قالمة عاصمة الحمامات المعدنية

إقبال على مدار السنة والمطلوب دعم أكبر

إقبال على مدار السنة والمطلوب دعم أكبر
  • 412
وردة زرقين    وردة زرقين  

تشتهر ولاية قالمة، التي تبعد بـ540 كلم عن الجزائر العاصمة، بينابيع وحمامات معدنية طبيعية، تجذب السياح والمرضى على مدار السنة، وبات يشكل النشاط السياحي الحموي أكثر من أي وقت مضى، العلامة المميزة للولاية، بحكم أنها قطب سياحي حموي بامتياز في الشرق الجزائري.

تتوفر الولاية على مركبات سياحية وينابيع حموية، تؤهلها لتبوء الريادة في الجزائر بما يقارب 14 منبعا معدنيا منتشرا ببلديات حمام الدباغ، هيليوبوليس، عين العربي، حمام النبايل وبوحشانة، وتتوفر هذه الينابيع، حسب المختصين، على مواصفات كيميائية مفيدة لعلاج عدة أمراض، منها الجلدية، أمراض المفاصل، الأعصاب، مشاكل التنفس، الأذن والحنجرة وغيرها، وتشهد الحمامات المعدنية بولاية قالمة، هذه الأيام، إقبالا مستمرا للزائرين وعشاق المياه الحموية والاستجمام والراحة، يقصدونها من مختلف جهات الوطن، وحتى من المهجر، للعلاج والاستحمام بمياهها المعدنية الساخنة الغنية بتركيبتها الفيزيوكيمائية.

 

مشاكل النقل.. يؤرق رواد مركب أولاد علي

من بين الحمامات المعدنية، التي تزخر بها ولاية قالمة، نجد حمام "أولاد علي" بالقرية الواقعة شمال قالمة، وتُعد قرية حمام "أولاد علي" التابعة إداريا لبلدية هيليوبوليس، على بعد حوالي 10 كلم، وحوالي 15 كلم من عاصمة الولاية قالمة، من أهم المناطق السياحية في الولاية وفي الشرق الجزائري، لاحتوائها على المركبين السياحيين؛ "بوشهرين" و"البركة"، بالإضافة إلى المحطة المعدنية البلدية التي تضاهي هذين المركبين، حيث تعرف إقبال السياح على مدار السنة، ورغم تسجيل توافد السياح بكثرة على هذه القرية السياحية، إلا أنها تفتقر لمساحات خضراء وفضاءات للترفيه وكذا الاستثمار السياحي، بسبب نقص الوعاء العقاري، ناهيك عن مشكل النقل وعزوف الناقلين عن هذه القرية السياحية، فالوافدون إليها يعانون من أزمة النقل الخانقة، حيث يقضون ساعات طويلة في الانتظار، قبل الظفر بوسيلة نقل تمكنهم من الانتقال من وإلى الحمامات المعدنية المتواجدة بالقرية، ويلجأ البعض إلى سيارات "الفرود"، على حسابهم. وقد عبر البعض منهم، عن امتعاضهم من تسلط بعض سائقي الأجرة، الذين يرفضون نقلهم إلا عبر "كورسة"، ورغم توقف هؤلاء في مكان سيارات الأجرة المداومة، إلا أنهم يمتنعون عن مزاولة مهامهم ونقل الزبائن إلى وجهتهم، هذا الوضع خلف حالة من الغضب عند السياح الذين اعتبروه نوعا من الابتزاز، فيما عبر أحد السائقين لـ"المساء"، عن تعرضه للخسارة، وأن ما يكسبه لا يغطي تكاليف الفترة الطويلة التي يقضيها نحو الوجهة المقصودة، وقد باتت هذه المشكلة تؤرق المتنقلين والسياح خاصة. 

 

وجهة بحاجة لمزيد من الاهتمام 

بالإضافة إلى المزايا العلاجية لمياهها الساخنة، التي تساهم بشكل كبير في ترقية هذا النوع من السياحة المحلية، فإن قرية "حمام أولاد علي"  تشهد على مدار السنة، إقبالا للسياح في فصل الخريف، ويزيد في فصل الشتاء، ويبلغ ذروته في فصل الربيع، أما في فصل الصيف، فيتراجع الإقبال، لكن هناك إقبال من نوع خاص، إذ تعد ولاية قالمة، منطقة عبور نحو الولايات الشاطئية القريبة منها، وكذا نحو دولة تونس، كما تعد نقطة عبور استراتيجية للذين يتوافدون على المدن الساحلية، بحيث تكون الإقامة ليلا في قالمة على مستوى حماماتها المعدنية، ويكون الذهاب إلى البحر صباحا، والعودة مساء للمبيت، كما يتوافد إليها المهاجرون في فصل الصيف، لقضاء العطلة والاستحمام أو الاستراحة في المسابح، خاصة بمركبي "البركة" و"بوشهرين" في قرية حمام "أولاد علي"، بالتالي، فإن القرية بحاجة إلى التفاتة، باعتبارها قبلة للسياحة الحموية، كما أكد أحدهم، تحدث لـ"المساء"، بقوله: "إن الوضع يستوجب اليوم البحث عن وسائل نقل تواكب المسار التنموي للولاية، كما يجب على السلطات المحلية وقطاع النقل خاصة، أن توفر للزائر أو السائح أو حتى المواطن، وسائل نقل يكون الانطلاق والعودة إلى حمام "أولاد علي" حسب توقيت محدد، يمكن تنقل السائح في ظروف مواتية".