دمجلس الأمن الدولي يطلب من الأمانة العامة للأمم المتحدة تقديم إحاطة حول الصحراء الغربية. تأكد نهاية الأسبوع أن الأمين العام الأممي، بان كي مون سيقوم بزيارة إلى الصحراء الغربية شهر مارس القادم، ضمن تحرك أممي للوقوف على حقيقة الأوضاع في إحدى آخر المستعمرات في إفريقيا والعالم.ولأجل ذلك، طالب مجلس الأمن الدولي نهاية الأسبوع من جيفري فلتمان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إعداد تقرير شامل وعاجل حول هذا النزاع تحسبا لهذه الزيارة. وأكدت مصادر صحراوية أن "مجلس الأمن أيد مخطط الأمين العام للأمم المتحدة لإنهاء النزاع وزيارته إلى الصحراء الغربية، معربا عن أمله في أن تتم قبل شهر أفريل القادم. 

وأضافت بوجود توافق بين أعضاء مجلس الأمن لإعطاء دعم واضح للأمين العام في جهوده لزيارة المنطقة والتوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع الذي عمر لأكثر من أربعة عقود. وأدان أعضاء مجلس الأمن العراقيل التي ما انفكت السلطات المغربية تضعها لإفشال زيارة بان كي مون المرتقبة إلى المنطقة.وتحضيرا لهذه الزيارة، التقى أحمد بخاري بجيفري فلتمان الذي تناول معه آخر تطورات القضية الصحراوية على مستوى الأمم المتحدة. وضمن سلسلة العقبات المغربية، حذرت جبهة البوليزاريو والحكومة الصحراوية في رسالة إلى الأمين العام الأممي من أن عقد دورة "كرانس مونتانا" بالداخلة المحتلة العام الجاري سيتسبب في مزيد من "التوتر بالمنطقة، معتبرة إياه خطوة "استفزازية" وعدائية أخرى تهدف إلى تشجيع النظام المغربي على الاستمرار في احتلاله اللاشرعي للصحراء الغربية.

ونبهت جبهة البوليزاريو في رسالتها إلى بان كي مون من خطورة التصرف المغربي على اعتبار أن "الصحراء الغربية لا زالت مدرجة على أجندة الأمم المتحدة كإقليم لا يتمتع بالتسيير الذاتي في انتظار تصفية الاستعمار منه. وهذا الإقليم لم يكن أبدا جزءا من المغرب الذي يواصل احتلاله اللاشرعي لأجزاء كبيرة منه منذ 31 أكتوبر 1975. وذكرت الحكومة الصحراوية بمصادقة الاتحاد الإفريقي الذي تمثل الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إحدى الدول المؤسسة له بالإجماع على بيان في قمته نهاية شهر ديسمبر الماضي، يحث المنظمة السويسرية وكل المنظمين على إلغاء الملتقى كونه سيشكل خرقا خطيرا للقانون الدولي. كما دعت القمة البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع المدني الإفريقي وكافة المنظمات إلى عدم المشاركة في الملتقى. وانتقدت جبهة البوليزاريو من جهة أخرى في رسالتها إلى بان كي مون الزيارة الاستفزازية" التي قام بها مؤخرا ملك المغرب للمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، معتبرة إياها شهادة على أن المغرب لا يرغب في التوصل إلى حل سلمي مبني على ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

وفي نفس السياق، تأسف نواب أوروبيون لتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة بالرغم من الالتزامات التي اتخذها المغرب معتبرين بأن هذه الانتهاكات ناجمة مباشرة عن عدم تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه قي تقرير المصير. وأكد البرلمانيون الأوروبيون أن المظاهرات السلمية التي ينظمها الصحراويون من أجل المطالبة بحقهم في تقرير المصير يتم "قمعها بشكل عنيف" في وقت يتم فيه إدانة المناضلين الصحراويين الذين يتم توقيفهم خلال محاكمات غير منصفة، مشيرين إلى استمرار ممارسة التعذيب والمعاملات اللانسانية وعدم احترام حريات التعبير والتجمع والإعلام والتظاهر. وذكرت بالوما لوبيث بيرميخو، النائب الأوروبي بحالة الصحفي الصحراوي محمد بن باري الذي حكمت عليه قوة الاحتلال المغربية في 12 يناير الفارط بست سنوات سجنا مؤكدة، بأن حالته "تعد دليلا إضافيا على خطورة وضع حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة للصحراء الغربية".

 واستوقفت البرلمانية في هذا الشأن فديريكا موغريني، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية حول الإجراءات التي ينبغي اتخاذها حتى يتم الحفاظ على سلامته الجسدية وكذا احترام حقوقه الأساسية ومن ثمة تبرئته، مذكرة بأن هذا الصحفي بقي معتقلا منذ 26 أغسطس 2015. وقال النواب أن "التعذيب يبقى ممارسة متكررة بالإضافة إلى تجاهل وضع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مع الحد من الحريات الفردية و العمومية من خلال مراقبة صارمة من قبل الشرطة. وذكرت النائب الأوروبية بالوما لوبيز بتنظيم تظاهرة سلمية في 20 الماضي ببوجدور لصالح حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، تم قمعها بشكل عنيف من قبل الشرطة، متسببين في العديد من الجرحى، بالإضافة إلى التوقيف التعسفي. كما استوقف النائب الأوروبي جاو فريرا السيدة موغريني حول الأشخاص الجرحى خلال مظاهرة سلمية للمطالبة بالشغل وحياة كريمة ونهاية الاحتلال بأراضي الصحراء الغربية وكذا احتجاج آخر للبطالين حاملي الشهادات تم قمعها بعنف.

وألحت النائب الأوروبية، إيناس كريستينا زوبر على حالة المواطن الصحراوي تكبار هادي الذي باشر إضرابا عن الطعام أمام قنصلية المغرب بلاس بالماس الإسبانية للمطالبة بتسليم جثة نجله محمد لمين هايد الله الذي اغتيل من قبل معمرين مغربيين بمدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية. وجاء في رد المجلس الأوروبي "في حواره السياسي مع السلطات المغربية، عبر الاتحاد الأوروبي بانتظام عن انشغاله إزاء وضع المعتقلين بالسجون المغربية ودعمه لإجراءات ترمي إلى مكافحة اللاعقاب في حالات سوء المعاملة.  وأكدت رئيسة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في ردها على سؤال للبرلمانيتين لولا سانشيز واستيفانيا توريس مارتينز، بأن الاتحاد الأوروبي يدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان ومن شأنه أن يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره.

وقررت سلسلة التوزيع السويسرية "كوب" وقف استيراد الطماطم والبطيخ المنتجين في الصحراء الغربية بداية من العام القادم بقناعة أنها متأتية من إقليم محتل، كما أنها تستنزف المياه الجوفية الصحراوية لسقيها مما يؤثر على المخزون من هذه المادة الحيوية في إقليم صحراوي. واتهمت جمعيات سويسرية مؤيدة لاستقلال الصحراء الغربية في هذا الشأن سلاسل تجارية أخرى مثل سلسلة ميغرو ودينر وفولغ السويسرية باستيراد وتسويق منتجات صحراوية بعلامات مزورة. يذكر أن الاحتلال المغربي يصدر من إقليم الصحراء الغربية أكثر من 44 ألف طن من الطماطم و20 ألف طن من البطيخ بعلامات مغربية.