تفعيلا لبرامج وزارة التضامن الوطني
«شمس الغد» تتطلع لتوسيع مركزها للتكفل بالمعاقين ذهنيا

- 1123

لقيت مبادرة وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، غنية الدالية، الرامية الى إشراك الجمعيات في إطار شبكة وإخضاعهم لتكوين نوعي في مجالي التسيير والمالية، ترحيبا كبيرا من رؤساء الجمعيات الذين شاركوا في فعاليات الملتقى التكويني الذي احتضنه المركز الوطني لتكوين المستخدمين المتخصصين بالعاصمة مؤخرا، حيث أعربوا عن استحسانهم للفكرة، مؤكدين أنها تسمح لهم بمشاركة الوزارة في تفعيل برامجها التضامنية.
من بين الجمعيات التي أبدت استعدادها للتفاعل مع المبادرة، جمعية «شمس الغد» التي تترأسها فاطمة بن عيدران، التي شاركت في فعاليات المعرض الذي نظم على هامش اليوم التكويني، حيث عرضت مجموعة متميزة من إنجازات الأطفال والمراهقين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي دردشتها مع «المساء»، أشارت إلى أن تأسيس الجمعية يعود إلى سنة 1997 ببلدية براقي، بهدف التكفل في المقام الأول بالأطفال الذين يعانون من تخلف ذهني، حيث تم توجيه مساعي الجمعية للتكفل النفسي البيداغوجي بهذه الفئة التي تحتاج إلى عناية ومرافقة خاصة.
الانطلاقة الأولى للجمعية ـ حسب رئيستها ـ كانت بالتأكيد على فكرة الإدماج في المجتمع لمحاربة الفكرة التي كانت قائمة سنوات التسعينات، والتي مفادها الإبقاء على المعاق في المنزل بسبب الخجل منه، تقول المتحدثة في هذا الصدد: «عملنا على محاربة هذه الفكرة من خلال إدراج مجموعة من التخصصات التي تخرج هذه الشريحة من منازلها، وتكسبها «صنعة» تتمكن عن طريقها من إثبات وجودها في المجتمع، على غرار تخصص الحلاقة والخياطة والطرز»، مشيرة في السياق إلى أن الجمعية، ولتحقيق مبدأ الاندماج الاجتماعي، جمعت في مجال تقديم مختلف الدروس بين الأصحاء والمعاقين للقضاء على الفروق والتأكيد على المساواة في الحقوق وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
النجاح الذي حققته الجمعية في مجال الإدماج الاجتماعي للفتاة المعاقة جعلها تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث عملت على فتح أقسام بيداغوجية لفائدة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من تخلف ذهني، وهي تتكفل اليوم بأكثر من 97 طفلا معاقا. وأوضحت المتحدثة، في السياق، أن تجربتها في التعامل مع هذه الفئة دفعتها إلى تغيير الإستراتيجية كون الأطفال الذين يعانون من تخلف ذهني ومنهم الأطفال المصابون بالتوحد لديهم أيضا قدرات وكفاءات تختلف من معاق إلى آخر»، مشيرة في هذا الصدد بالقول: «الأمر الذي دفعني إلى التعامل مع كل حالة على حدة من خلال إقرار طاقم بيداغوجي خاص بكل طفل معاق، حيث يستفيد من متابعة يومية فردية من طرف معلمه في البيداغوجيا ومتخصص نفسي وأرطفوني» وتردف في هذا السياق أنه: لتحقيق نتائج أسرع، يجري أيضا إشراك الأولياء في العملية البيداغوجية ليساهموا من جهتهم في إنجاح عملية المرافقة ولما لا الإدماج في المدارس العادية خاصة بالنسبة لمن يعانون من التوحد.
وعن المبادرة التي دعت إليها الوزارة والرامية إلى بناء حركة جمعوية قوية وفعّالة، أشارت محدثتنا إلى أن المبادرة التي أطلقتها الوزارة من شأنها أن تعزز دور المجتمع المدني وتلعب دورا في حل بعض المشاكل التي تعاني منها الجمعيات والتي يأتي على رأسها المقر، وبالمناسبة أشارت رئيسة الجمعية إلى أن جمعيتها التي تطورت لتصبح مركزا قائما بذاته بالنظر الى الإقبال الكبير عليه، أصبح عاجزا عن تقديم خدمات أكبر وبحكم أن الوزارة تفتح المجال واسعا للحصول على موارد مالية لدعم العمل الجمعوي تقول: «أتطلع للمطالبة بقطعة أرض لتوسيع مركزي والتكفل البيداغوجي بأكبر عدد ممكن من الأطفال والمراهقين من المتخلفين عقليا».