في اليوم العالمي للسلام
..وماذا عن تقرير مصير الشعب الصحراوي؟
- 1216
❊ الصحراء الغربية تنتظر إنصافا و"فيتو" نزيه يحرّرها من الاحتلال
يحتفل العالم هذا الاثنين، باليوم الدولي للسلام الموافق لـ 21 سبتمبر من كل عام، والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ سنة1981 ضمن مسعى لترسيخ المثل العليا للسلام بين جميع الشعوب والأمم من خلال تخصيص يوم لرفض العنف ووقف إطلاق النار عبر جميع أنحاء المعمورة.
وتدعو الأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لها والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية والأفراد، إلى الاحتفال بهذا اليوم بصورة هادفة، بما في ذلك عن طريق التعليم وتوعية الجمهور والتعاون معها في تحقيق وقف إطلاق النار على النطاق العالمي.
واختارت لعام 2020 موضوع "تشكيل السلام معا" للاحتفال بهذا اليوم الذي يأتي في ظرف جد حساس يميزه انتشار جائحة كورونا في كل دول العالم بدون استثناء، والتي وجدت نفسها لأول مرة أمام عدو واحد وهو فيروس كوفيد ـ 19.
وكان الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، قد دعا شهر مارس الماضي جميع الأطراف المتحاربة إلى إلقاء أسلحتها والتركيز على المعركة ضد هذا الوباء العالمي الذي لم يسبق له مثيل، والذي غير بعض المفاهيم بأن ما يحدث في جزء واحد من الأرض يمكن أن يؤثر في الناس في كل مكان، بما يفرض على العالم أجمع ضرورة توحيد الأفكار وتبادلها بشأن كيفية تجاوز هذه العاصفة الهوجاء وبما يمكن من تعافيه وتغييره إلى الأفضل.
ورغم أن الرسالة كانت موجهة للأطراف المسلحة والمتنازعة في مختلف مناطق الصراع وبؤر التوتر المشتعلة في مناطق عدة من العالم، إلا أن واقع الحال يقول عكس ذلك في ظل بقاء شعوب بأكملها تحت نير الاحتلال. بل وهناك من اتخذ من أزمة كورونا العالمية فرصة لربح مزيد من الوقت وغطاء لمواصلة خروقاته وانتهاكاته ضد حق الآخرين، وما القضية الصحراوية إلا خير مثال على ذلك.
والمفارقة مثلما يؤكده متابعون، أن المنظمة الأممية التي تدعو الجميع لمساعدتها على نشر ثقافة السلام، بقيت هي وكل هياكلها وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي عاجزة وطيلة عقود عن إنصاف الشعب الصحراوي الذي سلب الاحتلال المغربي أراضيه عنوة ونهب خيراته وثرواته عمدا ويتعرض أبناءه لكل أنواع الانتهاك والبطش لأبسط الحقوق.
ويحدث كل ذلك أمام أعين بعثة "مينورسو" التي أرسلتها منذ عام 1991 إلى الصحراء الغربية في إطار اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والمغرب، ضمن مهمة واضحة لتنظيم استفتاء تقرير المصير، حيث لم تتمكن إلى اليوم من تنفيذ تلك المهمة المشروعة والانسانية التي أنشئت من أجلها.
بل وأكثر من ذلك، فحتى مطالب الصحراويين وكل المنظمات الدولية الحقوقية والانسانية القاضية بضرورة توسيع على الأقل مهام "المينورسو" لتشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان في الإقليم المحتل تصطدم في كل مرة بـ"فيتو" بعض البلدان الشاذة المناهضة لمبدأ حقّ تقرير مصير الشعوب المحتلة والمستعمرة، على مستوى مجلس الأمن لأسباب مفضوحة ومصالح تذمّها المواثيق الدولية.
ودون الغوص في تغليب منطق المصالح على حساب السلام وحقوق الشعوب، يبقى الاحتفال بهذا اليوم وفق ما تصبو إليه المنظمة الأممية، وكلّ شعوب العالم التواقة إلى السلم والسلام، يتطلب أولا إرادة قوية من هؤلاء وأولئك لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا مصنفة في قائمة اللجنة الرابعة الأممية ضمن الأقاليم الـ 17 عبر العالم التي لا تزال تنتظر تصفية الاستعمار منها.
ثم أن اختيارها لموضوع "تشكيل السلام معا" للاحتفال بهذا اليوم لهذه السنة، يتطلب أيضا التزاما صادقا من جميع الأطراف المتنازعة لإثبات نواياها الحسنة في إحلال سلام تنعم به كل الشعوب المغلوب على أمرها حال الشعب الصحراوي وليس سلام حسب مقاس ومفهوم هذه الجهة أو تلك.