ستنتعش صناعة حظائر التسلية والترفيه بالجزائر، موجهة خصيصا للأطفال والشباب بحظيرة ‘’بليكز بارك”، في سفوح جبل الوحش بأعالي مدينة قسنطينة، ستنطلق أشغال إنجازها قريبا لتكون جاهزة في مارس 2019.

يعد مشروع هذه المؤسسة الترفيهية ذات الطراز الرفيع، والتي تتربع على 10 هكتارات، والمتميزة بهندستها وطبيعة بعض خدماتها، ثمرة شراكة ثلاثية صينية-روسية-إيطالية، كما أوضح مالكها الرئيس المدير العام لمجمع الأشغال العمومية، سعد الدين بليكز.

أفاد المتحدث أن أشغال إنجاز هذه الحظيرة سيشرف عليها رئيس مشروع ”روسي الجنسية” وستتكفل شركة صينية ببناء مطاعم ذات طابق أرضي، وآخر علوي ومدخل الحظيرة والجناح الإداري، كما أشار إلى أنه من المحتمل أن يتم هدم الهياكل القديمة الذي سيسفر عن التخلص من ما بين 7 آلاف إلى 8 آلاف متر مكعب من البقايا والردوم، وأفاد السيد بليكز أن هذه الحظيرة ستتضمن عشرات المطاعم وستبنى ”وفقا لهندسة معمارية مستوحاة 100 بالمائة من فن العمارة الروسية” وستحتوي على 15 مأوى مخصص لأعوان الحراسة والأمن.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المنشأة ستحتضن ما يقارب 30 كشكا متعدد الخدمات موجها لبيع الفشار والحلوى وبطاقات التعبئة للهاتف المحمول والسجائر وغيرها.

استنادا لصاحب المشروع، فإن هذا الأخير تفوق تكلفته الـ5 ملايير وهو ”مستوحى من ‘ديزني لاند’ ويحصي 22 لعبة بعلو 50 مترا لكل واحدة سيتم تركيبها وصيانتها من طرف إيطاليين” وسيتضمن ”عجلة كبيرة ستكون الأعلى في الجزائر على ارتفاع 50 مترا”.

كما ستكون الفرصة مفتوحة أمام عشاق الإثارة والمغامرة من خلال ألعاب سكة الموت العملاقة ”الـ8 الكبيرة” وسفينة القراصنة والبرج المتأرجح، إضافة إلى لعبة سيارات التصادم الموجهة للأطفال والبالغين وكذا لعبة الأحصنة الخشبية الدوارة. 

—- دخول ذوو الاحتياجات الخاصة بالمجان —-

من المتوقع أن تمكن حظيرة التسلية والترفيه بعد دخولها حيز الخدمة مطلع ربيع 2019، من استحداث ما يزيد عن 500 منصب عمل دائم، من بينها ما يزيد عن 100 عامل في مجال حماية وأمن الأماكن التي يقصدها الزوار، حسب السيد بليكز، موضحا بأنه سيتم إنشاء مؤسسة خاصة في مجال الحماية والأمن، تتكفل خصيصا بحماية الزوار وضمان أمنهم طوال فترة بقائهم في الحظيرة التي سيكون الدخول إليها ”بالمجان” للأشخاص المعاقين.

في نفس السياق، عبر المستثمر عن أمله في ”إنشاء قطب سياحي” يربط حظيرة التسلية الجاري إنجازها بشواطئ اصطناعية ومسابح ومركب سياحي، من أجل توفير عدة فضاءات تسلية وترفيه وراحة واستجمام للمواطنين، ويبقى ـ كما قال ـ إطلاق أشغال إنجاز موقف للسيارات من 9 طوابق بجوار الحظيرة مرتبطا بموافقة  السلطات المحلية، وأكد أيضا أن الدراسة جاهزة ويبقى فقط انتظار الضوء الأخضر من السلطات لإنجاز الموقف الذي سيسمح باستقبال أكبر عدد ممكن من الزوار خلال افتتاح الحظيرة.

—- 20 سنة من الفراغ في مجال التسلية —-

ينتظر السكان المحليون دخول الحظيرة حيز الخدمة بعد عشرين سنة من الفراغ في مجال التسلية والترفيه، منذ حل مؤسسة تسيير هياكل التسلية والترفيه ”إيجيلكو” التي كانت تحتل الموقع الذي ستنجز فوقه المشروع.  في شهر ماي 2017، تم الإعلان عن مزايدة علنية من أجل استغلال الموقع القديم لحظيرة التسلية والترفيه لجبل الوحش، وإعادة بعث الحياة فيها، وهي المزايدة التي شارك فيها 5 راغبين في الاستثمار بالموقع.

حسب مدير أملاك الدولة لقسنطينة، محمد بوعنيقة، تم منح موقع حظيرة التسلية القديم لجبل الوحش عن طريق التنازل بعد مزايدة علنية لفائدة المؤسسة ذات المسؤولية المحدودة والشخص الوحيد ”بليكز”، لمدة تقدر بـ33 سنة قابلة للتجديد مرة واحدة، مقابل قيمة مالية سنوية تقدر بـ42 مليون دج، يتم صبها سنويا لفائدة مفتشية أملاك الدولة.  أشار إلى أن التنازل الممنوح للمستثمر يخضع لمتابعة من طرف لجنة مكلفة بمراقبة مدى تطبيق واحترام دفتر الشروط، موضحا أن دفتر الشروط ينص على أن يقوم مسير الحظيرة بتهيئة الموقع خلال السنة الأولى من حصوله على التنازل.

في انتظار افتتاح حظيرة ”بليكز بارك” في ربيع 2019، فإن مواطني مدينة الصخر العتيق ليس لديهم أي خيار آخر سوى مواصلة التنقل لعشرات الكيلوميترات، من أجل أخذ أبنائهم للتسلية والترفيه بحظائر التسلية في ولايتي باتنة وسطيف خاصة.