طقوس ترافق الطفل المتدرس لأول مرة بعنابة

احتفاء مميز بـ"السفنج" والنقود والمرافقة النفسية

احتفاء مميز بـ"السفنج" والنقود والمرافقة النفسية
  • القراءات: 414
سميرة عوام سميرة عوام

تحضر أغلب العائلات العنابية هذه الأيام، أبناءها للدخول المدرسي الجديد، حيث يتردد الآباء والأمهات على محلات بيع الملابس، لاقتناء قطع جاهزة ومناسبة للموسم الدراسي القادم، من مآزر وغيرها من لواحق ضرورية، رغم تفاوت الأسعار، التي ألهبت جيوب العائلات ذات الدخل المحدود، والتي تجد نفسها مجبرة على تجهيز الطفل، خاصة إذا كانت تطأ قدماه لأول مرة باب المدرسة.

تختلف التحضيرات لهذه المناسبة من عائلة إلى أخرى، خاصة إذا كان الطفل يلتحق لأول مرة بالمدرسة، هنا تقام له احتفالية خاصة، تطبع عادات وتقاليد سكان عنابة، فالطفل المتمدرس لأول مرة، يحظى باهتمام كبير من طرف أهله وعائلته الكبيرة من الجدة والجد وحتى أبناء العموم، وهذا يعتبره الأهل، فأل خير على هذا الطفل، إذ تشترى له عدة قطع ملابس جديدة عليها رسوم تناسب سنه، ناهيك عن اقتناء محفظة متبوعة بكل مستلزمات الدراسة من طرف شخص كبير في السن، قد يكون من أهل أمه أو والده، حسب معتقدات بعض العائلات، حتى يحظى الطفل الذي يدخل أول مرة المدرسة، بأعلى المراتب في مشواره الدراسي مستقبلا.
تليها تحضيرات أخرى، تتمثل في مرافقة الطفل أول مرة، من طرف جدته وأمه، لتحضيره جيدا وتهيئته حتى يتأقلم مع زملائه في المدرسة، ومحاولة اقناعه بأن المعلمة أمه الثانية، بالإضافة إلى منحه النقود من طرف الجيران والأصدقاء، حيث يحصل على مبلغ معين يحتفظ به لوقت الشدة.
وعن أول يوم دراسي للطفل، تنظم احتفالية صغيرة على شرفه، حيث تحضر الأم الحلوى و«السفنج" الذي يرمز إلى التفوق، والعلو ويوزع على الجيران والأطفال الصغار، وهي عادة مازالت حاضرة في عنابة إلى يومنا هذا، حيث تسعى كل الأمهات إلى صناعة "السفنج" وتجهيزه كفأل خير للطفل، الذي يدخل أول مرة المدرسة، كما يتم مرافقة الطفل إلى حلاق الحي ليقص شعره وأخذ صور تذكارية له، تبقى حاضرة مع السنوات في ذاكرة الأهل.
وفي سياق متصل، ولتفادي بكاء الطفل المتمدرس لأول مرة، من العائلات من تخصص مرافقا نفسيا لابنها، حتى يتعود على المدرسة، حيث يبقى المرافق معه إلى غاية السداسي الأول من الفصل الدراسي، وبعدها يعتاد الطفل على المدرسة والمعلمة وزملائه. هذه الخطوة يراها الكثير من الآباء مهمة جدا للمحافظة على نفسية الصغار وتحضيرهم جيدا لدخول مجتمع جديد، تكون الأم فيه غائبة وكل معارفه، وعليه تبقى التحضيرات الخاصة بالصغار مهمة جدا للحفاظ على نفسيتهم، تليها العادات والتقاليد الجميلة التي تبقى متوارثة من جيل لآخر.