في اليوم الأول من العصيان المدني في السودان
4 قتلى في تصعيد جديد بين المحتجين وقيادة الجيش
- 751
لقي أربعة متظاهرين سودانيين مصرعهم في المواجهات التي اندلعت، أمس، بمناسبة اليوم الأول من ”العصيان المدني” الذي دعت إليه حركة الحرية والتغيير التي تقود المظاهرات الاحتجاجية في السودان لإرغام المجلس العسكري الانتقالي على الرحيل بعد فشل المفاوضات بينهما حول مسألة من تؤول له السلطة في الخرطوم.
وقالت مصادر طبية قريبة من الحراك الشعبي في العاصمة السودانية إن الثلاثة في العشرين من العمر وقد قتل أحدهم بطلقة على مستوى الصدر بينما أصيب الآخران بطعنات في مناطق مختلفة من جسديهما.
وتحوّلت مدينة الخرطوم إلى ساحة مواجهات مفتوحة بين تعزيزات قوات الشرطة وآلاف المتظاهرين الذين حاولوا إقامة حواجز ومتاريس في الشوارع الرئيسية والتي سبق لقوات الأمن أن نزعتها بداية الشهر الجاري مما تسبب في مواجهات خلّفت مقتل 115 متظاهر. وأكدت حركة الحرية والتغيير التي تتزعم الحراك الشعبي المتواصل في هذا البلد منذ 18 ديسمبر الماضي بعد قرار الرئيس المخلوع عمر البشير رفع أسعار رغيف الخبز، أن إقامة المتاريس وغلق الطرقات في العاصمة الخرطوم يندرج ضمن الدعوة إلى شنّ هذا العصيان بهدف شلّ كل مظاهر الحياة والضغط على المجلس العسكري من أجل التنحي وعودة جنرالاته إلى ثكناتهم وتشكيل هيئة انتقالية من شخصيات مدنية مهمتها التحضير لتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في البلاد.
وأكدت قيادة هذه الحركة أن ”العصيان المدني والإضراب العام يبقيان أفضل وسيلتين من أجل تحقيق مطالب المحتجين في الحياة أمام بطش عناصر المليشيات”، في إشارة إلى مليشيات مسلحة يقودها جنرال في المجلس العسكري الانتقالي. ولم تتوان قوات الشرطة في اللجوء إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في شوارع العاصمة الخرطوم الذين أقاموا حواجز بالعجلات المطاطية والمتاريس وجذوع الأشجار لمنع تقدم عربات الشرطة عبرها.
ويعد العصيان المدني آخر ورقة يلجأ إليها متزعمو الحراك الشعبي بعد أن اقتنعوا أن محاولاتهم لتشكيل حكومة مدنية لتسيير المرحلة الانتقالية انهارت بانهيار آخر المفاوضات بينهم وبين قيادة الجيش التي اتهموها بمحاولة الاستمرار في قيادة البلاد رغم رحيل الرئيس عمر البشير.
وهو ما يؤكد على تصعيد في أفق القبضة المستفحلة بين نقيضي السلطة في السودان رغم مساعي الوساطة التي باشرها الوزير الأول الإثيوبي، بي احمد في محاولة منه لإيجاد أرضية توافقية بينهما وبما يفتح الطريق أمام جولة مفاوضات جديدة قد تمهد لاتفاق نهائي.
ويبدو من خلال آخر تطوّرات المشهد السوداني أن هذه المحاولة آيلة إلى فشل محتوم بعد تجدّد المواجهات وانتهاج كل طرف لوسيلته في فرض منطقه على الآخر، وهو ما يرشّح هذا البلد للدخول في متاهة شدّ وجذب لا متناهية مع احتمالات انفلات الوضع باتجاه الأسوأ.