ينتشر بكثرة بجبال سكيكدة الغربية

إقبال كبير على جني فطر "القرسال"

إقبال كبير على جني فطر "القرسال"
  • القراءات: 217
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

انطلقت بالعديد من المناطق الغابية بولاية سكيكدة، لا سيما تلك المتواجدة بالجهة الغربية على غرار بني زيد وأولاد أعطية وعين قشرة، عملية جني فطر "القرسال" أو "القرسان" ، وهو نوع من الفطريات البرية الصالحة للأكل، يُعرف، أيضا، باسم الفطر المحاري؛ نظرا لشكله الذي يشبه المحار، وكذلك طعمه اللذيذ المميز، الذي يشبه إلى حد كبير، طعم المحار أيضا.

وحسب بعض شباب منطقة أولاد أعطية الذين التقت بهم "المساء" بجامعة سكيكدة، فإنّ عملية جني "القرسال" تنطلق بعد أن ينمو هذا النوع من الفطر، مباشرة بعد تساقط الأمطار الخريفية الأولى؛ حيث ينبت على جذوع الأشجار الميتة من أشجار البلوط والزان بقطر يصل إلى حدود 20 سنتمترا تقريبا؛ إذ تشهد عملية الجني إقبالا من قبل الشباب، لا سيما أنه يكثر الطلب عليه، خاصة أن العديد من العائلات تستهلكه بكثرة؛ لأنه يعوّض اللحم، فيما يوجَّه البعض الآخر إمّا للسوق أو بعض المؤسسات الفندقية. ويقدَّر سعر الكيلو منه ما بين 500 د.ج و850 د.ج حسب النوعية، وحسب الحجم، وأيضا حسب الكمية.

وقال الشاب "عبد الرحمان. م« من منطقة "الطهرة" بإقليم بلدية بني زيد معتاد على جني فطر "القرسال" ، أثناء حديثه مع "المساء"، بأن هذا الأخير الذي ينمو على الأشجار الميتة صالح للأكل، خصوصا الذي ينمو على أشجار الفلين البلوطي أو أشجار بلوط الزان، مضيفا أنّ جل أهالي المنطقة يفرقون بين الفطر السام والفطر الصالح للأكل، كونهم معتادين على جنيه؛ إمّا لاستغلاله كعنصر غذائي يزيّن موائد العائلات، أو لإعادة تسويقه.
من جهته، يتأسف السيد رضوان لكون العديد من خيرات المناطق الداخلية كفطر "القرسال" المتواجد بكثرة، غير مستغل استغلالا كافيا؛ إذ بإمكانه المساهمة في تنويع من اقتصاد المنطقة، لا سيما أن قيمته في السوق الخارجية مرتفعة جدا، مشدّدا على ضرورة الاستثمار في هذا المنتوج وغيره؛ بإنشاء تعاونيات أو مؤسسات مصغرة. كما يمكن العائلة الريفية استغلاله أيضا؛ باعتباره مصدرا من مصادر جلب المال، مناشدا شباب المنطقة للاستثمار في كل الخيرات التي تزخر بها كل مناطق سكيكدة؛ من أجل المساهمة في خلق الثروة، والحد من البطالة، ومن ثمّة الدفع بالعجلة التنموية محليا أو وطنيا.

وعدّدت السيدة "ح. كريمة" أخصائية في التغذية العلاجية، في حديثها إلى " المساء"، الفوائد الصحية التي يجنيها الإنسان من تناوله فطر "القرسال"، فقالت إنه ذو قيمة غذائية كبيرة؛ فهو، كما أوضحت، يعزز صحة القلب، والجهاز المناعي. كما يوازن نسبة السكر في الدم، ويوفر تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، ناهيك عن كونه مصدرا جيّدا للألياف، والبروتين، وغني بمجموعة من الفيتامينات والمعادن، دون الحديث، كما قالت، عن احتوائه على كمٍّ من خصائص مضادة للأورام وللالتهابات. ويعمل عند تناوله على تحسين صحّة الأمعاء.

وتلجأ العديد من الأسر القاطنة خاصة بالمناطق الداخلية، إلى إضافته إلى مختلف الأطباق؛ كالشربة، والكسكسي، والثريدة، والشخشوخة، والأرز تعويضا للحم. لكن، حسب المعلومات التي جمعناها، فإنّ أحسن طبق بفطر "القرسال" والذي يقدّم قيمة غذائية كبيرة وصحية، هو الفطر المقليُّ بزيت الزيتون والثوم. كما إنّ هناك من يقوم بشيّه على الجمر أو في الفرن مع الخضروات، أو مع اللحم والدجاج.