حمايةً للموارد المائية
إشراك الطلبة في إيجاد حلول عملية
- 299
اختار مخبر البحث في المحافظة وحماية الموارد المائية بجامعة سعد دحلب بولاية البليدة، الخروج على المألوف في تنظيم أيامه العلمية؛ من خلال دعوة الشركاء الاقتصاديّين إلى تمكين الطلبة من الاحتكاك بهم، والاطلاع على الاحتياجات البحثية حول كل ما يتعلق بالماء، وكيفية حفظه واستغلاله، خلال يوم علمي نظمه بمقر الجامعة. وبالمناسبة، تم التوقيع على اتفاقية بين المخبر ووكالة الحوض الهيدروغرافي الجزائر الحضنة الصومام، حول مفهوم الإدارة المتكاملة للموارد المائية.
قالت مديرة مخبر البحث في المحافظة وحماية الموارد المائية صابرينة طايبي، في تصريح لـ"المساء" على هامش أشغال اليوم العلمي، بأن الطلبة على مستوى الجامعة، في أمسّ الحاجة إلى الخروج ببحوثهم العلمية من الإطار الأكاديمي. وحسبها، فإن هذا المسعى لا يتحقق إلا بجعلهم يحتكون ببعض الشركاء، ومنهم الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية، والوكالة الوطنية للموارد المائية، والديوان الوطني للتطهير، والوكالة الوطنية للسدود، والجزائرية للمياه؛ لمعرفة الاحتياجات، وجعل البحوث تصب في هذا الباب، مشيرة إلى أن الجامعة ومن خلال تشجيع الطلبة الجامعيين على الإبداع والابتكار، تدفع بهم إلى التأسيس لمشاريع مصغرة، مؤكدة أن اليوم العلمي يمكّن الطلبة من تحويل أفكارهم إلى مشاريع تحل مشاكل واقعية مرتبطة بالمياه.
من جهة أخرى أوضحت المتحدثة: " على مستوى ولاية البليدة، هناك عدة مشاكل يعاني منها قطاع الموارد المائية، وتحتاج لأن يتم حلها بطرق علمية"، مردفة: "وهو ما نعمل عليه من خلال تخصص علوم المياه والبيئة على مستوى الجامعة"، مشيرة إلى أن كل ما يتم توفيره من مواضيع بحثية للطلبة، تخدم قطاع الموارد المائية سواء في معالجة المياه، أو في مواضيع التغيرات المناخية، وغيرها من المواضيع التي يتم توجيه الطلبة إليها. وبالمناسبة، كشفت المتحدثة عن توقيع اتفاقية مع الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للمياه، من خلالها يتم الاستفادة من تأطير الباحثين لتطوير البحوث، ومنه التماشي مع الاحتياجات المجتمعية؛ لضمان الأمن المائي، الذي تحوَّل إلى اهتمام يشغل السياسة العامة للدولة.
ومن جهته، أوضح المهدي عقاد، مدير وكالة الحوض الهيدروغرافي الجزائر الحضنة، أن التسيير المدمج للموارد المائية يُعد من المواضيع الهامة التي تحتاج لأن يوليها الطلبة في بحوثهم، أهمية كبيرة؛ من أجل هذا سعت وكالة الحوض الهيدروغرافي الجزائر الحضنة الصومام، للتقرب من الطلبة؛ لدعمهم في مختلف البحوث التي يتم تقديمها حول كل ما يتعلق بالموارد المائية، مشيرا إلى أنه بموجب الاتفاقيات التي تم إبرامها مع عدد من الجامعات منها جامعة باب الزوار والمدرسة العليا للري وجامعة البليدة "1" لتنسيق الجهود وإخراج الطلبة من النمط البحثي الكلاسيكي والاستفادة من خبرات الإطارات، تقدَّم مواد بحثية واقعية تهم المجتمع.
وفي السياق، أوضح المتحدث أن الأساس في المواضيع البحثية يبدأ من تعميق المعارف البحثية، ومنه بلوغ الهدف الأساس، وهو تلبية احتياجات المواطنين؛ من خلال بلوغ الأمن المائي الذي يقود إلى تحقيق الأمن الغذائي، لافتا في السياق، إلى أن الموارد المائية في السنوات الأخيرة، تعرف تراجعا بسبب التغيرات المناخية؛ الأمر الذي شجع على استخراج المياه الجوفية؛ ما تَسبب في استنزافها أمام شحّ الأمطار؛ يقول: "الأمر الذي يقودنا إلى التأكيد على أهمية التسيير العقلاني للموارد المائية من خلال الاقتصاد في المياه. كل هذه الأمور بحاجة لأن يفهمها الطلبة من طرف مختصين، تؤمّنها الوكالة ".