحقيقي. كما شدّد بأن تهديدات الاحتلال باجتياح رفح "لن تكسر إرادة شعبنا ومقاومتنا ولن تُخضع قيادة المقاومة في المفاوضات وموقفنا ثابت، وجاهزون لحماية شعبنا والتصدي للعدوان، وعلى العالم لجم الاحتلال الفاشي ووقف الإبادة الجماعية"