أعيد فتحه لأول مرة منذ إغلاقه في بداية العدوان الصهيوني على غزة

50 جريحا يغادرون القطاع عبر معبر رفح للعلاج

50 جريحا يغادرون القطاع عبر معبر رفح للعلاج
  • 463
ص. محمديوة ص. محمديوة

❊ إطلاق سراح 183 أسير فلسطيني ضمن الدفعة الرابعة

غادرت، أمس، من قطاع غزة أول دفعة من الجرحى والمرضى الفلسطينيين تضم 50 شخصا للعلاج في الخارج عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، الذي أعيد فتحه لأول مرة منذ إغلاقه في بداية العدوان الصهيوني على غزة، وذلك وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار.  

في تصريح للصحافة الوطنية، قال ممثل حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في الجزائر، يوسف حمدان، إن هذه المرحلة من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار التي تتضمن خروج الدفعة الأولى من جرحى المقاومة للعلاج في الخارج "لها دلالة سياسية هامة على فشل مشاريع الاحتلال في عزل القطاع وتدمير المعبر ومحاولات فرض إرادات سياسية على شعبنا الفلسطيني"، وأضاف بأن الطرف الذي سيدير المعبر هو فريق فلسطيني، ولن يكون للاحتلال يد في إدارة شأن هذا المعبر الذي يربط فلسطين بالعالم عبر مصر.

وكان معبر رفح واحدا من أهم النقاط التي جرى عليها التفاوض خاصة وأنه يعد المتنفس الوحيد لسكان غزة على العالم وقد أغلقه الاحتلال الصهيوني مع بداية عدوانه على غزة، حيث منع خروج الجرحى والمرضى والنازحين الذين حاصرهم في بقعة جغرافية صغيرة ومنع عنهم دخول الوفود الطبية والمساعدات الإنسانية.  

وتزامن فتح معبر رفح مع إنجاز دفعة رابعة من عملية تبادل الأسرى، والتي شملت الإفراج عن ثلاثة أسرى إسرائيليين من ضمن الحالات الإنسانية والمرضى، أسيران منهم في خانيونس وواحد في منطقة الشاطئ غرب مدينة غزة بالقرب من موقع مشروع الميناء الأمريكي الذي تمّ تفكيكه وسحبه بعد فترة قصيرة من إنشائه لأغراض مشبوهة.

وبموجب هذه المرحلة جري بالمقابل الإفراج عن عدد 183 أسير منهم 18 من ذوي المؤبدات و54 من ذوي الأحكام العالية وأكثر من 111 أسير من أبناء قطاع غزة ممن تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر.

وكانت "هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية" و«نادي الأسير الفلسطيني" و«مكتب إعلام الأسرى" قد أعلنوا، أول أمس، قائمة بأسماء 183 أسير سيفرج عنهم في إطار الدفعة الرابعة من بينهم 111 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023 بقطاع غزة.

وأظهرت المشاهد القادمة من غزة التنظيم المحكم ونجاح عملية التبادل التي نفذتها "كتائب القسام" الجناح المسلّح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بتنسيق ميداني مع فصائل المقاومة الفلسطينية، التي تواصل بعث رسائل مشفرة بتمسّكها بأرضها والدفاع عنها بالنفس والنفيس. 

وأكد يوسف حمدان أن "هذه المشاهد التي خرجت من غزة تعكس صورة واضحة لإرادة البقاء والصمود والثبات في وجه كل المشاريع التصفوية والتهجير القسري وفرض مشاريع سياسية على شعبنا وفي أرضنا".

وقال إن "ما أظهرته المقاومة من تعامل أخلاقي كبير مع الأسرى خلال فترة أسرهم وأثناء عملية التبادل في مقابل حالة الأسرى الفلسطينيين الذي يتم الإفراج عنهم "الصحية والنفسية" تعكس طبيعة إجرام الاحتلال الصهيوـ نازي الذي لا تزال تتورط دول عربية بخطيئة التطبيع معه".

وحذّر حمدان من أن "إخلال الاحتلال ببنود الاتفاق خاصة انتهاكه للبروتوكول الإنساني المدرج في الاتفاق ومنع دخول (الكرافانات) إلى غزة حتى اللحظة والعبث بكميات المواد الإنسانية المتفق على دخولها يوجب على جميع الأطراف الدولية والوسطاء الضغط من أجل إلزام الاحتلال باحترام الاتفاق وإيقاف محاولاته التهرّب من استحقاقاته وصولا إلى إفشاله".

وبينما حذّر الجميع من تبعات هذه السياسة من الاحتلال، جدّد ممثل "حماس" في الجزائر، الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ما التزم به الاحتلال، الذي يحاول خرق الذرائع واستفزاز المقاومة لحملها على خرق وقف إطلاق النار. 

من سجون الاحتلال إلى المستشفيات لتلقي العلاج

في الوقت الذي يطلق فيه سراح الأسرى الإسرائيليين معزّزين وفي صحة وحالة نفسية جيدة، ينقل الأسرى الفلسطينيون المحرّرون إلى المستشفيات لتلقي العلاج من أثار التعذيب الوحشي الذي يتعرضون له في معتقلات الاحتلال.

فقد كشفت إفادات الأسرى المحررين عن حجم الجرائم التي تعرضوا لها قبل الإفراج عنهم من ضرب مبرح لأيام متواصلة على يد السجانين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بكسور في الأضلاع ضمن ممارسات وحشية تعكس مستوى التنكيل الذي يتعرّض له الأسرى في سجون الاحتلال، والذي تصاعد بشكل غير مسبوق منذ السابع من أكتوبر، حيث شمل التعذيب الجسدي والنفسي وجرائم التجويع الممنهجة والإهمال الطبي المتعمّد الذي أدى إلى تفشي الأمراض، ومنها مرض الجرب بين الأسرى.

وأكد مكتب إعلام الأسرى في بيان له أمس نقل عدد من الأسرى المحرّرين مباشرة إلى المستشفيات لتلقي العلاج بعد قضاء سنوات في الأسر، بما يؤكد مدى بشاعة ما يتعرضون له داخل سجون الاحتلال من أساليب تعذيب وحشية تنتهك كافة الأعراف والقوانين الدولية الخاصة بالأسرى. وأوضح البيان إن "ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون، من عمليات تعذيب وقمع وتنكيل، يرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويستدعي تدخّلا فوريا من المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية من أجل وقف هذه الجرائم، وضمان محاسبة مرتكبيها".


ردا على مقترح ترامب بترحيل سكان غزّة إلى مصر والأردن

تنديد ورفض عربي لمحاولات تهجير الفلسطينيين

رفضت خمس دول عربية، أمس، تهجير الفلسطينيين في موقف موحد ضد دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي عرض تهجير سكان قطاع غزّة إلى مصر والأردن بحجّة أن غزّة مدمرة ولا تصلح للعيش.

جاء ذلك خلال اجتماع بالقاهرة، أمس، على مستوى وزراء الخارجية شاركت به مصر والأردن والإمارات والسعودية وقطر وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لجامعة الدول العربية. وقال البيان إن "المشاركين في الاجتماع أكدوا رفضهم لفكرة تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم تحت أي ظرف من الظروف، ويتطلعون للعمل مع إدارة الرئيس ترامب لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وفقا لحل الدولتين والعمل على إخلاء المنطقة من النزاعات".

وأكد المشاركون ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة بكامل مراحله وبنوده واستدامة وقف إطلاق النار، وبما يضمن نفاذ الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزّة، وإزالة جميع العقبات أمام دخول كل المساعدات ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل. كما شدد على انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل والرفض التام لأي محاولات لتقسيم قطاع غزّة، والتأكيد على تنفيذ عملية شاملة لإعادة إعماره بأقرب وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم خاصة في ضوء ما أظهره الشعب الفلسطيني من صمود وتشبث كامل بأرضه.

ويأتي هذا البيان ردا على مقترح الرئيس الأمريكي بترحيل سكان غزّة إلى مصر والأردن، والذي سبق وأعلن هذا البلدان رفضهما له، غير أن ترامب عاد وقال بلغة الواثق بأنهما سيوافقان على ذلك. ويبدو أن ترامب وهو يضع خطة التهجير أو الترحيل، أخرج عن قصد أو غير قصد من حساباته المعنيين بالأمر وهم الفلسطينيون الذين دفعوا ما يقارب 50 ألف من الشهداء ثمنا باهضا وبقوا متمسكين متجذرين في أرضهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه كيف لشعب بقي صامدا على مدار 470 يوم من القصف بالصواريخ والقنابل الفتّاكة، وعايش كل أشكال وأنواع الجرائم والمجازر والمآسي والمعاناة وصبر للعطش والجوع والبرد والحرارة، أن يرضخ لإملاءات رئيس أمريكي يريد أن يفرض منطقه على الجميع.