أكدته مجموعة تفكير أمريكية:
نجاح أي استراتيجية أمنية بمنطقة الساحل مرتبط بالجزائر
- 1475
أبرزت مجموعة التفكير الأمريكية ”معهد واشنطن لاستراتيجيات الشرق الأدنى”، في دراسة جديدة لها، ضرورة تبنّي استراتيجية تعاون إقليمي جديدة في مجال الأمن في الساحل، مؤكدة أن نجاحها مرتبط بإسهام الجزائر.
وتأتي دراسة مجموعة التفكير الأمريكية التي تضم العديد من المستشارين المتخصصين في المسائل الأمنية ورجال سياسة أمريكيين، على غرار دونيس روس وهنري كيسنجر والمدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية جيمس وولسي، كرد فعل على تكثيف هجومات الجهاديين بشمال مالي في الأسابيع الأخيرة وكذا إعادة تنظيم الجماعات الإرهابية الناشطة في المنطقة.
وحسب صاحب الدراسة السيد جوزيا بورجس الذي كان يشغل منصب عقيد في القوات الجوية الأمريكية، فإن زيادة التوتر في شمال مالي وكذا ظهور جماعة المرابطين، راجعان إلى العديد من العوامل، من بينها ”الالتزام غير المنظم” للولايات المتحدة وشركائها الأجانب.
وحذّر في هذا الصدد من أن تشكل هذه التطورات الأخيرة ”مصدر قلق يتعدى حدود مالي”، مضيفا أن إعادة هيكلة صفوف الإسلامويين، تُعتبر عاملا آخر يضاف إلى الأسباب العديدة، التي تؤكد أن التطرف الأعمى ”ينتشر باتجاه الجنوب انطلاقا من المغرب العربي باتجاه الساحل الصحراوي، عبر فروع القاعدة وعناصر إجرامية قامت بإجراء تحالفات فيما بينها”.
وفي هذا السياق، ذكّر الخبير الأمريكي بتصريحات المبعوث الخاص الأممي من أجل الساحل رومانو برودي في شهر سبتمبر الفارط، حيث حذّر من كون مستوى الهشاشة ”مرتفعا جدا” في المنطقة، في ضوء تراجع الاهتمام الدولي.
كما ذكّر بالمبادرات التي تم إطلاقها لضمان استقرار دائم في هذه المنطقة، على غرار الاستراتيجية المدمجة من أجل الساحل التي صادقت عليها الأمم المتحدة في شهر جوان الفارط، والندوات التي تم تنظيمها من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي والبرنامج الأمريكي، ”الشراكة العابرة للصحراء لمكافحة الإرهاب” الذي سُطر سنة 2005.
وانتقد السيد بورجس النتائج الضئيلة للبرنامج والاختلافات بين كتابة الدولة ووزارة الدفاع الأمريكية، فيما يتعلق بتنفيذ هذا البرنامج الأمريكي.
وفي هذا الصدد، أكد الخبير الأمريكي أن نجاح أي برنامج أمريكي موجه لضمان أمن واستقرار منطقة الساحل، يعود إلى كون البرنامج ”مسطرا بالتنسيق والتعاون مع البرامج الإقليمية والدولية الأخرى”.
وأكد في هذا السياق أن ”الجزائر تُعتبر دون أدنى شك وبشكل خاص، فاعلا أساسيا في أية تسوية؛ لأن الحكومة الجزائرية في صلب مكافحة الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وهي أيضا تتوفر على القدرات والخبرة العسكرية الأكثر نجاعة في المنطقة”.
وأوضح أن ”مشاركة الجزائر ستجعل من أية استراتيجية تعاون إقليمي في المجال الأمني، مشروعا ناجحا”.