الجمعيات البيئية بولاية ورقلة
إبراز لأهمية العمل التطوعي حفاظا على المحيط
- 2854
تمكّنت عديد الجمعيات الناشطة في مجال البيئة بولاية ورقلة خلال الآونة الأخيرة من البروز ‘’بقوة’’ في العمل التطوعي المحلي الذي يستهدف حماية البيئة والحفاظ على المحيط العام وكذا غرس الثقافة البيئية لدى الساكنة، وتعمل الجمعيات المحلية منذ سنوات من خلال أنشطتها المكثفة في هذا المجال على تنمية الحس البيئي لدى المواطن وتوعيته بالدور المنوط به فيما تعلق بمساهمته في الحفاظ على بيئة سليمة خالية من الأمراض ومختلف الآفات التي تنجر عن تلوث المحيط.
من بين الجمعيات الفاعلة في هذا الميدان، تبرز جمعية ”أصدقاء البيئة’’ لحي ”سعيد عتبة” التي تأسست سنة 2015، وتعكف على المساهمة في جهود نظافة المحيط بورقلة، من خلال انخراطها ‘’بقوة’’ في العمل التطوعي بهذا الحي الشعبي الواقع في ضواحي ورقلة، الذي يعد واحدا من التجمعات السكانية الكبرى بالمدينة، حيث تساهم في تنمية الوعي البيئي لدى السكان وتشجيع الأفكار والمبادرات، حسبما أكده العضو الناشط بالجمعية محمد بن التاج. من جهة أخرى، قال الناشط الجمعوي ”لمسنا روح المبادرة والتآزر في العمل التطوعي بين شباب هذا الحي، من أجل ترقيته نحو الأفضل، مما يعني اقتناعه بقيم المجتمع العريقة المبنية على أساس العائلة الواحدة والتعايش بين الأفراد”.
لا يقتصر عمل أعضاء هذه الجمعية، حسب بن التاج، على نظافة المحيط فحسب، بل وتوسيع رقعة المساحات الخضراء من خلال المشاركة في عمليات التشجير المختلفة على مدار السنة، حيث ساهمت الجمعية في غرس ما يقارب 700 شجرة غابية من عدة أصناف عبر الشوارع والمساجد والمقابر والمدارس الابتدائية. مشيرا إلى أنه يجري التركيز على الطفل من خلال تلقينه التربية البيئية باستهداف المدارس الابتدائية بالدرجة الأولى، حيث يتم وبصفة دورية، إشراكه في حملات التنظيف التي تمس المؤسسات التربوية وعمليات التشجير، وتعريفه البيئي وتوعيته بطرق الاعتناء بالأشجار والمساحات الخضراء.
النوادي البيئية بالمدارس مكسب رفع الوعي البيئي
في السياق، يرى عضو جمعية ”أصدقاء البيئة” بحي سعيد عتبة ”أن إنشاء نوادي البيئة على مستوى المدارس الابتدائية، من بين أهم الآليات التي تساعد على غرس الثقافة البيئية لدى الناشئة، وتلقينهم قيم التمدن والمواطنة ومحاربة السلوكيات السلبية التي تنجم عنها أضرار وخيمة على الصحة العمومية”. كاشفا في هذا الصدد، عن إنشاء ناد أخضر على مستوى ابتدائية ”الحاج عيسى مسروق” ببلدية الرويسات، في انتظار تعميم هذه المبادرة على باقي الابتدائيات والتجمعات المدرسية بالمنطقة، حيث تتمثل مهام تلك النوادي الخضراء في إنشاء مشاتل أو حدائق داخل المؤسسات التعليمية، وتنظيم جلسات أو ندوات بهدف التوعية بالمشاكل البيئية وإنجاز عروض بيئية، بالإضافة إلى التعريف بالممارسات الصديقة للبيئية، من خلال المجلة الحائطية التابعة لكل مؤسسة وإنشاء مكتبة بيئية وإصدار مجلة تعنى بالقضايا البيئية وغيرها.
من جهة أخرى، تعتزم الجمعية التي تضم 15 عضوا منخرطا مستقبلا، فتح فروع لها عبر باقي بلديات الولاية، قصد توسيع نشاطاتها واستهداف أكبر عدد ممكن من السكان، لاسيما الأطفال وتلاميذ المدارس، خاصة أن ”غرس الوعي البيئي لدى صغار السن وتوعيتهم بأهمية التحلي بالسلوك الإيجابي من أجل بناء مواطن صالح، أحسن ثمرة يجنيها الوطن”، يقول عضو جمعية ”أصدقاء البيئة”.
«التكافل الأخضر” يتبنى مشروع الأحياء الخضراء
تعمل من جهتها جمعية ‘’التكافل الأخضر’’ لحي ”المخادمة”، ضمن نفس المسعى الرامي إلى المحافظة على البيئية وجمال المدينة، والتي من بين أهم مشاريعها مشروع ”الأحياء الخضراء” التي يجري تجسيدها تحت شعار ”معا لأجل أحيائنا خضراء”، حسب الأمين العام للجمعية، ربيع حسين.
تمكن أعضاء هذه الجمعية من تنظيم عدة حملات نظافة عبر أحياء منطقة ”المخادمة” الكبرى، على غرار سكرة ”بامنديل” و«بوعامر” و«تازقرارت” وتنظيف مقابر المدينة، بالإضافة إلى عمليات تشجير واسعة خصص لها مئات الأشجار، مست هذه الأحياء والتجمعات السكنية الأخرى، وعلى طول مسار الترامواي، يقول الأمين العام للجمعية.
مبادرات محلية للحفاظ على نظافة المحيط
يجري القيام بمبادرات محلية خلال السنوات الأخيرة بولاية ورقلة، للحفاظ على المحيط وحماية البيئة، من خلال إشراك جميع شرائح المجتمع، مع التركيز على المواطن كشريك ”أساسي” في العملية، حسب مديرية البيئة بالولاية.
يتعلق الأمر بحملات النظافة التي تبادر بها الجهات المعنية، بالتنسيق مع جميع الفاعلين، لاسيما الجمعيات الناشطة في المجال وتشجيع المبادرات الشبانية بتسخير جميع الإمكانيات المتاحة، للقضاء على المفارغ العشوائية وإزالة أكوام النفايات المتناثرة داخل وخارج الأحياء والتجمعات السكنية.
سمحت تلك المبادرات التي تنظم بصفة دورية طيلة السنة، من القضاء على ما يعادل 80 بالمائة من ”النقاط السوداء” المنتشرة بالمنطقة، والتي طالما شوهت المظهر العام للمحيط، حيث يتم استغلال النفايات في إطار التسيير المدمج، الأمر الذي انعكس إيجابيا على الوجه العام للمحيط البيئي من جهة، وحياة المواطنين خصوصا.