لتسهيل ولوج الطلبة المتخرجين عالمَ الشغل
آليات التشغيل تفتح الأبواب للتوجيه... التوظيف والمرافقة
- 1371
تتقرب وكالات التشغيل مع نهاية كل موسم دراسي، من الجامعات لتوعية الطلبة المتخرجين حول الآليات التي تقترحها الدولة، ومن شأنها إعطاؤهم صورة واضحة حول ما يحتاج إليه سوق العمل وما يعرضه من فرص شغل.. ”المساء” اقتربت من بعض آليات التشغيل، التي نشطت مؤخرا أبوابا مفتوحة بجامعة الجزائر ”2” أبي القاسم سعد الله، للحديث عن مدى وعي الطلبة بأهمية التقرب من هذه الأجهزة، وما يحتاج إليه سوق الشغل من كفاءات.
البداية كانت مع فاطمة الزهراء ناجي المكلفة بالاتصال على مستوى الوكالة الوطنية للتشغيل، التي أوضحت في بداية حديثها، أن الاحتكاك بالطلبة مع نهاية كل موسم دراسي، تحوّل إلى تقليد بالنسبة لمختلف آليات التشغيل الموجودة؛ بهدف تعريفهم بمهامها الأساسية، وأهم الخدمات التي يمكن أن تقدمها لهم في مجال التشغيل، مشيرة إلى أنّ الطلبة أصبح لديهم فكرة عن هذه الآليات التي تسهل لهم ولوج عالم الشغل بفضل الأبواب المفتوحة التي تعوّدت مختلف الوكالات على تنظيمها، وهو مؤشر ساعد الوكالة كي تتفرّغ للعب دور الوسيط بين الطالب والمؤسسات التي تبحث عن موظفين لتسهيل توظيفهم، وجمع أكبر قدر من عروض العمل في مختلف التخصصات.
في السياق، أشارت محدثتنا إلى أن سوق الشغل في السنوات الأخيرة، يعاني من ركود نتيجة الوضع الذي تمر به البلاد من جهة، إلى جانب كثرة طالبي العمل. وفي المقابل هناك شحّ في عرض مناصب العمل من المؤسسات الخاصة أو العامة؛ تقول: ”الأمر الذي جعلنا نغيّر طريقة عملنا؛ بتوجيه طالب الشغل إلى اكتساب مؤهلات أو تكوينات إضافية تتناسب وما يقترحه عالم الشغل من فرص قليلة، ممثلة تحديدا في عالم المعلوماتية، بينما هناك تراجع كبير في بعض التخصصات الأخرى، منها مجالات الأدب والحقوق والعلوم السياسية، حيث تجد الوكالة صعوبة في توظيفهم، الأمر الذي يجعل المتخرج يدعم نفسه بتخصصات أخرى”.
غياب التواصل همّش بعض آليات التشغيل
من جهته، أوضح محمود كلو مستشار منشط بالصندوق الوطني للتأمين على البطالة، وكالة الجزائر في معرض حديثه، أن الطالب الجزائري لايزال بحاجة إلى معرفة أهم الخدمات التي تقدمها مختلف الآليات التي وضعتها الدولة لتسهيل ولوجهم عالم الشغل، مشيرا إلى أن الصندوق الوطني للتأمين على البطالة يقترب في مهامه، من وكالة دعم تشغيل الشباب ”أونساج”، إلا أن الاختلاف الوحيد بينهما والذي يصنع الفرق، هو سن الاستفادة من القرض، الذي تم تمديده من 50 إلى 55 سنة، ويتم دعمه بعد دراسة مشروعه، بمنحه القرض الذي يصل سقفه إلى مليار.
في السياق، أوضح المتحدث أن المشاريع التي يجري استقبالها على مستوى الصندوق، مختلفة، غير أنّها تمس في غالب الأحيان، بعض المجالات بصورة أكبر؛ كمجال الخدمات والبناء والأنشطة الريفية؛ منها تربية الحيوانات، مشيرا في السياق، إلى أنّ المحيط الذي ينتمي إليه صاحب المشروع، يلعب دورا كبيرا في تحديد نوعية المشاريع الراغب في الحصول على تمويل لها؛ فمثلا على مستوى بلدية باب الوادي، أغلب المشاريع التي يرغب أصحابها في تمويلها تتعلق بالصيد البحري؛ كونها بلدية ساحلية.
وعما إذا كان الطالب يعي أهمية وجود هذه الأجهزة التي تسهل توظيفه، أشار محدثنا إلى أن الطلبة لديهم اطلاع على بعض الوكالات دون أخرى؛ لضعف الاتصال؛ يقول: ”نلاحظ أنّهم يعرفون وكالة دعم تشغيل الشباب ”أونساج” لكنهم لا يعرفون الخدمات التي يقدّمها كل من الصندوق الوطني للتأمين على البطالة والقرض المصغر، وانطلاقا من هذا اتّجه العمل التحسيسي من خلال الأبواب المفتوحة، إلى تقريب الطلبة والشباب عموما، من مختلف الآليات، وتشجيعهم على التقرب منها”، مشيرا إلى أنّه تم في السنوات الأخيرة، إعادة فتح المجال للشباب الذين يملكون خبرة وليس لديهم شهادة مهنية، إذ يمكنهم الالتحاق بمصالح التكوين المهني؛ حيث يخضعون لتكوين قصير، وبموجب الشهادة المحصل عليها يمكنهم الحصول على القرض لتنفيذ مشروع ما، موضّحا في السياق أن ”القروض اليوم لم تعد تقدَّم كما كانت عليه سابقا؛ إذ يحصل المستفيد على مرافقة لمشروعه لمساعدته على النجاح؛ حيث يستفيد من التوجيه الميداني”.
نتطلع إلى تطوير فكرة المقاولاتية عند الطلبة
من جهته، أوضح عصام رؤوف المكلف بالاتصال على مستوى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب ”أونساج”، أنّ الهدف من تنظيم الأبواب المفتوحة إلى جانب التعريف بآليات التشغيل، لفتُ انتباه الطلبة إلى أهمية التوجّه نحو فتح مؤسسات مصغّرة. ويندرج هذا التوجه في إطار بلورة فكر المقاولاتية الذي يُعتبر من التوجهات الجديدة المطلوبة كثيرا في عالم الشغل، موضحا في السياق، أن الإقبال كبير من الطلبة للاطلاع على كيفية إنشاء مؤسسات مصغرة خاصة الفئة التي تملك مسبقا مشروعا ما وتحتاج إلى دعم، إذ يجري، حسبه، توجيههم إلى مختلف الآليات التي تتناسب وأفكارهم أو مشاريعهم، مردفا أن أهم انشغال يواجه الطلبة المتخرجين هو الحصول على وظيفة مستقرة، وهو ما تؤمّنه الآليات التي تمنحهم فرصة التأسيس، مثلا، لمؤسسة مصغّرة في إطار المعلوماتية”.