أسباب تضخم القلب وعلاجه
- 3603
تضخم عضلة القلب علامة تصاحب العديد من الحالات المرضية، ولا يعد مرضا بحد ذاته. وقد يحصل تضخم عضلة القلب بشكل مؤقت أو دائم، وفقا للسبب الكامن وراءه. وعادة ما تتم ملاحظة هذا التضخم عبر إجراء صورة أشعة سينية للصدر، ويظهر عندها القلب بحجم أكبر من الحجم الطبيعي، وباتباع طريقة تشخيصية معروفة طبيا تدعى طريقة "دانزر"، ومن الضروري كذلك إجراء المزيد من الفحوصات لتحديد سبب تضخم القلب، لتعدد الأسباب التي قد ينتج عنها، مثلا مرض ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية المغذية للقلب.
لتضخم عضلة القلب نوعان رئيسان؛ النوع الأكثر شيوعا منه يسمى اعتلال عضلة القلب التوسعي، الذي تتوسع فيه عضلة القلب بأكملها وتصبح أقل سماكة، كما أنها تصبح أضعف، وعادة ما تتبعه الإصابة بقصور عضلة القلب الاحتقاني وما تصاحبه من أعراض. أما النوع الآخر، فيعرف باعتلال عضلة القلب الضخامي، إذ يتضخم فيه البطين الأيسر للقلب، المسؤول عن إنجاز أكثر مهام القلب إجهادا، بضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم، عند تحميل القلب جهدا إضافيا، فتتضخم الخلايا العضلية كنتيجة لهذا الجهد الزائد، مثلما يحصل للعضلات الهيكلية بعد ممارسة التمارين الرياضية.
ـ أسباب تضخم القلب:
قد يتعذر في بعض الحالات، تحديد سبب حدوث تضخم القلب، لأن كثيرا منها مجهول السبب، أما الأسباب المعروفة فتحدث تضخم القلب إما نتيجة تحميله ما يزيد عن طاقته، وإما بإلحاق الضرر بأنسجته، وتكون هذه الأسباب على النحو الآتي:
التشوهات الخلقية: فبعض الأطفال يولدون بقلوب حجمها أكبر من الحجم الطبيعي.
المعاناة من مرض ارتفاع ضغط الدم: إذ ينتج عنه اعتلال عضلة القلب الضخامي، ويجبر هذا الارتفاع عضلة البطين الأيسر على الضخ بشكل أكبر، لإيصال الدم إلى مختلف أجزاء الجسم.
الإصابة باحتشاء عضلة القلب: الذي يُسمى بالنوبة القلبية، ويحصل عند قطع إمداد الدم عن عضلة القلب، مما يسبب موت أنسجته. ـ المعاناة من اضطرابات نظم القلب
الإصابة باختلالات صمامات القلب: الذي قد ينتج عن الكثير من الأسباب، مثل الحمى الروماتيزمية، أو التهاب شغاف القلب العدوائي، أو كنتيجة للخضوع للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي للسرطان.
المعاناة من ارتفاع ضغط الدم الرئوي: الذي يسبب تضخم البطين الأيمن للقلب، وباعتباره مسؤولا عن إيصال الدم إلى الرئتين، فإن ارتفاع ضغط الدم داخلهما يضخ حملا زائدا على البطين الأيمن، فيجبره ذلك على العمل بشكل أكبر، مما يسبب تضخمه.
أسباب أقل شيوعا لتضخم القلب: قد تسبب الأشكال الشديدة أو المزمنة من الأمراض التالية تضخم القلب، مثل فقر الدم أو اختلالات الغدة الدرقية أو ارتفاع كمية الحديد في الجسم، بالإضافة إلى تناول المشروبات الكحولية بشكل مفرط، وتعاطي الكوكايين والمعاناة من أمراض الكلى المزمنة، أو من عدوى بفيروس العوز المناعي البشري.
ـ أعراض تضخم القلب؛ يُعتبر تضخم عضلة القلب عرضا وليس مرضا، لأنه ينشأ نتيجة للعديد من الحالات المرضية، وقد لا يشعر المصاب بتضخم القلب بأية أعراض، إلا أنها قد تحدث عندما لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل سليم، عندها قد يعاني المريض من ضيق التنفس أو تورم الرجلين، أو الشعور بخفقان القلب، أو التعب باستمرار، ويكون حينها المريض مصابا بقصور القلب الاحتقاني. ومن المرضى من يشعرون بالأعراض نفسها لفترة طويلة دون تغير في شدتها، ومنهم من تسوء حالته مع مرور الزمن.
ـ علاج تضخم القلب:
يتم تشخيص تضخم عضلة القلب في البداية، عبر مناقشة الأعراض والتاريخ المرضي مع الطبيب، وإجراء الفحص السريري، بعدها يتم إجراء بعض الفحوصات؛ مثل صورة الأشعة السينية للصدر، أو التخطيط الكهربائي للقلب، أو صورة للقلب بالموجات فوق الصوتية، أو صورة طبقية للقلب، وقد يتم اللجوء إلى إجراء عملية القسطرة القلبية لأخذ خزعة من نسيج القلب. وتجرى هذه الفحوصات لتحديد سبب تضخم القلب، فلا يمكن التخلص من التضخم دون علاج سبب حدوثه.