في وقت توعد فيه نتنياهو بتصعيد الوضع في قطاع غزة

مصر توجه دعوة لاستئناف مفاوضات القاهرة

مصر توجه دعوة لاستئناف مفاوضات القاهرة
  • 682
وجهت الخارجية المصرية أمس، دعوة رسمية باتجاه الفلسطينيين والإسرائيليين للعودة الى المفاوضات غير المباشرة بالقاهرة، بهدف التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة.
وجاء بيان الخارجية المصرية ساعات فقط بعد أن كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، بأن السلطات المصرية ستوجه دعوات الى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة الى المفاوضات غير المباشرة في محاولة أخرى لوقف الإبادة الجماعية التي تواصلها الطائرات الحربية الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وادلى الرئيس الفلسطيني بهذا التصريح بعد المحادثات التي أجراها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يكون قد اطلعه على نتائج المحادثات التي اجراها لمرتين مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن جاسم آل الثاني، وكذا مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل بالعاصمة القطرية الدوحة.
ولكن هل تنجح القاهرة في مسعاها في ظل التطورات الكارثية التي عرفها الوضع الميداني في قطاع غزة منذ استئناف الطائرات الحربية الإسرائيلية ضربها للأهداف الفلسطينية؟.
وتبدو مهمة القاهرة صعبة إذا أخذنا بالتصريحات التصعيدية التي ما انفك الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهدد بها وخاصة منذ مقتل طفل إسرائيلي في ضربة صاروخية لكتائب عز الدين القسام على جنوب الكيان الإسرائيلي المحتل.
وثارت ثائرة بنيامين نتنياهو، وجعل من مقتل هذا الطفل مبررا إضافيا لتصعيد الموقف وانتقاما له وتناسى استشهاد قرابة 500 طفل فلسطيني بأبشع الطرق وكأنهم فئران تجارب، أو أنهم ليسوا أطفالا كباقي أطفال العالم يحميهم القانون وتجعل منهم براءتهم  بعيدا عن أي صراع للكبار.
وتجاوز عدد شهداء العدوان الإسرائيلي منذ انهيار الهدنة عتبة المائة شهيد في منحى تؤكد كل المعطيات انه سائر الى أكثر من ذلك إذا أخذنا بوعيد نتنياهو، بأن حماس ستدفع ثمنا غاليا على مقتل الطفل الإسرائيلي. ولكن ماذا سيقول هذا الأخير وقد أبيدت عائلة بكامل أفرادها الخمسة امس، وهم نيام في عملية قنبلة جوية على منزلهم وبينهم أطفال أعمارهم بين العامين و12 سنة.
وابتهج جيش الاحتلال فرحا بأنه قصف 35 هدفا في قطاع غزة المدمر منذ مقتل الطفل الإسرائيلي.
وعاد الوضع في قطاع غزة إلى نفس أجواء الأيام الأولى لبدء عملية "الجرف الصامد" بعودة عمليات القنبلة الجوية ومدفعية الميدان ضمن حلقة ثانية من مسلسل عمليات التدمير الممنهج لكل ما هو قائم أو يتحرك في هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية.
ويبدو أن حكومة الاحتلال تريد تأليب سكان قطاع غزة ضد حركة المقاومة حماس، وهو هدفها المبدئي الذي أرادت تحقيقه منذ بداية عملية "الجرف الصامد" ولكنها فشلت في تحقيقه مما جعلها تعاود الكرة أمس، من خلال رسائل نصية قصيرة على هواتف الفلسطينيين ومناشير أطلقتها جوا أكدت عبرها "أن قيادة حركة حماس تريد الزج بكم في حرب ثانية، امنعوا الإرهابيين من استعمال منازلكم لممارسة أنشطتهم وابتعدوا عن كل مكان يتواجد فيه هؤلاء" في إشارة الى رجال المقاومة الفلسطينية.
وتحاول سلطات الاحتلال من خلال هذه المناشير تبرئة ذمتها من أرواح آلاف المدنيين الذين أبادتهم من بينهم أطفال ونساء وشيوخ لا علاقة لهم بالمقاومة سوى أنهم من سكان قطاع غزة. وهي أيضا طريقة ذكية من حكومة الاحتلال لتخفيف حملة الانتقادات التي طالتها في كل أرجاء العالم وبصفة خاصة في أوساط الرأي العام الغربي، الذي كشف الوجه البشع لحكومة تدّعي الديمقراطية والحرية على جثامين الرضّع والنساء الحوامل والشيوخ المقعدين.