مؤسسة الولاية الرابعة التاريخية بالبليدة
إحياء مظاهرات ”11 ديسمبر” حفظ لذاكرة الثورة
- 971
أحيت مؤسسة الولاية الرابعة التاريخية بمدينة العفرون، ولاية البليدة، الذكرى الستين لمظاهرات ”11 ديسمبر 1960”، من خلال تنظيم لقاء تطرق فيه مختصون في التاريخ الحديث إلى هذه المحطة التاريخية الهامة، وتسليط الضوء على واحد من أبرز شهدائها من الذين كان لهم دور بارز في هذه المظاهرات، وهو الشهيد بوعلام روشاي المدعو ”سي زوبير”.
عرف اللقاء الذي تم في ظروف استثنائية بفعل تداعيات تفشي وباء ”كورونا”، حضور عدد قليل من المجاهدين وأبناء المجاهدين والمعلمين والطلبة المتفوقين في شهادة البكالوريا من بلدية العفرون، حيث تطرقت نعيمة مهديد، مختصة في التاريخ في بداية اللقاء، إلى الحديث عن خلفيات مظاهرات ”11 ديسمبر” التي كانت ردا على الجنرال ديغول، الذي كان يعتقد بأنه حقق نصرا عسكريا من خلال مخطط شال، بعدما ارتكزت سياسته على الفرنسيين وبعض الجزائريين، الذين خرجوا بولاية عين تموشنت داعمين له، وفي المقابل، عمل المعمرون في العاصمة وبعض المدن الأخرى على مناهضة ذلك، بالخروج في مظاهرات وفرض الأمر على الجزائريين للرد على سياسة ديغول، الرامية إلى اعتبار الجزائر للجميع. تردف المتحدثة: ”وفي المقابل، فإن جبهة التحرير الوطني لم تكن محايدة بالولاية الرابعة، بل دخلت بقوة، رافعة شعار ”الجزائر مسلمة” ردا على شعار المعمرين ”الجزائر فرنسية”.
في السياق، أوضحت المتحدثة أنه أمام الانتصار الذي حققته جبهة التحرير، وردا على سياسة ديغول والمعمرين، ألقى فرحات عباس، يوم 16 ديسمبر 1960، خطابا في شكل نداء، أشاد فيه ببسالة الشعب، وفضح فيه وحشية المستعمر، وكان من نتائج ذلك أن فضحت مظاهرات ”11 ديسمبر 1960” حقيقية المستعمر، وعبرت من جهة أخرى، عن مدى تلاحم الشعب وتماسكه. وعلى المستوى الدولي، أدرج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمال هيئة الأمم المتحدة، لتصوت اللجنة السياسية للجمعية العامة لصالح القضية الجزائرية، رافضة المبررات الفرنسية الداعية إلى تظليل الرأي العام”. سلطت الأستاذة نعيمة، الضوء على الشهيد بوعلام روشاي، المدعو ”سي زوبير”، ابن الحي العتيق ”بلكور” بالعاصمة، الذي سعى على رأس المنطقة السادسة، إلى تكثيف اتصالاته بالمناضلين على مستوى حي المدنية، بلكور والقبة، لتحضير الأعلام والرايات الوطنية وتجهيز لافتات تحمل عددا من الشعارات كـ«الجزائر مسلمة، تحيا الجزائر، يحيا الاستقلال”، وتوجيهات بالخروج السلمي في المظاهرات، فيما أشارت الأستاذة إلى أن مظاهرات ”11 ديسمبر 1960”، ”عكست عبر مختلف شوارع العاصمة، حقيقة التلاحم الشعبي، وعجلت بإعلاء صوت الجزائر بالمحافل الدولية، وفضحت مخطط ديغول”.
في السياق، أوضحت المتحدثة بأن مؤسسة ذاكرة الولاية التاريخية الرابعة، تحاول من خلال إحياء مثل هذه المحطات التاريخية، المساهمة في حفظ الذاكرة التاريخية، من جهة، وفي تصحيح بعض الأحداث المغلوطة في المسار الثوري، والتي تقول: ”حسب ما يؤكد عليه رئيس المؤسسة المجاهد يوسف خطيب، وقائد الولاية الرابعة التاريخية، فإن إحياء المظاهرات هو تصحيح للمسار التاريخي الذي مفاده، أن الذين خرجوا بعين تموشنت في المظاهرات، كانت لمساندة سياسة ديغول على خلاف المظاهرات التي وقعت في العاصمة، والتي كانت عفوية أطرها إطارات وشباب، وعلى رأسهم بوعلام روشاي، حيث رفع ناداء ”الجزائر جزائرية”. على هامش إحياء مظاهرات ”11 ديسمبر”، تم تكريم عدد من أساتذة ابتدائية ”سي حمدان” والطلبة الأوائل المتفوقين بشهادة البكالوريا، وبالمناسبة، تم توزيع مطويات حول جرائم المستعمر وكذا مطويات، تحث على الالتزام بالتدابير الوقائية وتدعيما للمدرسة بمستلزمات الوقاية من فيروس ”كورونا” المستجد.