تحولت إلى وجهة سياحية بامتياز
أعالي الشريعة وجهة الباحثين عن هدوء الطبيعة

- 138

أسهمت جملة المشاريع التنموية، التي عرفتها بلدية الشريعة بولاية البليدة، في إنعاش الفعل السياحي على مستوى أعالي جبال الشريعة، حيث مكنت هذه المبادرات من تغيير الوجه الكلاسيكي التقليدي للمنطقة، وتحويلها إلى قطب طبيعي سياحي نشط، يستقطب الزوار من داخل الوطن وخارجه. وإلى جانب استفادة البلدية من أكثر من 21 فضاء مخصص للراحة والترفيه لفائدة العائلات، شكل دخول القطار السياحي الخدمة قفزة نوعية في الحركة السياحية والاقتصادية، لاسيما في ظل استمرار تعطل المصعد الهوائي، ما دفع الزوار إلى خوض مغامرة جديدة عبر التجول في أعماق الغابة.
تدفق صيفي لافت ومرافق مهيأة
كما هو معتاد في كل صيف، تشهد الحظيرة الوطنية بالشريعة تدفقاً كبيراً للزوار، خصوصاً خلال الفترات المسائية والليلية، من قبل العائلات والشباب، للاستمتاع بأجوائها المنعشة والهادئة وخدماتها المختلفة، حيث يقصد هذا الصرح الطبيعي، زوار من مختلف ولايات الوطن، وحتى من خارج البلاد، بحثاً عن السكينة والطبيعة الخلابة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس بلدية الشريعة، السيد سمير سماعيلية، أن مصالحه سعت إلى ترقية الخدمات العمومية المقدمة للزوار، وفق برنامج تم العمل عليه، من خلال توفير فضاءات مريحة ومهيأة للجلوس والاستجمام، حيث تم دخول أكثر من 21 مكاناً للراحة حيز الخدمة على مستوى الطريق الوطني رقم 37، على مستوى كل من تافرسيوات، المقاعد الأربعة، مخيم الإيمان، ومنطقة القسطل، التي تعززت بكراسي وطاولات لاحتضان العائلات الوافدة، حيث تُمكن هذه الفضاءات كل الزوار من قضاء أوقات ممتعة في أحضان الغابة، والاستمتاع بالغطاء النباتي المميز الذي تنفرد به الحظيرة.
الإنارة الليلية تعزز الأمن وتُطيل السهر
وفي إطار تحسين ظروف الاستقبال، تم إطلاق برنامج خاص بتهيئة الإنارة العمومية، على طول الطريق المؤدي إلى الحظيرة، حيث شُرع في إضاءة أكثر من نصف الطريق الوطني 37. ويُنتظر أن تساهم هذه الإنارة في تعزيز الإحساس بالأمن، خاصة وأن الكثير من العائلات تفضل البقاء إلى ساعات متأخرة من الليل، للسمر وسط الطبيعة، ما يجعل الإنارة الليلية عاملاً حاسماً في راحة الزوار.
القطار السياحي.. تجربة ناجحة بامتياز
مع دخول القطار السياحي الخدمة، عرفت الحركية السياحية نقلة نوعية، إذ تم منح ثلاث رخص، حسب ذات المصدر، لمستغلي الفضاءات الترفيهية لفائدة الأطفال، إضافة إلى رخصة استغلال القطار السياحي، تمتد على مدار ثلاثة أشهر، والذي يعتبر تجربة نوعية غير مسبوقة في المنطقة. يسمح هذا القطار، الذي ينطلق من منطقة تافرسيوات، إلى الساحة المركزية، مرورا بساحة نادي التزحلق، للزوار، باكتشاف الحظيرة الوطنية في جولة ممتعة وآمنة.
الزوار يُثمنون المبادرة ويأملون في استمرارها
حسب ما رصدته "المساء" على لسان عدد من الزوار، فقد اعتبروا تجربة القطار السياحي بمثابة استثمار ناجح، لاسيما وأنها تتيح للزوار، التجول في الحظيرة دون عناء المشي أمام اتساع الحظيرة الوطنية، وهو ما يُعد ميزة كبيرة خاصة للأطفال وكبار السن. كما أعرب العديد منهم عن استحسانهم للمبادرة، معتبرين أن القطار يشكل سابقة محمسة على مستوى ولاية البليدة، وخدمة ترفيهية تستحق التشجيع والدعم. كما سجلت مختلف وحدات الدرك الوطني، عناصر الجيش الوطني الشعبي وأفراد الحماية المدنية، حضورًا ميدانيًا مكثفًا، خاصة بعدما تم تنصيب وحدة الحماية المدنية سنة 2021، بهدف ضمان التدخل السريع في حال وقوع أي حادث. كما تلعب محافظة الغابات دورًا توعويًا مهمًا، من خلال تقديم إرشادات للمواطنين حول كيفية التعامل مع المحيط الغابي، لاسيما ما تعلق بمنع إشعال النيران، سُبل التنقل الآمن، ومواقع تواجد الينابيع المائية بالنسبة للسياح الذين يرغبون في اكتشاف جمال الشريعة.