في ظل استشهاد 220 فلسطيني بينهم 63 طفلا
هل يضغط بايدن باتجاه وقف لإطلاق النّار؟

- 875

انقلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، على موقفه الرافض لوقف اطلاق النار في غزّة بـ 180 درجة بعد أن راح يلح على الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بوقف عدوانه "اليوم" تمهيدا لاتفاق لوقف إطلاق النّار في غزّة.
وأكدت الرئاسة الأمريكية بعد اتصال أجراه بايدن ونتانياهو، أمس، أن " الرئيس أكد للوزير الأول أنه يريد تهدئة فورية للوضع تحضيرا لوقف نهائي لإطلاق النار. وجاءت حدة اللهجة الأمريكية بعد تكثيف الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته بشكل غير مسبوق أمس، على قطاع غزّة وبعد أن أكد نتانياهو، أن قرار وقف اطلاق النار سيتخذه متى رأى الوقت المناسب لذلك وبالشروط التي يراها، حتى وإن استدعى الأمر تدمير غزّة عن آخرها في تحد صريح لكل النداءات الدولية التي طالبت بوقف العدوان الذي دخل يومه العاشر وخلّف استشهاد 220 فلسطيني ثلثهم من الأطفال. ولا يستبعد أن تكون الأصوات المتصاعدة داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي بوقف العدوان، واتخاذ موقف أكثر صرامة ضد نتانياهو هي التي جعلت الرئيس بايدن، يعيد مراجعة موقفه الذي ساند طيلة أسبوع منذ بدء العدوان الغارات الجوية وتقتيل 63 طفلا فلسطينيا بدعوى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
كما لا يستبعد أن يكون إطلاق قذائف صاروخية انطلاقا من الأراضي اللبنانية باتجاه العمق الإسرائيلي أمس، ورد إسرائيل عليها ضمن تطور جديد في تداعيات العدوان سببا آخر في تحول موقف الإدارة الأمريكية التي خشيت فتح جبهة مواجهة مع حزب الله اللبناني مع كل التعبات التي يمكن أن تنجم عن ذلك وتداعياتها على كل المنطقة العربية والتي من شأنها أن تجعل إسرائيل عاجزة على التصدي لضربات من لبنان وأخرى من غزّة وحتى من سوريا. وهي جبهات قتال إن هي فتحت فإنه لا أحد بإمكانه غلقها مع كل مخاطر ذلك على الوضع العام في منطقة عربية، لم تعش الاستقرار منذ أحداث الحرب الاهلية في سوريا والعراق. ووسع الطيران الحربي الإسرائيلي نطاق عملياته الجوية إلى مدينتي خان يونس وباتجاه مدينة رفح الى جنوب القطاع ضمن تصعيد إجرامي خلّف لأول مرة منذ بدء العدوان في العاشر من الشهر الجاري، استشهاد أول صحفي فلسطيني يعمل لقناة تلفزيون "الأقصى" التابعة لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" بعد استهداف منزله بضربات جوية.
وفي ظل استمرار العدوان الغادر وفشل المجموعة الدولية في احتواء الوضع والكارثة الإنسانية التي أصبحت تهدد سكان قطاع غزّة، فشلت كل المساعي الدبلوماسية على مستوى مجلس الأمن الدولي، لصياغة مشروع لائحة توافقية تحظى بموافقة كل الدول الأعضاء بسبب تباين المقاربات والحسابات السياسية لكل دولة. وفي الوقت الذي تمسكت فيه الصين وتونس والنرويج بمشروع لائحتها التي تدعو الى وقف للقتال، حماية للمدنيين، تقدمت فرنسا بشكل منفرد أمس، بمشروع لائحة ثانية ما لبثت الولايات المتحدة أن رفعت ورقة "الفيتو" في وجهها، في انتظار مدى تأثير دعوة الرئيس بايدن باتجاه نتانياهو لوقف عدوانه أمس.
وفي ظل هذا التخاذل قال السفير الفلسطيني لدى الامم المتحدة، رياض منصور، إن "العار سيلاحق مجلس الأمن الدولي الذي فشل حتى الآن في تبنّي بيان موحد للدعوة إلى وقف إطلاق النار، فيما اكتفت اللجنة الرباعية الدولية بإصدار موقف مخفف لا يعكس تطلعات الفلسطينيين. وطالب منصور، المجتمع الدولي بالقيام بتحرك فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وفي مقدمتها التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزّة. وأضاف أن الهيئة المسؤولة عن الدفاع عن الأمن والسلام في العالم لم تتمكن على مدار ثلاث جلسات طارئة من تبنّي موقف موحد، ولا حتى الدعوة إلى وقف لإطلاق النار ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني "بسبب عضو واحد لم يسمح بالقيام بذلك في إشارة الى الولايات المتحدة.