ينتشرون على الطرقات المؤدية للشواطئ
أطفال ومراهقون يضحون بعطلتهم لبيع مستلزمات البحر

- 1477

تنتشر عبر مختلف الطرقات الساحلية القريبة من الشواطئ تجارة موسمية تتمثل في بيع مستلزمات البحر، في ديكور تميزه ألوان فسيفسائية مرتبطة بأيام الصيف والبحر والاستجمام، يتبناها العديد من الشباب والمراهقين وكذا بعض الأطفال، لتحقيق أرباح تسد بعض حاجياتهم.
يهتم هؤلاء الشباب والمراهقين ببيع مختلف مستلزمات البحر من ملابس السباحة، ألعاب الشاطئ، بواخر بلاستيكية، العوامات، مناشف، مضارب التنس، بالونات وغيرها من الأدوات التي يحتاجها المصطاف، حيث يستغل هؤلاء التجار الموسميين فصل الصيف للعمل وكسب المال.
انتقلت "المساء" إلى شاطئ ديكابلاج"، بعين طاية شرق العاصمة، الذي انتشرت على طول طريقه إلى غاية الشاطئ، تجارة بيع مستلزمات البحر الموسمية، إذ تعمد كل تاجر لعرض بضاعته بنشرها على سياج أفقي.
يشكل شاطئ ديكا، الذي يليه شاطئ كاناديان، ثم شاطئ القادوس، مقصدا سياحيا بامتياز بفضل موقعه الذي يتوسط بلدية عين طاية، إضافة إلى كونه من أكبر الشواطئ بالعاصمة، لتوفره على الأمن وحظيرة كبيرة للسيارات، وهي العوامل الرئيسية التي تزيد من ارتياد هذا الشاطئ من مختلف البلديات المجاورة.
ما لفت انتباهنا خلال تجوالنا هو العدد الكبير للمراهقين والأطفال الذين فضلوا ممارسة تجارة تذر عليهم أرباحا تساعدهم على مواجهة مصاريف الدخول المدرسي بدل النزول إلى الشاطئ مثل أترابهم، هذا ما كشفه لنا هشام 12 سنة رفقة أصدقائه الذي أوضح أنه وإخواته يغتنمون مختلف المناسبات والفصول لعرض منتجات موسمية، على غرار بيع المطلوع على الطرقات، أو بيع بعض الفواكه الموسمية وما إلى غير ذلك، وهذا من أجل مساعدة الأهل في المصاريف المنزلية وقد تعددت معروضات هشام بين المناشف القطنية المختلفة الألوان والأحجام، أبسطة للاستلقاء في الشاطئ بعد السباحة، كريمات السمرة وقبعات.
من جهته، كشف الشاب عماد 23 سنة، أن تلك التجارة تحقق له مداخيل تنفعه لمساعدة إخوته وشراء مستلزمات الدخول المدرسي لهم، لاسيما أنه الفرد الوحيد في الأسرة الذي يعمل، لذا يتدبر أمره بين العمل الذي يقوم به داخل إحدى الشركات الخاصة طيلة اليوم إلى غاية الساعة الثالثة والنصف مساء، ثم ينصب طاولة لعرض بضاعته في الفترة المسائية إلى غاية الساعة الثامنة مساء، حيث قال:«إن الدخول المدرسي يتطلب ميزانية كبيرة والحاجة تدفع إلى العمل أكثر لتوفير المال ومساعدة الأهل.
وعن أسعار تلك المستلزمات قال سفيان، وهو الآخر عارض لبضاعته بمحاذاة عماد، إنها معقولة وفيها هامش ربح إضافي مقارنة بالمحلات الأخرى التي تتخصص في بيع هذا النوع من الأدوات على مدار السنة، وهو فرق يتراوح بين 50 و 100 دينار للقطعة الواحدة، مشيرا إلى أنه معتاد على ممارسة التجارة الموسمية، حيث مارس خلال شهر رمضان تجارة الشاربات، وبعد انتهاء رمضان تحول إلى الترويج لمستلزمات الاستجمام عبر الطرق المؤدية إلى الشواطئ، فهو يعرض الكراسي وحتى بعض الألعاب والبالونات المخصصة للأطفال.