لإتاحة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين
هدنة جديدة لمدة 24 ساعة في السودان
- 606
اتفق طرفا الصراع في السودان على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتبارا من صباح أمس السبت، في جميع أنحاء السودان، لإتاحة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين والتخفيف من معاناتهم، فيما ساد الهدوء نسبيا في العاصمة الخرطوم مع دخول الهدنة القصيرة حيز التنفيذ.
بدأ سريان وقف إطلاق النار الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي للسودان (الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش) في جميع أنحاء السودان ليستمر لمدة 24 ساعة، حيث ذكر الجيش السوداني إنه وافق على الهدنة "مراعاة للجوانب الإنسانية التي يعانيها الشعب جراء العمليات الجارية"، مشددا على احتفاظه بحق التعامل مع أي خروقات قد يرتكبها المتمردون، فيما تعهدت قوات الدعم السريع بالالتزام "التام" باتفاق وفق النار "بما يخدم أغراض الهدنة"، حسب ما أفادت به تقارير صحفية.
ويهدف اتفاق الهدنة الجديد إلى التمكين من وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف والمساهمة في تعزيز تدابير الثقة بين الطرفين، بما يسمح باستئناف المباحثات بين الطرفين، وفقا لما جاء في بيان للوساطة السعودية-الأمريكية بخصوص هذه الأزمة التي توشك على إنهاء شهرها الثاني. ويأتي إعلان الهدنة بعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض، حيث أقر نظيره السعودي فيصل بن فرحان، بأن مساعي وقف النزاع لم تحقق "نجاحا كاملا"، مؤكدا مواصلتها.
بالموازاة مع ذلك أخطرت وزارة الخارجية السودانية، الخميس الفارط، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بأن رئيس بعثة "يونيتامس" فولكر بيرتس "شخص غير مرغوب فيه على أراضيها". وردا على ذلك، أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن اعتبار الحكومة السودانية موفد المنظمة الدولية شخصا غير مرغوب فيه "يتنافى" ومبادئ الأمم المتحدة و«لا يمكن تطبيقه"، وقال إن "صفة بيرتس لم تتبدل حاليا، ويبقى موقف الأمين العام كما عبر عنه أمام مجلس الأمن الأسبوع الفارط، في إشارة إلى "الثقة المطلقة" التي عبر عنها غوتيريش مرارا حيال موفده إلى السودان.
التأكيد على ضرورة توصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين
وبخصوص الأوضاع الانسانية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، في ظل احتدام الصراع في البلاد، أعرب منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيث، عن الأمل في أن يؤدي الاتفاق على وقف الأعمال العدائية في السودان، إلى فتح نافذة أمام توصيل المساعدات الإنسانية لمن تشتد حاجتهم إليها.
وقال غريفيث "إن الوضع في العاصمة السودانية الخرطوم خطير للغاية وإن الناس بها يحتاجون بشدة إلى مثل هذه المساعدات". وأضاف أن الأمم المتحدة تتواصل بشكل مكثف مع الطرفي النزاع ممثلين في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لوضع التدابير الملائمة لتحرك قوافل الإغاثة الإنسانية، لافتا إلى أنه "تم الاتفاق على تنفيذ عملية إنسانية عبر الحدود من تشاد إلى غرب دارفور، وأن هذه العملية ستقيم مستوى الاحتياجات والمعاناة وتوفر المساعدات للناس الذين لم يحصلوا على أي إمدادات منذ أسابيع". وشدد المسؤول الأممي على أهمية بدء عملية سياسية في السودان تنهي الحرب وتعالج أسباب اندلاعها وتعيد السودان إلى الحكم المدني.
البرهان يبحث مع رئيس الاتحاد الإفريقي الجهود المبذولة لحل الأزمة
على صعيد آخر، تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أمس، اتصالا هاتفيا من رئيس الاتحاد الافريقي، رئيس جزر القمر غزالي عثماني، لبحث الجهود المبذولة لحل الأزمة في السودان، حسب ما أفادت به وكالة الانباء السودانية (سونا)، حيث تم التطرق خلال الاتصال، للجهود المبذولة لحل الأزمة في السودان بالرغم من فشل جميع الهدن. وأكد رئيس الاتحاد الإفريقي على ضرورة أن يكون الحل إفريقيا لإحلال السلام في السودان، فيما شدد البرهان من جهته، على أن حكومة السودان مع أي حل ينهي النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع ويعيد الطمأنينة للشعب السوداني.
وتشهد الخرطوم ومدن أخرى، منذ 15 أفريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في أحد أفقر دول العالم، حيث أدى القتال إلى نزوح أكثر من 1,9 مليون شخص، عبر أكثر من 400 ألف منهم الحدود إلى البلدان المجاورة.