اتفاقيات تعاون بين الجمهورية العربية الصحراوية وجنوب إفريقيا
مسؤول صحراوي يطالب بإنقاذ شعب الصحراء الغربية
- 824
وجّه محمد الوالي أعكيك وزير الأراضي المحتلة والجاليات الصحراوي، نداء "عاجلا" من العاصمة الإسبانية مدريد باتجاه المجموعة الدولية؛ من أجل إنقاذ الشعب الصحراوي الذي يعاني منذ أربعة عقود من الاحتلال المغربي. وقال الوزير الصحراوي غداة اختتام أشغال الندوة الأوروبية لدعم ومساندة الشعب الصحراوي، إن هذا الأخير ومنذ احتلال أرضه من قبل المغرب، يتعرض لمختلف أشكال العنف؛ مما جعل حياة أبنائه في خطر دائم.
وأكد أن هبة التضامن الدولي التي تم التعبير عنها خلال أشغال الندوة الأوروبية الـ40 لدعم ومساندة الشعب الصحراوي التي عُقدت يومي الجمعة والسبت بالعاصمة الإسبانية تحت شعار "تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية ضمان للسلم والاستقرار في المنطقة"، تُعد "التفاتة إيجابية تُحسب لصالح الكفاح الصحراوي"، و«رسالة واضحة للمستعمر المغربي، الذي يثبت عزلته على الساحة الدولية". وقال الوالي أعكيك إن "الشتات الصحراوي المقيم عبر العالم خاصة في السويد والنرويج وفرنسا وفنزويلا وإسبانيا، يقوم بعمل تحسيسي جبار تجاه الرأي العام الدولي حول الاستعمار المغربي للأراضي الصحراوية".
وفي إطار استمرار الدعم الدولي للقضية الصحراوية، تم، أول أمس بمقر وزارة الثقافة الصحراوية بمخيمات اللاجئين، توقيع اتفاقيات تعاون في المجال الثقافي بين الجمهورية العربية الصحراوية وجمهورية جنوب إفريقيا، أشرفت على توقيعها وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي ووزير الثقافة لجنوب إفريقيا إيمانويل نكوزيناثي مثيتوا، بحضور إطارات من الوزارتين. وقال وزير الثقافة الجنوب إفريقي إن هذه الاتفاقيات تندرج في إطار تعزيز التعاون بين البلدين، مؤكدا أن "كفاح الشعب الصحراوي بقيادة جبهة البوليزاريو، سيكلَّل حتما بالنصر في النهاية". وأعرب عن استغرابه التصرفات التي تقوم بها القوات القمعية المغربية إزاء الصحراويين بالمدن المحتلة، وقال: "إن الأنظمة الاستعمارية تشترك في كونها لا تتعلم الدروس؛ لأنها لم تقتنع باستحالة وقف الرغبة الجامحة للإنسانية في الكفاح من أجل الحرية".
وأشار الوزير الجنوب إفريقي إلى أن التجربة التي عاشتها جنوب إفريقيا تؤكد أن "حرية الإنسان أمر حتميّ في النهاية"، واصفا كفاح الشعب الصحراوي بـ "العجيب"، كما كان يردد القائد الراحل لحزب المؤتمر الإفريقي أوليفر تامبو؛ "لكونه كفاحا من أجل الحرية ليس من استعمار أجنبي ولكن من استعمار جار إفريقي". وأكد أن هناك أمورا مشتركة بين كفاح الشعب الصحراوي وكفاح الشعب الجنوب إفريقي؛ من منطلق أنه "عندما تتحدث عن انتفاضة الزملة التاريخية في السبعينيات بالصحراء الغربية بقيادة الوالي مصطفى السيد، لا يمكنك إلا أن تتحدث كذلك عن انتفاضة الطلبة في جنوب إفريقيا". ووجّه الوزير الجنوب إفريقي نداء إلى العالم وبشكل خاص إلى الأمم المتحدة، للتعجيل بإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية، وإيجاد مخرج لمعاناة الشعب الصحراوي.
وبينما جدّد التزام بلاده بدعم القضية الصحراوية، أكد أن تواجد الوفد الوزاري الجنوب إفريقي في مخيمات اللاجئين الصحراويين، يدخل ضمن المساعي المبذولة "لتعميق علاقات الصداقة والأخوة مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ولمواصلة المسيرة من أجل التحرير". من جانبها، وصفت وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي هذه الاتفاقيات، "بالحدث الهام جدا"، خاصة فيما يتعلق بحماية الموروث الثقافي الصحراوي المهدد بالانقراض في جانبه الشفهي، قبل أن تضيف أن هناك محطات أخرى للنقاش بين الوزارتين، سيتم خلالها التطرق لعدة قضايا ذات صلة بالقطاع الثقافي وبحماية الموروث الثقافي المادي واللامادي للشعب الصحراوي.