بعد تشكيك ترامب وبومبيو في إمكانية نجاحها

هل تتجه «صفقة القرن» الأمريكية نحو الفشل؟

هل تتجه «صفقة القرن» الأمريكية نحو الفشل؟
هل تتجه «صفقة القرن» الأمريكية نحو الفشل؟
  • 746
ص. م ص. م

يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد استشعرت فشل «صفقة القرن» التي روجت لها بمثابة الحل «السحري» للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي القائم منذ عدة عقود، وعجزت كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة على تسويته حتى قبل الإفصاح عن مضمونها بعدما أدركت أخيرا عدم جدوى خطة تسوية أُعدت من جانب واحد.

وبدا ذلك واضحا من خلال تصريحات الرئيس دونالد ترامب أمس، التي أكد من خلالها شكوك وزير خارجيته مايك بومبيو في إمكانية فشل صفقة القرن، حيث قال إن شكوك بومبيو «قد تكون صحيحة» بخصوص جدوى الصفقة. وأضاف: «إننا نفعل كل ما بوسعنا لمساعدة الشرق الأوسط بوضع خطة سلمية للتسوية، وإذا استطعنا التوصل إلى خطة سلام في الشرق الأوسط، فسيكون ذلك جيدا».

وكان وزير الخارجية الأمريكي أبدى تشاؤمه إزاء حظوظ نجاح مخطط التسوية الجديد، الذي عكف صهر ومستشار الرئيس الأمريكي جارد كوشنر، على إعداده لعدة أشهر، ووعد بأن يحمل حلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعقد بعيدا عن المقاربات التقليدية القائمة على مبدأ حل الدولتين.

وحسب صحفية «واشنطن بوست» فإن بومبيو أكد في لقاء خاص جمعه أول أمس بمؤتمر الرؤساء الرئيسيين للمنظمات اليهودية الأمريكية، إمكانية رفض الخطة الأمريكية. وعبّر عن اعتقاده عدم إمكانية تطبيقها؛ حيث قال إنه «يتفهم لماذا يعتقد الناس أنه يمكن فقط للإسرائيليين أن يقبلوها» بالنظر إلى الأهمية التي توليها بلاده لإسرائيل.

لكن بومبيو حاول الإبقاء على قليل من الأمل بعدما دعا بطريقة ضمنية الفلسطينيين الذين أعربوا مرارا وتكرارا عن رفضهم لصفقة القرن، إلى الاستماع على الأقل إلى مضمونها قبل رفضها فورا.

والمفارقة أن ليس الفلسطينيون فقط هم من أعلنوا رفضهم المطلق لهذه الخطة، بل دعمتها قوى أخرى على غرار روسيا والصين وحتى الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الموقف الذي اتخذته كل من القمة العربية والإسلامية مؤخرا بمكة المكرمة، والتي أبدت جميعها مواقف رافضة لمحاولة القفز على الشرعية الدولية وتمييع القضية الفلسطينية، ويكون ذلك جعل إدارة ترامب تدرك أو بمعنى أصح، تقر بفشل خطتها أياما قليلة من استعدادها للكشف عن جانبها الاقتصادي في مؤتمر بالبحرين الذي تُعد لتنظيمه يومي 25 و26 جوان الجاري، والذي دعت القيادة الفلسطينية الدول العربية لمقاطعته، معلنة رفضها لمبدأ السلام مقابل الازدهار الذي يحمله شعار المؤتمر.

كما يأتي في وقت حاول مهندس صفقة القرن جارد كوشنر، الترويج لها وكسب دعم دول عربية وغربية خلال زيارته الأسبوع الماضي للمغرب والأردن، ثم إسرائيل، والتي يختتمها بزيارة سويسرا وبريطانيا.

ويبدو أن كوشنر نفسه لم يحظ بالدعم المطلوب لخطة أثير الكثير من الجدل من حولها، بعد التسريبات التي أكدت انحيازها المفضوح للطرح الإسرائيلي وبسبب مواقف إدارة أمريكية، صبت كلها في صالح إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية المغتصبة؛ بدليل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، واعتراف واشنطن بهذه الأخيرة عاصمة للكيان العبري في انتهاك صارخ للشرعية الدولية.

وفي محاولة منه لإمساك العصا من الوسط أقر كوشنر أمس بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، لكنه اعتبر، بالمقابل، أنهم في الوقت الحالي غير قادرين على تسيير شؤونهم حتى إنه شكّك في إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعيدة عن أي تدخل إسرائيلي.