22 دولة تضغط من أجل إدخال المساعدات من دون قيود إلى غزة
هل بدأ العالم يتحرّك لوقف آلة التقتيل الصهيونية؟

- 168

يبدو أن الخناق بدأ يشتد أكثر فأكثر على حكومة الاحتلال الإسرائيلية التي تواجه في الآونة الأخيرة سيلا من الانتقادات الحادة وغير المسبوقة، أصبحت تطالها حتى من أقرب حلفائها الغربيين، بسبب مواصلة قتلها للأبرياء في قطاع غزة وانتهاجها لسياسة تجويع ممنهج لم يعد العالم بعواصمه الكبرى ومختلف منظماته وهيئاته قادرا على البقاء في خانة المتفرج عليها والتزام الصمت.
جاء التحرّك، أمس، من لندن مدينة الضباب لتعبر بطريقتها عن امتعاضها ورفضها لما يقترفه الكيان الصهيوني من مجازر مروعة في حقّ الإنسان الفلسطيني، متجاوزة هذه المرة الدعوات وبيانات الإدانة والاستنكار، بإعلانها عن إجراءات للضغط على حكومة الاحتلال لحملها بوقف عدوانها على غزة.
وأعلنت المملكة المتحدة عن تعليق مفاوضاتها مع إسرائيل بخصوص اتفاق للتبادل الحرّ في نفس الوقت الذي استدعت فيه وزارة الخارجية البريطانية السفيرة الإسرائيلية في لندن، في خطوة سرعان ما رفضها الكيان الصهيوني بعدما استشعر مدى أهميتها وخطورتها في سياق اتساع حملة الضغط الدولية عليه.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وصف الوضع في القطاع بأنه "لا يحتمل"، مؤكدا أن حكومته تعمل بشكل مكثف مع الحلفاء لتنسيق ردّ دولي على هذا التصعيد. وقال إنه "وضع خطير للغاية وغير مقبول.. ولهذا السبب نعمل مع القادة الآخرين بشأن كيفية الردّ عليه".
وتواصل بريطانيا تحرّكاتها للضغط على إسرائيل وهي التي طالبت إلى جانب 21 دولة أخرى من بينها كندا واليابان وأستراليا وألمانيا الاحتلال الصهيوني بـ"السماح مجدّدا بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري" إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وأصدرت هذه الدول بيانا مشتركا، جاء فيه أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية "لا يمكنها دعم" الآلية الجديدة لتسليم المساعدات في غزة التي اعتمدها الاحتلال. وكتبت وزارات خارجية كل من أستراليا وكندا والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيسلندا وإيرلندا وإيطاليا واليابان ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة، أن سكان قطاع غزة "يواجهون المجاعة وعليهم الحصول على المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة".
واعتبر الموقّعون أنّ "نموذج التوزيع الجديد" الذي قرّره الاحتلال الصهيوني "يعرّض المستفيدين والعاملين في المجال الإنساني للخطر ويقوّض دور واستقلالية الأمم المتحدة وشركائنا الموثوقين ويربط المساعدات الإنسانية بأهداف سياسية وعسكرية". وأكدوا أنه لا ينبغي تسييس المساعدات الإنسانية على الاطلاق. ويجب ألا يتم تقليص مساحة القطاع أو إخضاعه لأي تغيير ديموغرافي.
من جهتها، طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الاحتلال الصهيوني برفع الحصار فورا وتوصيل المساعدات إلى المدنيين دون تأخير. وشدّدت خلال زيارتها إلى لندن على ضرورة أن تصل المساعدات إلى المحتاجين في القطاع بشكل فوري، واصفة الوضع بأنه غير مقبول.
وإلى جانب المواقف الرسمية، بدأت أصوات شخصيات غربية تتعالى وتطالب العالم الغربي والأوروبي على وجه الخصوص بالتحرّك الفعلي لوقف الاحتلال الصهيوني عند حده. وجاءت الدعوة هذه المرة على لسان رئيس الوزراء الفرنسي الاسبق، دومينيك دو فيلبان الذي صعّد من لهجته ضد إسرائيل بعدما طالب الغرب الذي وصفه بأنّه "عاجز بشكل مرعب" إلى "عزل إسرائيل اقتصاديا واستراتيجيا" لمواجهة هدف ترحيل سكان غزة. وقال "نحن أمام مخطط إسرائيلي... وبعد إعادة احتلال غزة ستكون المرحلة الثانية هي الترحيل.. الهدف السياسي لبنيامين نتنياهو وحكومته هو ترحيل سكان غزة، وهو ما يعتبر دليلا على التطهير العرقي والتطهير الإقليمي".
وأضاف أن "هناك ثلاثة أشياء يجب القيام بها على الفور"، مقترحا تعليق الاتفاق الأوروبي مع إسرائيل فورا، حيث ذكر أن معظم تجارة إسرائيل تتم مع أوروبا، فرض حظر على الأسلحة على كافة الدول الأوروبية. وإحالة الحكومة الإسرائيلية والسلطات العسكرية الإسرائيلية الرئيسية إلى المحكمة الجنائية الدولية... من خلال الكتابة بشكل جماعي إلى المحكمة.
"حماس" ترحّب ببيان الدول الغربية الرافض للإبادة والتجويع
رحّبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالبيان المشترك الصادر عن قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، الذي عبّر عن موقف مبدئي رافض لسياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال الفاشي ضد سكان قطاع غزة وللمخططات الصهيونية الرامية إلى الإبادة الجماعية والتهجير القسري. وقالت الحركة إنها تعد "هذا الموقف خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة الاعتبار لمبادئ القانون الدولي، التي سعت حكومة الإرهابي نتنياهو إلى تقويضها والانقلاب عليها"، داعية إلى ترجمته بشكل عاجل إلى خطوات عملية فاعلة تردع الاحتلال ووضع حدّ للمأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بفعل آلة الحرب الصهيونية.
كما جدّدت مطالبة الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي وسائر دول العالم الحر إلى التحرّك العاجل واتخاذ مواقف حازمة وإجراءات ملموسة لوقف العدوان الصهيوني الهمجي ولجم جرائم الاحتلال المتواصلة والعمل الجاد على محاسبة هذا الكيان المارق ومعاقبة قادته كمجرمي حرب بما يضمن حماية المدنيين ووضع حد لفاشية الاحتلال.
وتواصل مختلف المنظمات الدولية والاممية الحقوقية والإنسانية الضغط على حكومة الاحتلال لحملها على فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وسط تحذيرات متوترة من التبعات الخطيرة لسياسة التجويع في حقّ مليوني و400 ألف فلسطيني في غزة. ففي هذا السياق، شدّد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن، على ضرورة وقف إطلاق النار ووقف سفك الدماء والمعاناة في غزة، داعيا إلى السماح بدخول الغذاء والإمدادات الطبية للقطاع.
وقال إن "نصف مليون شخص نزحوا من جميع أنحاء القطاع منذ منتصف مارس الماضي، فيما تعرض النظام الصحي إلى ضغوط هائلة ونقص في الإمدادات". كما دعا برنامج الأغذية العالمي من جهته المجتمع الدولي إلى التحرّك بشكل عاجل لإعادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
مسؤولو الاحتلال يعترفون بقتل الأطفال وتهجير المدنيين
50 شهيدا في ظرف 5 ساعات بغزة
أدانت سلطات غزة، أمس، بأشد العبارات المجازر الدموية المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحقّ المدنيين العزل في قطاع غزة، والتي تصاعدت منذ فجر يوم أول أمس بشكل همجي ومركّز واستهدفت بشكل مباشر منازل آمنة ومأهولة ومراكز إيواء ومستشفيات ومراكز توزع الطعام على الجوعى والمنكوبين في سلوك إجرامي يرقى إلى جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان.
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أنه في ظرف الساعات الخمس الأولى من فجر أمس، أسفر القصف الوحشي الذي شنّه الاحتلال الصهيوني على القطاع عن استشهاد أكثر من 50 مدنيا من بينهم 33 من الأطفال والنساء والمسنّين في مشهد دموي مروع يجسّد جريمة مكتملة الأركان ويظهر إصرار الاحتلال على استخدام آلة القتل والتجويع كوسيلتين للحرب ضد السكان المدنيين في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية.
وتزامن ذلك مع إعلان هيئة الأمم المتحدة أنّ عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة يؤدي إلى استشهاد امرأة كل ساعة. مشيرة إلى أن "أكثر من 28 ألف امرأة وفتاة استشهدن في غزة منذ بدء الحرب من بينهن آلاف الأمهات اللواتي تركن وراءهن أطفالا وعائلات ومجتمعات مدمّرة".
والمفارقة أنّ هذه المجازر ترافقها تصريحات عنصرية غير مسبوقة لمسؤولين صهيونيين يقرّون بعظمة لسانهم بأنهم مجرمون يتلذذون بسفك الدم الفلسطيني. وهو ما أكده يائير غولان النائب السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الذي اعترف صراحةً بأن جيش الاحتلال "يخوض حرباً ضد المدنيين" وأنه "يقتل الأطفال كهواية" وأن هدفه الأساسي هو "تهجير السكان"، ما يمثل إقرارا واضحا من داخل المؤسّسة العسكرية الإسرائيلية بجريمة الإبادة الجماعية الجارية ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد المكتب الإعلامي أن هذا السلوك الإجرامي، مدعوم بهذا النمط من التصريحات المليئة بالكراهية والتحريض، يظهر الوجه الحقيقي للاحتلال بوصفه نظاما استعماريا عنصريا يمارس الإرهاب المنظم على مرأى ومسمع من العالم. وحمل هذا الاحتلال الجائر والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النّكراء الوحشية، بدعمهم السياسي والعسكري والدبلوماسي اللامحدود لهذا الاحتلال.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالخروج من صمتهم المشين والتحرّك العاجل والفوري لوضع حدّ لهذه المجازر البشعة ومحاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب. كما دعا وسائل الإعلام الحرة والمؤسّسات الحقوقية وأحرار العالم إلى فضح هذه الجرائم المستمرة ونقل الحقيقة للعالم دون مواربة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يواجه آلة القتل والدمار بكل شجاعة وثبات.
قالت إنه يتظاهر كذبا بالمشاركة في العملية التفاوضية
" حماس" تحذّر من محاولة نتنياهو تضليل الرأي العام العالمي
حذّرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أن استمرار تواجد الوفد الصهيوني المرسل إلى الدوحة، رغم ثبوت افتقاره لأي صلاحية للتوصل إلى اتفاق، محاولة مكشوفة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي والتظاهر الكاذب بالمشاركة في العملية التفاوضية.
كشفت الحركة في بيان أمس أنّ "الوفد الصهيوني يواصل تمديد إقامة وفده يوما بيوم دون الدخول في أي مفاوضات جادة، حيث لم تجر أي مفاوضات حقيقية منذ يوم السبت الماضي". وقالت إنّ "تصريحات نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، محاولة لذر الرماد في العيون وخداع المجتمع الدولي، حيث لم تدخل حتى الآن أي شاحنة إلى القطاع، بما في ذلك تلك الشاحنات القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم ولم تتسلمها أي جهة دولية".
وحذّرت من أنّ تصعيد العدوان الصهيوني والقصف المتعمد للبنية التحتية المدنية وارتكاب المجازر الوحشية بحقّ الأطفال والنساء بالتزامن مع الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر وخلال وجود الوفود في الدوحة، يفضح نوايا نتنياهو الرافضة لأي تسوية ويكشف تمسّكه بخيار الحرب والدمار. كما حمّلت "حماس" حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إفشال مساعي التوصل لاتفاق في ضوء تصريحات مسؤوليها الواضحة" بعزمهم مواصلة العدوان وتهجير أبناء شعبنا من أرضهم في تحد صارخ لكل الجهود الدولية.
تستهدف مجموعة من رموز الحركة الأسيرة
منظومة السجون الصهيونية تمارس محاولات للتصفية
حذّرت مؤسّسات الأسرى الفلسطينية، أمس، من أن التصعيد المستمر الذي تمارسه منظومة السجون الصهيونية والذي اتخذ منحى أكثر خطورة على مصير آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، في وقت يواصل فيه الاحتلال جريمة الإبادة الجماعية دون أدنى اعتبار للمجتمع الدولي الإنساني.وقالت مؤسّسات الأسرى، وهي هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين ونادي الأسير الفلسطيني ومؤسّسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، في بيان مشترك، أن قضية الأسرى والمعتقلين تشكّل اليوم "أبرز أوجه هذه الإبادة"، مشيرة إلى استشهاد 69 أسيرا ومعتقلا في السجون والمعسكرات منذ بدء حرب الإبادة. وهم فقط من تمّ الإعلان عن هوياتهم إلّى جانب العشرات من الشهداء الذي يواصل الاحتلال إخفاء هوياتهم وتحديدا الشهداء المعتقلين من غزة بما يشكل "امتدادا لجرائم تاريخية".
وأضافت أن منظومة سجون الاحتلال الصهيوني "مستمرة في إنتاج المزيد من الأدوات والأساليب عبر آلة توحّش تهدف إلى قتل وتصفية قيادات من الحركة الأسيرة بشكل ممنهج تتشارك فيه أجهزة الاحتلال عبر مخطط واضح". وكشفت الهيئات الحقوقية الثلاث عن "محاولة تصفية عدد من قيادات الحركة الأسيرة المعزولين في زنازين انفرادية عبر عمليات قمع متواصلة تستخدم فيها قوات القمع كافة الأسلحة وذلك امتدادا إلى سلسلة اعتداءات وعمليات تعذيب وإرهاب مارستها بحقّهم وبشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة بقطاع غزة".