الحرفي صالح عنان لـ"المساء":
أتطلع لبلوغ العالمية بنافورات تنبض بالحياة
- 130
يعتبر الحرفي صالح عنان، واحدا من الحرفيين الذين انفردوا بولاية البليدة، في حرفة النحت على الإسمنت الفنية، حيث حاول من خلال محاكاته للطبيعة، أن يعد مجسمات تنبض بالحياة، بإدراج المياه إلى النافورات الإسمنتية التي برع في صناعتها بأحجام وأشكال مختلفة، ويتطلع من وراء هذه الحرفة، إلى إعطاء لمسة جمالية في بيوت العائلات البليدة والمرافق السياحية والفضاءات التي تستقطب إليها العائلات.
قال الحرفي صالح، في معرض حديثه لـ«المساء"، على هامش مشاركته مؤخرا، في معرض للصناعات التقليدية بغرفة الصناعات التقليدية في بلدية أولاد يعيش، حيث شهد جناحه إقبال عدد كبير من الزوار، للاستمتاع بجمال المياه المتدفقة في النافورات، التي برع في تشكيلها بصور مختلفة، تستجيب لرغبات الجميع، بأن اختياره لهذه الحرفة كان من باب إضفاء لمسة جمالية على منازل البليديين، التي تحتوي على حدائق، أو من أجل إضافة لمسة جمالية على مداخل بعض المنازل، حيث تساهم النافورة ومياهها المتدفقة في جلب العصافير إليها، وتبعث الشعور بالهدوء والراحة لأصحاب المنزل، مشيرا إلى أن الانطلاقة، كانت من خلال التركيز على الزهور في النافورات التي يصنعها، لكنه سرعان ما غير تفكيره وتوجه اهتمامه إلى الماء، يكفي، حسبه: "أن المولى عز وجل في كتابه العزيز قال [وجعلنا من الماء كل شيء حي]، بالتالي ارتأى، حسب تأكيده، من خلال المياه المتدفقة وصوتها العذب، أن تكون له لمسة خاصة في ما أعده من تحف تنبض بالحياة.
وعن الميزة التي انفرد بها في نافورتها التي يعدها، أشار المتحدث إلى أن ما يجعل تحفه مختلفة على غيرها من النافورات، التي يعدها باقي الحرفيين، أنه يعتمد على مادة "البوليستر" التي يعد بها الهيكل الخاص بالنافورة، ومن ثمة يقوم بنحت النافورة التي يرغب فيها، ويقوم بتغليف الهيكل بعجينة إسمنتية، وخلال هذه المرة، يحاول أن يعطي لونا خاصا للنافورة تقترب إلى الطبيعية، وحسبه، فإن هذا ما ينفرد به، حيث تمكن من منح تحفه ألوانا قريبة من الطبيعة، ما جعل الطلب كبيرا على ما يعده من تحف، لافتا في السياق، إلى أن أهم زبائنه عائلات تعشق الطبيعية وتحب الحيوانات، وخاصة من مربي الطيور، الذين يملكون مساحات خضراء في منازلهم، ويرغبون في تزيينها بنافورات، كاشفا أن ما سهل عليه مهمة النجاح في حرفته، أنه كان قبل ذلك، حرفيا في النقش على الخشب، فجمع بين حرفتين في حرفة واحدة وأبدع في تشكيل نافورات مختلفة. وحول طريقة التسويق، أوضح المتحدث، بأنه يعتمد اعتمادا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تمكن من إنشاء صفحة خاصة به، يعرض فيها مختلف تحفه، التي يتطلع من ورائها إلى بلوغ العالمية ببصمة جزائرية.
تجوب مدارس البليدة
قافلة لغرس الحس البيئي وسط التلاميذ
أطلقت مديرية البيئة لولاية البليدة، مؤخرا، قافلة تحسيسية بيئية، تحط رحالها بعشر مدارس، استفادت من إنشاء نوادٍ بيئية جديدة، تتناول هذه القافلة مواضيع مختلفة، تخص الفرز الانتقائي للنفايات، جمع ونقل ومعالجة النفايات، تثمين النفايات، تهيئة المساحات الخضراء، اقتصاد الماء، والبستنة والتشجير. وحسب مدير البيئة لولاية البليدة، وحيد تشاشي، فإن التجربة الميدانية خلال السنوات الماضية، كشفت عن الأثر الإيجابي لهذه القوافل في غرس الحس والوعي البيئي لدى التلاميذ، وهو ما يعكسه احترامهم لمحيطهم البيئي.
قد يعتقد البعض بأن القوافل التحسيسية، التي يتم تنظيمها عبر المدارس، على اختلاف أطوارها التعليمية، في مواضيع مختلفة تخص البيئة، لا تساهم في زرع الوعي البيئي لدى هذه الفئة، لكن، حسب مدير البيئة لولاية البلدية، وحيد تشاشي، فإن الملاحظة الميدانية من خلال الخرجات، تفيد بأن الوعي البيئي موجود، ويظهر في عدم التعدي على الأشجار التي يتم غرسها، وعدم كسر أغصانها أو قلعها، وكذا تجنب إتلاف المساحات الخضراء التي يتم تهيئتها، وغيرها من التصرفات، مردفا بالقول: "كنا نسجلها في الماضي وتراجعت، ما يعكس تنامي الوعي اتجاه كل ما يخص البيئة"، مشيرا إلى أن مديرية البيئة، في إطار برنامجها المسطر لسنة 2025 "تسعى إلى تعميم تنصيب النوادي البيئية، وتكوين مؤطرين للنوادي البيئية، بمشاركة دار البيئة، التي تلعب دورا هاما في مجال التربية البيئية"، كاشفا عن تنصيب، خلال سنة 2024، حوالي 80 ناديا بيئيا جديدا، وفي سنة 2023، تم تنصيب 100 نادٍ بيئي.
يشرف على القافلة التحسيسية، التي ينتظر أن تمتد على مدار شهر كامل، حسب ذات المتحدث، إطارات من مديرية البيئة والتربية، بمشاركة المؤسسات الولائية من مختصين من مراكز الردم التقني، و«متيجة نظافة" حول جمع ونقل النفايات، ومؤسسة "متيجة إنارة" حول الطاقات المتجددة، و«متيجة حدائق" حول البستنة والتشجير، إذ تساهم هذه المؤسسات في تقديم صورة واضحة لمختلف المواضيع التي يتم تناولها.
عرفت المحطة الأولى للقافلة التحسيسية البيئية بابتدائية "عمور بلقاسم" في البليدة، مشاركة إطارات كل من مديرية البيئة، مديرية التربية، دار البيئة بالبليدة، مؤسسة "متيجة حدائق"، مؤسسة "متيجة نظافة"، مؤسسة "متيجة إنارة"، حيث استهلت بتقديم تلاميذ النادي البيئي عدة نشاطات بيئية للقافلة، من خلال معرض ضم مختلف أعمال النادي البيئي، وعرض مسرحي، وتقديم عروض في الشعر البيئي، وغيرها من الأعمال التي تبرز الوعي البيئي لدى تلاميذ المؤسسة، بعدها استمع التلاميذ لعدة عروض في مختلف المواضيع البيئية، من طرف إطارات القافلة التحسيسية، بالإضافة إلى مشاركتهم في عملية غرس النباتات التزيينية داخل محيط المؤسسة، وحسب مدير البيئة، فإن النشاطات البيئية داخل المدارس، تدخل في إطار النشاطات اللاصفية التي تشكل متنفسا للمتمدرسين، والتي تلقى اهتماما كبيرا، بدليل تفاعلهم مع كل ما يقدم من معلومات ونشاطات.